عرض مشاركة واحدة
قديم 09-21-2010, 05:45 AM
المشاركة 154
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أطول حديث صحفي نشر في عكاظ

أطول حديث صحفي نشر في عدد عكاظ رقم 8658 الصادر يوم الأربعاء ( 2 رمضان 1410 هـ - 28 مارس 1990 م ) حوار هام ينشر لأول مرة مع عكاظ .

ابن باز . . الداعية . . المفتي الإمام :
* فقدت بصري بعد 20 سنة من النور .
* العالم بحاجة إلى دعوة إسلامية عصرية على كل المستويات .
* الغزو الثقافي أخطر استعمار تواجهه الأمة الإسلامية .
* التحكيم بالشريعة المخرج الوحيد لنهوض العالم الإسلامي .
* الدعوة مطلوبة في كل الأماكن بالحكمة والكلمة الطيبة والأسلوب الحسن .
* العلماء والدعاة مدعوون لاستثمار الصحوة الإسلامية المباركة .
* الإذاعة والتلفزة والصحافة وسائل هامة للدعوة إلى الله .
* الاستعمار يسيطر على العقول الإسلامية عبر المناهج الدراسية الضعيفة .
* الانبهار بالغرب والدراسة في جامعاتهم من أخطر أساليب الغزو .
* جميع العلماء والحكام المسلمين مطالبون بمواجهة الدعوات الهدامة .
* توفير الاحتياجات التعليمية يحد من الابتعاث للخارج . الجانب الآخر :
* كبار المشايخ والعلماء علموني العلوم الشرعية والعربية .
* لازمت الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف عشر سنوات وتعلمت الكثير .
* اشتغلت بالقضاء والتدريس ورئاسة الجامعة والإفتاء أكثر من نصنف قرن .
الحوار مع سماحة الإمام الشيخ عبد العزيز بن باز ليس حوارا عاديا . . ليس لأن سماحته - حفظه الله - يكتسب هذه المكانة البارزة والمتفردة بين علماء العالم الإسلامي وليس لجهاده الشاق والطويل في سبيل الدعوة إلى الله فقط وإنما لما تنطوي عليه شخصيته الفذة من خصائص فريدة ونادرة قل أن يوجد مثلها في رجال هذا العصر .
ومن المسلمات أن نقول أن الشيخ الجليل - ولا نزكي على الله أحدا - قد برز في خدمة الدين منذ نعومة أظفاره حتى أنه حفظ القرآن الكريم قبل البلوغ وحفظ عددا من كتب الحديث والعلوم الشرعية قبل أن يحرمه الله نعمة البصر وهو ابن العشرين وينعم الله عليه بنعمة البصيرة - مد الله في عمره - ومع ذلك فلم يتوان أن يتقهقر عن الطريق الذي شهد بداياته الأولى بعينه وعقله وقلبه وإنما انطلق كالسهم متجاوزا حدود إعاقته إلى التفوق والبروز ( فقضى ) بين الناس فترة من الزمن وكان له أسلوبه واجتهاده المميز ثم درس حقبة أخرى من الزمن وبعد ذلك اشتغل بتأسيس الجامعة الإسلامية ثم اختير لمهمة الإفتاء واشتراك سماحته بجهده الكبير في عدد من الهيئات واللجان بعضويات فاعلة فكان ثمارها هذا الخير الكبير الذي نلمس صداه في العالم الإسلامي . الشيء الذي لم يذكره شيخنا الجليل وقد لا يعلمه الكثير هو أن ما عدده سماحته من عطاءات كبيرة يبذلها في سبيل الجليل ما هي إلا جزء يسير مما يقوم به - حفظه الله - . من أجل نصرة هذا الدين فنحن لا نذيع سرا إذا قلنا أن الثانية في زمن الشيخ ابن باز تعني الشيء الكثير والكثير جدا من أجل مصلحة الإسلام والمسلمين نظرا لما يقوم به من أدوار هامة جدا . . وهذا ما قد يشفع لنا عدم استيفاء كافة الجوانب في حياة الشيخ الجليل - أمد الله في عمره - ونفع به الإسلام والمسلمين . . فإلى الحوار السبق الذي حظينا به : ذهب البصر . . وبقيت البصيرة :
سماحة الشيخ لتسمح لنا ببعض الأسئلة التي قد تبدو في ظاهرها شخصية . لكننا نلتمس منها إعطاء القدوة وخاصة للشباب . . وبداية نود أن نتعرف على نشأتكم وطفولتكم ومسيرتكم التعليمية كيف كانت؟

أنا عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله آل باز . ولدت بمدينة الرياض في ذي الحجة سنة 1330 هـ وكنت بصيرا في أول الدراسة ثم أصابني المرض في عيني عام 1346 هـ فضعف بصري بسبب ذلك ثم ذهب بالكلية في مستهل المحرم من عام 1350 هـ والحمد لله على ذلك . وأسأل الله جل وعلا أن . يعوضني عنه بالبصيرة في الدنيا والجزاء الحسن في الآخرة . كما وعد بذلك سبحانه على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، كما أسأله سبحانه أن يجعل العاقبة حميدة في الدنيا والآخرة .
وقد بدأت الدراسة منذ الصغر وحفظت القرآن الكريم قبل البلوغ ثم بدأت في تلقي العلوم الشرعية والعربية على يدي كثير من علماء الرياض من أعلامهم :
* الشيخ محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله .
* الشيخ صالح بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن حسين بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب . قاضي الرياض رحمهم الله .
* الشيخ سعد بن حمد بن عتيق . قاضي الرياض .
* الشيخ حمد بن فارس . وكيل بيت المال بالرياض .
* الشيخ سعد بن وقاص البخاري ( من علماء مكة المكرمة ) أخذت عنه علم التجويد في عام 1355 هـ
* سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ . وقد لازمت حلقاته نحوا من عشر سنوات وتلقيت عنه جميع العلوم الشرعية ابتداء من سنة 1347 هـ - إلى سنة 1357 هـ حيث رشحت للقضاء من قبل سماحته . جزى الله الجميع أفضل الجزاء وأحسنه وتغمدهم جميعا برحمته ورضوانه .
من القضاء إلى الإفتاء
وما هي أهم المنجزات الرئيسية التي شاركتم بها في حياتكم العملية؟ وما هي أبرز مؤلفات سماحتكم؟
لقد توليت عدة أعمال هي :
القضاء في منطقه الخرج مدة طويلة استمرت أربعة عشر عاما وأشهرا وامتدت بين سنة 1357 هـ إلى عام 1371 هـ . . وقد كان التعيين في جمادى الآخرة من عام 1357 هـ وبقيت إلى نهاية عام 1371 هـ .
التدريس في المعهد العلمي بالرياض سنة 1372 هـ وكلية الشريعة بالرياض بعد إنشائها سنة 1373 هـ في علوم الفقه والتوحيد والحديث واستمر عملي على ذلك تسع سنوات . انتهت في عام 1380 هـ .
عينت في عام 1381 هـ نائبا لرئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، وبقيت في هذا المنصب إلى عام 1390 هـ .
توليت رئاسة الجامعة الإسلامية في سنة 1390 هـ بعد وفاة رئيسها شيخنا الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله في رمضان عام 1389 هـ وبقيت في هذا المنصب إلى سنة 1395 هـ .
وفي 14 / 10 / 1395 هـ صدر الأمر الملكي بتعييني في منصب الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد برتبة وزير ولا أزال إلى هذا الوقت في هذا العمل أسأل الله العون والتوفيق والسداد.
ولي إلى جانب هذا العمل في الوقت الحاضر عضوية في كثير من المجالس العلمية والإسلامية من ذلك :
* عضوية هيئة كبار العلماء بالمملكة .
* رئاسة اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في الهيئة المذكورة .
* عضوية ورئاسة المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي .
* رئاسة المجلس الأعلى العالمي للمساجد .
* رئاسة المجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة التابع لرابطة العالم الإسلامي .
* عضوية المجلس الأعلى للجامعة الإسلامية في المدينة المنورة .
* عضوية الهيئة العليا للدعوة الإسلامية في المملكة .
* أما مؤلفاتي فمنها :
الفوائد الجلية في المباحث الفرضية .
التحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة .
توضيح المناسك . .
التحذير من البدع . ويشتمل على أربعة مقالات مفيدة بحكم
الاحتفال بالمولد النبوي وليلة الإسراء والمعراج وليلة النصف من شعبان
وتكذيب الرؤيا المزعومة من خادم الحجرة النبوية المسمى الشيخ أحمد
رسالتان موجزتان في الزكاة والصيام .
العقيدة الصحيحة وما يضادها .
وجوب العمل بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وكفر من أنكرها .
الدعوة الى الله وأخلاق الدعاة .
وجوب تحيكم شرع الله ونبذ ما خالفه .
حكم السفور والحجاب ونكاح الشغار .
نقد القومية العربية .
الجواب المفيد في حكم التصوير .
الشيخ محمد بن عبد الوهاب " دعوته وسيرته " .
ثلاث رسائل في الصلاة :
1- كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم
2- وجوب أداء الصلاة في جماعة .
3- أين يضع المصلي يديه حين الرفع من الركوع .
حكم الإسلام في من طعن في القرآن أو في رسول الله صلى الله عليه وسلم
حاشية مفيدة على فتح الباري وصلت فيها إلى كتاب الحج .
رسالة الأدلة النقلية والحسية على جريان الشمس وسكون الأرض وإمكان الصعود إلى الكواكب .
إقامة البراهين على حكم من استغاث بغير الله أو صدق الكهنة والعرافين .
الجهاد في سبيل الله .
الدروس المهمة لعامة الأمة .
فتاوى تتعلق بأحكام الحج والعمرة والزيارة .
وجوب لزوم السنة والحذر من البدعة .
الدعوة فريضة :
* نود من سماحتكم أن تبينوا لنا حكم الدعوة إلى الله عز وجل وأوجه الفضل فيها ؟
* أما حكمها ، فقد دلت الأدلة من الكتاب والسنة على وجوب الدعوة إلى الله عز وجل وأنها من الفرائض ، والأدلة في ذلك كثيرة . . منها قوله سبحانه : وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ومنها قوله جل وعلا : ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ومنها قوله عز وجل : وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ومنها قوله سبحانه : قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي
فبين سبحانه أن أتباع الرسول هم الدعاة إلى الله . وهم أهل البصائر والواجب كما هو معلوم هو اتباعه . والسير على منهاجه عليه الصلاة والسلام كما قال تعالى : لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا
وصرح العلماء أن الدعوة إلى الله عز وجل فرض كفاية بالنسبة إلى الأقطار التي يقوم فيها الدعاة . فإن كل قطر وكل إقليم يحتاج إلى الدعوة وإلى النشاط فيها ، فهي فرض كفاية إذا قام بها من يكفي سقط عن الباقين ذلك الواجب ، وصارت الدعوة في حق الباقين سنة مؤكدة ، وعملا صالحا جليلا . وإذا لم يقم أهل الإقليم ، أو أهل القطر المعين بالدعوة على التمام صار الإثم عاما ، وصار الواجب على الجميع وعلى كل إنسان أن يقيم . بالدعوة حسب طاقته وإمكانه ، أما بالنظر إلى عموم البلاد ، فالواجب أن يوجد طائفة منتصبة تقوم . بالدعوة إلى الله جل وعلا في أرجاء المعمورة . تبلغ رسالات الله ، وتبين أمر الله عز وجل بالطرق الممكنة ، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قد بعث الدعاة ، وأرسل الكتب إلى الناس ، وإلى المملوك والرؤساء ودعاهم إلى الله عز وجل . الوسائل ميسرة والواجب أعظم :
* واقع الدعوة الآن كيف تقيمونه وما هي المحاور التي يجب التركيز عليها في ظل المستجدات الحالية والتحديات المعاصرة؟
** في وقتنا الحاضر يسر الله عز وجل أمر الدعوة أكثر بطرق لم تحصل لمن قبلنا ، فأمور الدعوة اليوم متيسرة أكثر وذلك بواسطة طرق كثيرة . وإقامة الحجة على الناس اليوم ممكنة بطرق متنوعة مثلا عن طريق الإذاعة ، وعن طريق التلفزة ، وعن طريق الصحافة ، وهناك طرق شتى ، فالواجب على أهل العلم والإيمان ، وعلى خلفاء الرسول أن يقوموا بهذا الواجب ، وأن يتكاتفوا فيه ، وأن يبلغوا رسالات الله إلى عباد الله ، ولا يخشون في الله لومة لائم ، ولا يحابون في ذلك كبيرا ولا صغيرا ولا غنيا ولا فقيرا ، بل يبلغون أمر الله إلى عباد الله ، كما أنزل الله ، وكما شرع الله ، وقد يكون ذلك فرض عين إذا كنت في مكان ليس فيه من يؤدي ذلك سواك ، كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فإنه يكون قرض عين ، .
ويكون فرض كفاية ، فإذا كنت في مكان ليس فيه من يقوى على هذا الأمر ، ويبلغ أمر الله سواك ، فالواجب عليك أنت أن تقوم بذلك ، فأما إذا وجد من يقوم بالدعوة والتبليغ ، والأمر والنهي غيرك ، فإنه يكون حينئذ في حقك سنة؛ وإذا بادرت إليه وحرصت عليه كنت بذلك - منافسا في الخيرات ، وسابقا إلى الطاعات ، ومما احتج به على أنها فرض كفاية قوله جل وعلا : وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ الآية قال الحافظ ابن كثير عند هذه الآية وجماعة ما معناه . " ولتكن منكم أمة منتصبة لهذا الأمر ، العظيم ، تدعوا إلى الله ، وتنشر دينه ، وتبلغ أمره سبحانه وتعالى .
ومعلوم أيضا أن الرسول عليه الصلاة والسلام دعا إلى الله . وقام بأمر الله في مكة حسب طاقته ، وقام الصحابة كذلك رضي الله عنهم وأرضاهم بذلك حسب طاقتهم . ثم لما هاجروا قاموا بالدعوة أكثر وأبلغ ، ولما انتشروا في البلاد بعد وفاته عليه الصلاة والسلام قاموا بذلك أيضا رضي الله عنهم وأرضاهم . كل على قدر طاقته وعلى قدر علمه ، فعند قلة الدعاة ، وعند كثرة المنكرات ، وعند غلبة الجهل كحالنا اليوم ، تكون الدعوة فرض عين على كل واحد بحسب طاقته .
وإذا كان في محل محدود كقرية ومدينة ونحو ذلك ووجد فيها من تولى هذا الأمر . وقام به وبلغ أمر الله . كفى وصار التبليغ في حق غيره سنة ، لأنه قد أقيمت الحجة على يد غيره ونفذ أمر الله على من سواه .
ولكن بالنسبة إلى بقية أرض الله ، وإلى بقية الناس ، يجب على العلماء حسب طاقتهم ، وعلى ولاة الأمر حسب طاقتهم ، أن يبلغوا أمر الله بكل ما يستطيعون . وهذا فرض عين عليهم على حسب الطاقة والقدرة .
وبهذا يعلم أن كونها فرض عين ، وكونها فرض كفاية ، أمر نسبي يختلف ، فقد تكون الدعوة فرض عين بالنسبة إلى أقوام وإلى أشخاص وسنة بالنسبة إلى أشخاص وإلى أقوام لأنه وجد في محلهم وفي مكانهم من قام بالأمر وكفى عنهم ، أما بالنسبة إلى ولاة الأمور ومن لهم القدرة الواسعة ، فعليهم من الواجب أكثر ، وعليهم أن يبلغوا الدعوة إلى ما استطاعوا من الأقطار حسب الإمكان بالطرق الممكنة ، وباللغات الحية التي ينطق بها الناس يجب أن يبلغوا أمر الله بتلك اللغات حتى يصل دين الله إلى كل أحد باللغة التي يعرفها ، باللغة العربية وبغيرها ، فإن الأمر الآن ممكن وميسور بالطرق التي تقدم أنها ، طرق الإذاعة والتلفزة والصحافة وغير ذلك من الطرق التي تيسرت اليوم ولم تتيسر في السابق ، كما أنه يجب على الخطباء في الاحتفالات وفي الجمع وفي غير ذلك أن يبلغوا ما استطاعوا من أمر الله عز وجل ، وأن ينشروا دين الله حسب طاقتهم ، وحسب علمهم ونظرا إلى انتشار الدعوة إلى المبادئ الهدامة وإلى الإلحاد وإنكار رب العباد وإنكار الرسالات وإنكار الآخرة وانتشار الدعوة النصرانية في الكثير من البلدان ، وغير ذلك من الدعوات المضللة ، نظرا إلى هذا فإن الدعوة إلى الله عز وجل اليوم أصبحت فرضا عاما ، وواجبا على جميع العلماء ، وعلى جميع الحكام الذين يدينون بالإسلام ، فرض عليهم أن يبلغوا دين الله حسب الطاقة ، والإمكان بالكتابة والخطابة وبالإذاعة وبكل وسيلة استطاعوا ، وأن لا يتقاعسوا عن ذلك ، أو يتكلوا على زيد أو عمرو ، فان الحاجة بل الضرورة ماسة اليوم إلى التعاون والاشتراك ، والتكاتف في هذا الأمر العظيم أكثر مما كان قبل ذلك لأن أعداء الله قد تكاتفوا وتعاونوا بكل وسيلة ، للصد عن سبيل الله والتشكيك في دينه ، ودعوة الناس إلى ما يخرجهم من دين الله عز وجل ، فوجب على أهل الإسلام أن يقابلوا هذا النشاط الملحد بنشاط إسلامي ، وبدعوة إسلامية على شتى المستويات ، وبجميع الوسائل وبجميع الطرق الممكنة وهذا من باب أداء ما أوجب الله على عباده من الدعوة إلى سبيله . توفير البديل الإسلامي :
* وكيف تستطيع المجتمعات الإسلامية أن تحارب الغزو الثقافي الغربي . والشرقي الذي تواجهه في وقتنا الحاضر؟
** مما لا شك فيه أن أخطر ما تواجهه المجتمعات الإسلامية في الوقت الحاضر هو ما يسمى بالغزو الثقافي بأسلحته الممنوعة من كتب وإذاعات وصحف ومجلات وغير ذلك من الأسلحة الأخرى ، ذلك أن الاستعمار في العصر الحديث قد غير من أساليبه القديمة لما أدركه من فشلها وعدم فعاليتها ومحاربة الشعوب واستماتتها في الدفاع عن دينها وأوطانها ومقدراتها وتراثها حيث أن الأخذ بالقوة وعن طريق العنف والإرهاب مما تأباه الطباع وتنفر منه النفوس لا سيما في الأوقات الحاضرة بعد أن انتشر الوعي بين الناس واتصل الناس بعضهم ببعض وأصبحت هناك منظمات وهيئات كثيرة تدافع عن حقوق الشعوب وترفض الاستعمار عن طريق القوة.
وتطالب بحق تقرير المصير لكل شعب وأن لأهل كل قطر حقهم الطبيعي في سيادتهم على أرضهم واستثمار مواردهم وتسيير دفة الحكم في أوطانهم حسب ميولهم ورغباتهم في الحياة وحسب ما تدين به تلك الشعوب من معتقدات ومذاهب وأساليب مختلفة للحكم مما اضطر معه إلى الخروج عن هذه الأقطار بعد قتال عنيف وصدامات مسلحة وحروب كثيرة دامية . ولكن الاستعمار قبل . أن يخرج من هذه الأقطار فكر في عدة وسائل واتخذ كثيرا من المخططات بعد دراسة واعية . وتفكير طويل وتصور كامل لأبعاد هذه المخططات ومدى فعاليتها وتأثيرها والطرق التي ينبغي أن تتخذ للوصول إلى الغاية التي يريد وأهدافه تتلخص في إيجاد مناهج دراسية على صلة ضعيفة بالدين ، مبالغة في الدهاء والمكر والتلبس ركز فيها على خدمة أهدافه ونشر ثقافته وترسيخ الإعجاب بما حققه في مجال الصناعات المختلفة والمكاسب المادية في نفوس أغلب الناس حتى إذا ما تشربت بها قلوبهم وأعجبوا بمظاهر بريقها ولمعانها وعظيم ما حققته وأنجزته من المكاسب الدنيوية والاختراعات العجيبة ، لا سيما في صفوف الطلاب والمعلمين الذين لا يزالون في سن المراهقة والشباب .
اختار جماعة منهم ممن انطلى عليهم سحر هذه . الحضارة لإكمال تعليمهم في الخارج في الجامعات الأوربية والأمريكية وغيرها حيث يواجهون هناك بسلسلة من الشبهات والشهوات على أيدي المستشرقين والملحدين بشكل منظم وخطط مدروسة ، وأساليب ملتوية في غاية المكر والدهاء ، وحيث يواجهون الحياة الغربية بما فيها من تفسخ وتبذل وخلاعة وتفكك ومجون وإباحية .
وهذه الأسلحة وما يصاحبها من إغراء وتشجيع ، وعدم وازع من دين أو سلطة ، قل من ينجو من شباكها ويسلم من شرورها . وهؤلاء بعد إكمال دراستهم وعودتهم إلى بلادهم . أخطر من يطمئن إليهم المعتمر بعد رحيله ويضع الأمانة الخسيسة في أيديهم لينفذوا بكل دقة ، بل بوسائل وأساليب أشد عنفا وقسوة من تلك التي سلكها المستعمر ، كما وقع ذلك فعلا في كثير من البلاد التي ابتليت بالاستعمار أو كانت على صلة وثيقة به .
أما الطريق إلى السلامة من هذا الخطر والبعد عن مساوئه وأضراره فيتلخص في إنشاء الجامعات والكليات والمعاهد المختلفة بكافة اختصاصاتها للحد من الابتعاث إلى الخارج ، وتدريس العلوم بكافة أنواعها مع العناية بالمواد الدينية والثقافية الإسلامية في جميع الجامعات والكليات والمعاهد حرصا على سلامة عقيدة الطلبة ، وصيانة أخلاقهم ، وخوفا على مستقبلهم . وحتى يساهموا في بناء مجتمعهم على نور من تعاليم الشريعة الإسلامية وحسب حاجات ومتطلبات هذه الأمة المسلمة ، والواجب التضييق من نطاق الابتعاث إلى الخارج وحصره في علوم معينة لا تتوافر في الداخل . الدواء في تحكيم الشرع :
* كيف ترون سماحتكم الدواء الناجح للعالم الإسلامي للخروج به من الدوامة التي يوجد فيها في الوقت الحاضر ؟
** إن الخروج بالعالم الإسلامي من الدوامة التي هو فيها من مختلف المذاهب والتيارات العقائدية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية ، إنما يتحقق بالتزامهم بالإسلام ، وتحكيمهم شريعة الله في كل شيء . وبذلك تلتئم الصفوف وتتوحد القلوب .
وهذا هو الدواء الناجع للعالم الإسلامي ، بل للعالم كله ، مما هو فيه من اضطرابات واختلاف ، وقلق وفساد وإفساد كما قال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ وقال عز وجل وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ وقال سبحانه وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا الآية وقال سبحانه : وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا والآيات في هذا المعنى كثيرة .
ولكن ما دام أن القادة إلا من شاء الله منهم يطلبون الهدى والتوجيه من غير كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ويحكمون غير شريعته ، ويتحاكمون ، إلى ما وضعه أعدائهم لهم ، فإنهم لن يجدوا طريقا للخروج مما هم فيه من التخلف والتناحر فيما بينهم ، واحتقار أعدائهم لهم ، وعدم إعطائهم حقوقهم : وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ فنسأل الله أن يجمعهم على الهدى ، وأن يصلح قلوبهم وأعمالهم ، وأن يمن عليهم بتحكيم شريعته والثبات عليها ، وترك ما خالفها ، إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه . الاستقامة :
* كيف ترون سماحتكم المدخل لكي يتجنب الشباب الوقوع تحت وطأة مغريات هذا العصر ويتجه الوجهة الصحيحة ؟
** إن الطريق الأمثل ليسلك الشباب الطريق الصحيح في التفقه في دينه والدعوة إليه هو أن يستقيم على المنهج القويم بالتفقه في الدين ودراسته ، وأن يعنى بالقرآن الكريم والسنة المطهرة ، وأنصحه بصحبة الأخيار والزملاء الطيبين من العلماء المعروفين بالاستقامة حتى يستفيد منهم ومن أخلاقهم كما أنصحه بالمبادرة بالزواج ، وأن يحرص على الزوجة الصالحة لقوله صلى الله عليه وسلم : يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء التقبل أكبر :
* وهل تعتقدون سماحتكم أن تقبل المجتمع للدعوة الآن أفضل من السابق بمعنى أنه لا يوجد اليوم ما يسمى " حائط الاصطدام بين الدعوة والمجتمع" ؟
** الناس اليوم في أشد الحاجة للدعوة ، وعندهم قبول لها بسبب كثرة الدعاة إلى الباطل وبسب انهيار المذهب الشيوعي وبسبب هذه الصحوة العظيمة بين المسلمين ، فالناس الآن في إقبال على الدخول في الإسلام والتفقه في الإسلام حسب ما بلغنا في سائر الأقطار . ونصيحتي للعلماء والقائمين بالدعوة أن ينتهزوا هذه الفرصة وأن يبذلوا ما في وسعهم في الدعوة إلى الله وتعليم الناس ما خلقوا له من عبادة الله وطاعته مشافهة وكتابة وغير ذلك بما يستطيعه .
العالم من خطب الجمعة والخطب الأخرى في الاجتماعات المناسبة وعن طريق التأليف ، وعن طريق وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية ، فالعالم أو الداعي إلى الله جل وعلا ينبغي له أن ينتهز الفرصة في تبليغ الدعوة في كل وسيلة شرعية ، وهي كثيرة والحمد لله فلا ينبغي التقاعس عن البلاغ والدعوة والتعليم ، والناس الآن متقبلون لما يقال لهم من خير وشر فينبغي لأهل العلم بالله ورسوله أن ينتهزوا الفرصة ويوجهوا الناس للخير والهدى على أساس متين من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام ، وأن يحصر كل واحد من الدعاة على أن يكون قد عرف ما يدعو إليه عن طريق الكتاب والسنة ، وقد فقه في ذلك حتى لا يدعو على جهل ، بل يجب أن تكون دعوته على بصيرة ، قال تعالى : قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ فمن أهم الشروط أن يكون العالم أو الداعي إلى الله على بصيرة فيما يدعو إليه ، وفيما يحذر منه ، والواجب الحذر من التساهل في ذلك لأن الإنسان قد يتساهل في هذا ويدعو إلى باطل أو ينهى عن حق ، فالواجب التثبت في الأمور وأن تكون الدعوة على علم وهدى وبصيرة في جميع الأحوال . ليست المساجد فقط :
* البعض يرى أن الدعوة لا بد أن تكون في المساجد فقط . . فما رأيكم؟ وما هي المجالات والأبواب التي يمكن للداعية أن يطرقها؟
** الدعوة لا تختص بالمساجد فقط . فهناك مجالات وطرق أخرى . والمساجد لا شك أنها فرصة للدعوة كخطب الجمعة والخطب الأخرى والمواعظ في أوقات الصلوات . وفي حلقات العلم ، فهي أساس انتشار العلم والدين ، ولكن المسجد لا يختص وحده بالدعوة بل فالداعي إلى الله يدعو إليه في غير المساجد في الاجتماعات المناسبة أو الاجتماعات المعارضة ، فينتهزها المؤمن ويدعو إلى الله وعن طريق وسائل الإعلام المختلقة ، وعن طريق التأليف . . كل ذلك من بين طرق الدعوة ، والحكيم الذي ينتهز الفرصة في كل وقت وكل . مكان ، فإذا جمعه الله بجماعة في أي مكان وأي زمان وتمكن من الدعوة بذل ما يستطيع للدعوة إلى الله بالحكمة والكلام الطيب والأسلوب الحسن . الحكمة للدين :
* من واقع خبرتكم الطويلة في هذا المجال ما هو الأسلوب الأمثل للدعوة ؟
** الأسلوب الأمثل ما بينه الله عز وجل واضح من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، يقول سبحانه وتعالى : ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ويقول تعالى : فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ ويقول عز وجل في قصة موسى وهارون لما بعثهما إلى فرعون : فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى فالداعي إلى الله يتحرى الأسلوب الحسن والحكمة في ذلك وهي العلم بما قاله الله وورد في الحديث النبوي الشريف ، ثم الموعظة الحسنة والكلمات الطيبة التي تحرك القلوب وتذكرها بالآخرة والموت ، وبالجنة والنار حتى تقبل القلوب الدعوة وتقبل عليها وتصغي إلى ما يقوله الداعي
وكذلك إذا كان هناك شبهة يتقدم بها المدعو عالجها بالتي هي أحسن ، وإزالتها لا بالشدة والعنف ولكن بالتي هي أحسن . فيذكر الشبهة ويزيحها بالأدلة ، ولا يمل ولا يضعف ولا يغضب غضبا ينفر الداعي بل يتحرى الأسلوب المناسب والبيان المناسب والأدلة المناسبة ، ويتحمل ما قد يثير غضبه لعله يؤدي موعظته بطمأنينة ورفق لعل الله يسهل قبولها من المدعو .
* عن التعاون مع وسائل الإعلام . . وكيف يمكن تجاوز تلك الفجوة وإيجاد قناة مفتوحة بين الدعاة ووسائل الإعلام ؟
** لا شك أن بعض أهل العلم قد يتساهل في هذا الأمر إما لمشاغل دنيوية تشغله وإما لضعف في العلم ، وإما أمراض تمنعه أو أشياء أخرى يراها وقد أخطأ فيها كأن يرى أنه ليس أهلا لذلك أو يرى أن غيره قد قام بالواجب وكفاه إلى غير هذا من الأعذار
ونصيحتي لطالب العلم أن لا يتقاعس عن الدعوة ويقول هذا لغيري . بل يدعو إلى الله على حسب طاقته وعلى حسب علمه ولا يدخل نفسه في ما لا يستطيع ، بل يدعو إلى الله حسب ما لديه من علم ، ويجتهد في أن يقول بالأدلة وألا يقول على الله بغير علم ولا يحقر نفسه ما دام عنده علم وفقه في الدين فالواجب عليه أن يشارك في الخير من جميع الطرق في وسائل الإعلام وفي غيرها ، ولا يقول هذا لغيري فإن كل الناس إن تواكلوا .
بمعنى كل واحد يقول هذه لغيري تعطلت الدعوة وقل الداعون إلى الله وبقي الجهلة على جهلهم وبقيت الشرور على حالها ، وهذا غلط عظيم ، بل يجب على أهل العلم أن يشاركوا في الدعوة إلى الله أينما كانوا في المجتمعات الأرضية ، والجوية ، وفي القطارات والسيارات ، وفي المراكب البحرية ، فكلما حصلت فرصة انتهزها طالب العلم في الدعوة والتوجيه ، فكلما شارك في الدعوة فهو على خير عظيم ، قال تعالى : وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ فالله سبحانه يقول ليس هناك قول أحسن من هذا ، والاستفهام هنا للنفي " أي لا أحد أحسن قولا ممن دعا إلى الله ، وهذه فائدة عظيمة ومنقبة كبيرة للدعاة إلى الله عز وجل ، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : من دل على خير فله مثل أجر فاعله وقال عليه الصلاة والسلام : من دعا إلى هدى كان له أجر مثل أجور من تبعه ولا ينقص ذلك من أجورهم شيئا وقال عليه الصلاة والسلام لعلي رضي الله عنه لما بعثه إلى خيبر : والله لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم
فلا ينبغي للعالم أن يزهد في هذا الخير أو يتقاعس عنه احتجاجا بأن فلانا قد قام بهذا . بل يجب على أهل العلم أن يشاركوا وأن يبذلوا وسعهم في الدعوة إلى الله أينما كانوا ، والعالم كله بحاجة إلى الدعوة مسلمة وكافره ، فالمسلم يزداد علما والكافر لعل الله يهديه فيدخل في . الإسلام دعوة للصحفيين والكتاب :
* بعض الدعاة يحتجب عن المشاركة في وسائل الإعلام بسبب رفضه لسياسة الصحيفة والمجلة التي تعتمد على الإثارة في تسويق أعدادها؟ فما رأي سماحتكم؟
* الواجب على أصحاب الصحف أن يتقوا الله وأن يحذروا ما يضر الناس سواء كانت الصحف يومية أو أسبوعية أو شهرية ، وهكذا المؤلفون يجب أن يتقوا الله في مؤلفاتهم فلا يكتبوا ولا ينشروا بين الناس إلا ما ينفعهم ، ويدعوهم إلى الخير ويحذرهم عن الشر
أما نشر صور النساء على الغلاف أو في داخل المجلات أو الصحف ، فهذا منكر عظيم وشر كبير يدعو إلى الفساد والباطل ، وهكذا نشر الدعوات العلمانية المضلة أو التي تدعو إلى غير ما حرم الله ، فكل هذا منكر عظيم ، ويجب على أصحاب الصحف أن يحذروا ذلك ومتى كتبوا هذه الأشياء كان عليهم مثل آثام من تأثر بهم ، فعلى صاحب الصحيفة الذي نشر هذا المقال السيئ سواء كان رئيس التحرير أو من أمره بذلك عليهم مثل آثام من ضل بهذه الأشياء وتأثر بها ، كما أن من نشر الخبر ودعا
ومن هذا المنطق يجب على وسائل الإعلام التي يتولاها المسلمون أن ينزهوها عن ما حرم الله ، وأن يحذروا البث الذي يضر المجتمع حيث يجب أن تكون هذه الوسائل مركزة على ما ينفع الناس في دينهم ودنياهم وأن يحذروا أن تكون عوامل هدم وأسباب إفساد لما يبث فيها .
وكل واحد من المسئولين الإعلاميين مسئول عن هذا الشيء على حسب قدرته . ويجب على الدعاة أن يطرقوا هذا المجال فيما يكتبون . وفيما ينشرون ويحذروا من ما حرم الله عز وجل ، وهذا واجبهم في خطبهم وفي اجتماعاتهم مع الناس ، فكل المجالس مجالس دعوة أينما كان فهو في دعوة سواء في دينه أو في مجتمعه مع أي أحد ، فالواجب عليه أن يستغل هذه الوسائل - وسائل الإعلام - وينشر فيها الخير ولا يحتجب عنها . مواصفات الداعية الناجح :
* ختاما . .
كيف ترون سماحتكم الداعية الناجح . وما هي المواصفات التي يجب أن تتوفر فيه ويكون من شأنها زيادة فعالية الدعوة والتأثير على المدعوين؟
** الداعية الناجح هو الذي يعني بالدليل ويصبر على الأذى ويبذل وسعه في الدعوة إلى الله مهما تنوعت الإغراءات ومهما تلوع من التعب ، ولا يضعف من أذى أصابه أو من أجل كلمات يسمعها بل يجب أن يصبر ويبذل وسعه في الدعوة من جميع الوسائل ولكن مع العناية بالدليل والأسلوب الحسن حتى تكون الدعوة على أساس متين يرضاه الله ورسوله والمؤمنون وليحذر من التساهل حتى لا يقول على الله بغير علم فيجب أن تكون لديه العناية الكاملة بالأدلة الشرعية وأن يتحمل في سبيل ذلك المشقة في كونه يدعو إلى الله عن طريق وسائل الإعلام أو عن طريق التعليم ، فهذا هو الداعية الناجح والمستحق للعناء الجميل ، ومنزلته عالية عند الله إذا كان ذلك عن إخلاص منه لله .

~ ويبقى الأمل ...