عرض مشاركة واحدة
قديم 09-21-2010, 05:46 AM
المشاركة 157
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
كلمة سماحته في حفل تسلمه الجائزة


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين والصلاة والسلام الأتمان والأكملان على نبينا وإمامنا عبد الله ورسوله وأمينه على وحيه وخيرته من خلقه محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين . . أما بعد،
فإني أشكر الله عز وجل على ما منَّ به سبحانه من هذا اللقاء المبارك لتقدير العلم وحملته ، وإجراء ما يحصل به تشجيع العاملين في خدمة الإسلام والدراسات الإسلامية والأدب العربي الإسلامي وسائر ما ينفع العباد كالطب النافع ولا سيما في التخصص الذي ينفع الأمة وهكذا العلوم التي تنفع الأمة ، ثم أشكر جلالة الملك خالد وسمو ولي عهده الأمين الأمير المكرم فهد ، وأصحاب السمو أبناء جلالة الملك فيصل تغمده الله برحمته على ما قاموا به ويسروه من إنشاء هذه المؤسسة المباركة مؤسسة الملك فيصل الخيرية ، وعلى ما بذلوه من عناية ودعم لها وتأييد لمشاريعها،
فأسأل الله عز وجل أن يوحد صفوفهم وأن يكلل جهود العاملين في هذه المؤسسة بالنجاح والصلاح والفلاح ، وأن يضاعف مثوبتهم وأن يعم نفع هذه المؤسسة لجميع المسلمين خصوصا ولجميع العالم بوصف عام وأن يوفق أمراءنا وأثرياءنا وسائر المحبين للخير للمساهمة في دعم هذه المؤسسة حتى يصل هدفها إلى جميع العاملين في الميادين النافعة للمسلمين ، والتي من شأنها أن ترفع مستوى العلم وأهله ، وأن تنفع العالم كله فيما يرضي الله ويقرب لديه ، ويباعد من غضبه وأسباب نقمته ، وإن بذلنا في تشجيع المشاريع الخيرة والأعمال النافعة وتحفيز العاملين لصالح الإنسان والمسلمين من أهم المهمات ، ومن أفضل القربات،
لكن ينبغي أن يعلن أن الواجب على العاملين في الميدان الإسلامي أن يخلصوا أعمالهم لوجه الله وأن يخلصوا في ذلك وأن يطبقوا أعمالهم على ما يقتضي الشرع المطهر . وألا يقصدوا بأعمالهم حظا عاجلا من مال أو ثناء أو غرض آخر .
بل يقصدون بذلك وجه الله عز وجل وابتغاء مرضاته ونفع المسلمين وغيرهم من العالم في إخراجهم من الظلمات إلى النور ، ويقصدون به تيسير النفع لهم الذي من شأنه أنه يرضي الله ويقرب لديه ومع ذلك لا مانع من أن يأخذوا من المال ما يلزم لهم من غير سؤال ولا إشراف نفس . ثبت في الحديث الصحيح عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعطي عمر بن الخطاب العطاء فيقول له عمر أعطيه يا رسول الله من هو أفقر إليه مني فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خذه فتموله أو تصدق به وما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه وما لا تتبعه نفسك أخرجه مسلم في الصحيح .
وعلى هذا الأساس فإني أتقبل هذه الجائزة وأشكر القائمين على شأنها وأسأل الله لهم المزيد من التوفيق ، ولكونها بذلت من أجل الخدمة الإسلامية أسأل الله أن يعيننا على ما يجب علينا من خدمة الإسلام والمسلمين وأن يكلل الجهود بالنجاح والصلاح وأن يعفو عنا ما قصرنا فيه فإن التقصير كثير ، لكن نسأل الله أن ينفعنا لتقديم الخير وأن يعفو عنا وعن إخواننا جميعا فيما قصرنا فيه . وأن يمنحنا جميعا النشاط والقوة في ميدان الحق ونفع المسلمين في كل مكان قولا وعملا ،
وبناء على هذا وإني حصلت عليها بسبب تقدير إخواننا في الهيئة طبعا تقديرا على الخدمة الإسلامية فإني أبذلها أيضا وأهديها أيضا إلى دار الحديث الخيرية الأهلية المكية معونة لها على ما تقوم به للخدمة الإسلامية ، فإن دار الحديث الخيرية الأهلية بمكة تخدم المسلمين أيضا وتخدم أبناءهم في سائر أرجاء المعمورة من إفريقيا وآسيا وغيرهما ، وقد افتتحت عام اثنين وخمسين وثلاث مائة وألف من الهجرة النبوية بواسطة سماحة الشيخ عبد الظاهر أبي السمح إمام المسجد الحرام ذلك الوقت ، لقد تقدم الشيخ الظاهر وطلب من جلالة الملك عبد العزيز رحمه الله أن يوافق على افتتاحها في مكة لحاجة المسلمين إليها ولا سيما الغرباء وأيده بذلك سماحة الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ رحمه الله رئيس القضاة بالمنطقة الغربية في ذلك الوقت . فحين ذلك وافق الملك عبد العزيز رحمه الله وأذن بافتتاحها في العام المذكور عام اثنين وخمسين وثلاث مائة وألف للهجرة النبوية ولم تزل سائرة إلى يومنا هذا . والتحق بها في هذا العام ثلاثمائة وخمسون طالبا من أنواع الجنسيات من إفريقيا . . وغيرها
وهي تحتاج إلى الدعم والمساعدة ولهذا رأيت أن تكون هذه الجائزة دعما لها ، لدار الحديث الخيرية الأهلية ، وأسأل الله أن ينفع بها المسلمين وينفع بها المؤسسة التي هي مؤسسة الملك فيصل رحمه الله ، وأن يبارك للقائمين عليها ويجعلهم هداة مهتدين . ولا يفوتني في هذا المقام أن أقترح أن تعنى هذه المؤسسة بالمدارس الإسلامية والجمعيات الإسلامية والمراكز الإسلامية والاتحادات الإسلامية وأشباهها ، ومما يحتاج إلى دعم ومساعدة حتى يكون لها المشاركة العظيمة في تأييد هذه المؤسسات وفي تشجيعها وفي سد بعض حاجاتها ، لأنها جديرة بأن يكون لها دخل يقدم بها ، جديرة بالدعم والمساعدة فيما ينفع المسلمين وفيما يرفع المستوى الإسلامي في أرجاء الدنيا .
جرت العادة من الناس بالتصفيق عندما يسمعون كلمة مناسبة أو يرون شيئا مناسبا وقد دلت السنة على أن السنة عندما يسمع الناس شيئا طيبا أو شيئا مستنكرا أن يكبروا ، ويكبروا عند سماع الطيب استحسانا له وفرحا وتشجيعا ، ويكبروا عند سماع غير الطيب تنزيها للشريعة وتنزيها لذلك المجتمع ذاك عما ليس بطيب ، وتنبيها أنه ينبغي رفضه ، ومن هذا ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أنه لما قال لهم : إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة قال فكبرنا ، قال : إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة ، قال : فكبرنا ، قال : إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة قال فكبرنا ، وكان عليه السلام إذا رأى ما يعجبه قال : الله أكبر الله أكبر سبحان الله ، وكان إذا رأى ما يسوءه ويحزنه كبر الله تنزيها أيضا وسبحه تنزيها ، فينبغي لنا أن نسلك هذا المسلك ولا سيما المجتمعات الإسلامية وفي الدول الإسلامية لأنه يقتدى بها . فالتكبير إذا صدر من الجميع فله وقع حسن أسوة بنبينا عليه السلام وأصحابه الكرام . .
هذا آخر ما أقول وأسأل الله للجميع التوفيق والهداية وصلاح النية والعمل وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان .

~ ويبقى الأمل ...