الموضوع: حوار
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
7

المشاهدات
3072
 
سرالختم ميرغنى
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


سرالختم ميرغنى is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
797

+التقييم
0.26

تاريخ التسجيل
Jul 2016

الاقامة

رقم العضوية
14730
08-24-2019, 01:43 PM
المشاركة 1
08-24-2019, 01:43 PM
المشاركة 1
افتراضي حوار
حوار حول قصة من قصص القرآن

أحد المتشككين فى صحة القرآن الكريم واسمه ( هشام ) وآخر يؤمن بأنه منزل من الله سبحانه وتعالى واسمه ( موسى )
هشام : قل لى يا موسى ، كيف يُعقل أن يعقوب اقتنع برواية أولاده بأن يوسف أكله الذئب ؟
موسى : ومن قال لك بأنه اقتنع ؟
هشام : الآية تقول " قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل.."
موسى : بالعكس ، هذا يدل على عدم تصديقه لرواية الذئب .
هشام : وماذا فعل يعقوب بعدئذٍ ؟ إنه صبر واحتسب .
موسى : هو صبر لإيمانه بأن إخوة يوسف دبروا أمرا للتخلص منه .
هشام : ولماذا لم يتحرّ فى الأمر ؟
موسى : ومن قال إنه لم يتحرّ ؟ إن الأولاد ( جاءوا أباهم عشاءً يبكون ) ومعنى ذلك أنهم رجعوا بعد التأكد من اختفاء يوسف .
هشام : القرآن لم يذكر أن يعقوب بحث عن ابنه وبحث عن باقى جثته ليقوم بدفنه .
موسى : يعقوب لم يصدق أن ابنه أكله الذئب . وعبارة ( بل سولت لكم أنفسكم أمرا ) تفيد بمكيدة دبرها إخوة يوسف . والقرآن لا يتطرق إلى التفاصيل الجزئية فى سرد القصص . ربما ذهب يعقوب إلى مكان الحادث صبيحة اليوم التالى وبحث عن ابنه وتأكد من عدم أكل الذئب له . ولا ننسى أن بيع الأطفال كان شائعا فى ذلك الزمن .
هشام : وكيف وُضع يوسف فى البئر ؟
موسى : إنها مكيدة مدبرة مدروسة . فإخوة يوسف اختاروا بئرا بها ماء . واختاروا البئر التى ترتادها القوافل عادةً - وأهل مكة أدرى بشعابها - واختاروا اليوم الذى تكثر فيه القوافل المسافرة . وأنزلوا يوسف برفق ، ولم يرموه رميا . أى أن خطتهم كانت التخلص من يوسف بدون قتله . ومن أدرانا فلربما نصحوا يوسف بالصياح عندما يُنزل دلوٌ فى البئر ليُعلم أمره . فعبارة " يجعلوه فى غيابت الجب " توحى بوضعه برفق مع احتمال تزويده بإرشادات وتعليمات . ومن أدرانا فلربما أنزلوا يوسف وانتظروا مجئ قافلة من القوافل وراقبوا ما حدث عن بعد . ولم يعودوا إلى البيت إلا بعد التأكد من أخذ السيارة ليوسف ومتابعتها لسفرها . وعندما علم يعقوب بالحادث كان الوقت قد تأخر ولم يكن فى وسعه استدراك الأمر فقد مضت القافلة واختفى يوسف عن المنطقة بأسرها .
-------------
وهذه طريقة القرآن الكريم فى سرد القصص . لا بد أن لكل قصة تفاصيل كثيرة جدا ولكن القرآن يخبرنا بالزبدة . أى بأهم أحداث القصة والتى تحتوى على العظة والعبرة . ويترك التفاصيل الجانبية إما للمؤرخين أو للمجتهدين أو للمؤمنين عامةً حتى يفكروا ويستنبطوا التفاصيل من قرائن الأحوال وبالاستعانة بالآيات الأخرى التى وردت فى سورٍ أخرى فى نفس المناسبة .


ونلتقى مع هشام وموسى وهما يتحاوران حول موقفٍ آخر من قصة يوسف أو قصة أخرى من قصص القرآن .