عرض مشاركة واحدة
قديم 09-21-2010, 05:43 AM
المشاركة 146
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الصحف العربية أفردت مساحات واسعة للحديث عن مناقبه

فجعت الأوساط الرسمية الشعبية في دول العالم الإسلامي يوم الخميس الماضي بوفاة سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز يرحمه الله، وأبرزت وسائل الإعلام المسموعة وا لمقروءة والمرئيسة نبأ وفاته وأفردت مساحات واسعة للحديث عن سماحته وعلمه ومناقبه.
ففي الكويت عبر عدد من علماء الدين والكتاب والمثقفين الكويتين عن ألمهم وحزنهم الشديد على الفقيد سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز الذي وافته المنية يوم الخميس الماضي.
وقال الكاتب وعضو مجلس الأمة الكيوتي الدكتور وليد الطبطبائي في مقال له بأن العلامة الكبير الشيخ عبدالعزيز بن باز لم يكن عالماً فحسب وإنما كان مجاهداً وعاملاً للإسلام منافحاً عن دينه مؤكداً بأنه كان غيوراً على دين الله ومحارمه .
وأشار إلى أنه كان جريئاً لا تأخذه في الله لومة لائم ولم يكن متهوراً بل كان حكيماً رفيقاً في نصيحته مبيناً بأن الحاكم والمحكوم لا يملك إلا الاستماع إليه واحترام رأيه .
وطالب الدكتور الطبطبائي أن يسمى معهد ديني في الكويت باسمه.
من جانبه قال النائب عضو مجلس الأمة الكويتي السابق خالد العدوة : إن أهل الكويت لا ينسون وقوف سماحة الشيخ ابن باز معهم في محنتهم إبان الاحتلال العراقي للكويت ، مشيراً إلى أنه دعا للنهوض في وجه المعتدي وتحرير الكويت .
وقال بأن المسلمين عاشوا عقوداً طويلة وهم يسيرون على فتاوى ابن باز وعلمه العظيم ، مبيناً بأنه عاش في هذه الدنيا برداء الزهد والورع والتقلل من الدنيا والإعراض عنها.
من جهته قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت ومستشار جمعية الصحافيين الكويتية الدكتور عايد المناع في مقالة له بأن الشيخ ابن باز أصبح بفضل الله ثم فهمه الصحيح للدين الإسلامي مرجعاً للمسلمين .
وقال الشيخ جاسم مهلهل الياسين – أمين عام اللجان التابعة لجمعية الإصلاح الاجتماعي الكويتية بأن الشيخ ابن باز لم يكن في يوم من الأيام ملكاً لدولة أو أحد أو لفئة من الناس وإنما كان للمسلمين كافة مشيراً إلى أنه من الذين أفنوا حياتهم في نشر العلم وحفظ الدين من التغيير والتحريف .
وأكد أن العالم الإسلامي بمشارق الأرض ومغاربها تأثر بموت هذا العالم الذي كان بفضل الله عصمة للأمة من الضلال.
وأكد الداعية الكيوتي الشيخ أحمد القطان أننا تعلمنا من ابن باز العلم الشرعي وسعة الصدر في فهم مشاكل المسلمين وسلامة الصدر تجاه المسلمين .. وقال إن كل مسلم على وجه الأرض يحب سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز.
هذا وقد اهتمت الصحف الكويتية في وفاة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – حيث احتل خبر وفاته الصفحات الأولى كما نوهت بدوره في خدمة الإسلام من خلال تخصيصها عدداً من الصفحات للحديث عن مواقفه وإبراز فتاويه المهمة .
وفي القاهرة أبرزت وسائل الإعلام المصرية خبر وفاة العالم الجليل الشيخ عبد العزيز بن باز مفتي المملكة في صدر نشراتها واهتمت الصحف المصرية بإبراز خبر الوفاة في صفحاتها الأولى .
وكانت صحيفة الأهرام في مقدمة الصحف المصرية التي أبرزت خبر انتقال الشيخ الجليل إلى رحمة الله وظلت "الأهرام" لمدة ثلاثة أيام متتالية تقدم لقرائها أخبار العالم الجليل ، في حين تناولت صحيفة الجمهورية في صدر صفحاتها تعازي فخامة الرئيس مبارك لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز في وفاة الشيخ عبد العزيز بن باز مفتي عام المملكة.
وأشارت الجمهورية إلى أن خادم الحرمين تقدم صلاة الجنازة عقب صلاة الجمعة ، كما أدى الصلاة صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني ورجالات الدولة وجموع غفيرة منا لمواطنين ، كما أديت صلاة الغائب على الفقيد بالمسجد النبوي الشريف.
وأضافت الجمهورية أن فضيلة الإمام الأكبر د . محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر أدى صلاة الغائب على الشيخ ابن باز في الجامع الأزهر الشريف ، مشيرة إلى تأكيد الشيخ طنطاوي بمكانة الشيخ ابن باز بين علماء المسلمين حيث قضى حياته ناشراً للعلم ، مرافعاً عن دين الله متمسكاً بمصادره الأصلية.
ونشرت جريدة "الأهرام" نص الرسالة التي بعث بها مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر برئاسة فضيلة الدكتور محمد سيد طنطاوي إلى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وقال المجمع في برقيته "أنه يحتسب هذا العالم الجليل الذي خدم العالم الإسلامي والدعوة الإسلامية وعاش حياته كلها مجاهداً محتسباً داعياً إلى الله على بصيرة".
وفي حين تناول الكاتب الصحفي سمير رجب رئيس تحرير جريدة "الجمهورية" ورئيس مجلس إدارة مؤسسة دار التحرير في عاموده "خطوط فاصلة" مواقف من حياة الشيخ الراحل ، قال سمير رجب : "الشيخ ابن باز لم تقتصر شهرت على المملكة السعودية فقط ، بل ذاع صيته في الآفاق ، حيث نال احترام وتقدير علماء الدين في شتى بقاع العالم الإسلامي ليس لأنه أكبرهم سناً بل لأسباب عديدة أخرى لعل أول هذه الأسباب أنه كان جريئاً في فتاواه .. لم يطوع التفسير للأهواء والأسباب الذاتية.
وأضاف قائلاً: كثيرون كانوا يختلفون مع الشيخ ابن باز لكنه لم يمارس إرهاباً ضد أحد فقد اشتهر بالسماحة وطيب الخلق واعتمد على مقارعة الحجة بالحجة والبرهان بالبرهان . فمن اقتنع .. أهلاً وسهلاً ومن أصر على موقفه فذلك شأنه ، مع الأخذ في الاعتبار بأن الطرف الثاني ربما يكون على صواب.
وانتهى سمير رجب كلامه مؤكداً أن العالم الإسلامي فقد في السنة الماضية الشيخ محمد متولي الشعراوي وأمس غاب هذا العالم الجليل الشيخ ابن باز والاثنان يمثلان خسارة جسيمة ولكنها إرادة الله ومشيئته.
وكانت هناك عدة صحف مصرية مثل العربي الناصري والوفد والأحرار والأخبار قد اهتمت بنقل لمحات من حياة العالم الجليل مشيرة إلى أنه بدأ حياته قاضياً في الخرج ثم مدرسا بكلية الشريعة الإسلامية بالمدينة المنورة ثم رئيساً لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة ورئيساً للمجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي ورئيساً للمجلس الأعلى العالمي للمساجد وكان قد تم اختياره رئيساً للهيئة العامة لتوحيد الدعوة وإعداد الدعاة وظل طوال 30 عاماً رئيساً لهيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية وقد حصل على جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام تقديراً لجهوده في خدمة الإسلام والمسلمين .
*وفي دمشق ، وعقب المحاضرة الأسبوعية التي يلقيها سماحة الشيخ أحمد كفتارو مفتي الجمهورية العربية السورية وبعد صلاة الجمعة وبحضور (15,000) مصل أقيمت في جامع (أبو النور) بدمشق صلاة الغائب على الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله .
وكان سماحة الشيخ كفتارو قد أشاد من خلا المحاضرة بالمناقب والخصال التي كان يتمتع بها الفقيد .
وقال مفتي الجمهوري العربية لاسورية سماحة الشيخ أحمد كفتارو : فقدنا واحداً من أهم العلماء الفقهاء الذين وهبوا حياتهم لخدمة الإسلام والمسلمين.
وأشار إلى أن المسلمين تلقوا في أرجاء العالم العربي والإسلامي ، نبأ وفاة سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز بالحزن العميق ، والأسى البالغ مع الاحتساب والصبر على المصاب الجلل ، إذ فقد المسلمون عالماً وفقيهاً وعابداً.
وأشار إلى أننا نؤمن بأن الموت حق كتبه الله تعالى على كل حي ، ونرجو الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يعوض الأمة عن فقده ، بمن يقوم بواجب الدعوة ونشر الرسالة وإحياء السنة ، كما نرجوه تعالى أن يبارك في حياة العلماء المصلحين المخلصين.
ولقد عرفت سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى منذ فترة طويلة ، وكانت بيننا لقاءات وزيارات مثمرة وبناءة لصالح الإسلام والمسلمين ، التقيت به على أرض المملكة العربية السعودية باركها الله وحفظ قادتها وأهلها وصانها من كل سوء.
وكانت لقاءاتنا تتم بروح المودة والحب والأخوة والتفاهم على كل القضايا ، وكنت ألمس في شخصية ابن باز العالم الواعي المستوعب للمسائل العلمية والقضايا الإسلامية دون تعصب لرأي أو انغلاق على مذهب.
إن الفكر الشمولي المتننور والحكمة البالغة كانت من أبرز صفات شخصية ابن باز العلمية والفكرية والعملية . وبهذه السمات الحميدة كان يدخل إلى قلوب الناس ، وهي من أسباب نجاحه في الميدان العلمي والدعوي.
وإننا بفقدنا العلامة الشيخ ابن باز رحمه الله فقد فقدنا واحداً منا لعلماء الفقهاء الذين وهبوا حياتهم لخدمة الإسلام والمسلمين ، فهو واحد من الذين وقفوا حياتهم لخدمة دين الله الحنيف والسنة النبوية المطهرة ونصرتها ونصرة أهلها .
لقد وهب الله تعالى سماحة الشيخ ابن باز ذاكرة نادرة استوعبت آلاف الأحاديث النبوية ومؤلفات المذاهب المختلفة ، وقدرة على استحضار الأدلة ، وكان يسشير إلى مكانها في مدونات الحديث النبوي الشريف ومظانها في الكتب الفقهية المختلفة.
لقد تحقق لفقيدنا مع كل هذا توفيق الله تعالى ، العدالة بإخلاصه وصدقه وتقواه.
وهذا هو السر الذي دفع المسلمين للالتقاء به والاستماع إليه ، وحضور مجالسه الخاصة والعامة ، وقراءة كتبه ومؤلفاته والإصغاء إلى دروسه ومحاضراته في المساجد والإذاعة والتلفاز .
كان منهج الشيخ في حياته يتصف بالحكمة والروية وبعد النظر ، وكان يرى أن هذا هو الأساس في معالجة الأمور وحل المشكلات والقضايا ، ويرى أن هذا هو الأساس في مع الجة الأمور وحل المشكلات والقضايا ، ويرى أن هذا مما يحقق نصرة الإسلام ويحافظ على وحدة المسلمين ، ويبعدهم عن الفتن والشقاق والاختلاف.
ولو سار المسلمون وفق هذا المنهج الحكم لتجنب الأمة الإسلامية الكثير من المصائب والكوارث والمحن ، وحققت الكثير من الآمال والأهداف النبيلة ، التي يطمح إليها المسلمون ، والتي فيها عزهم وسعادتهم في دنياهم وآخرتهم.
كان الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى ، يرى أن معالجة قضايا المسلمين يجب أن تتم وفق هذا المنهج ، وكان يسعى لحلها بروح الحكمة ، مستلهماً في ذلك الأدلة من الكتاب والسنة ، مستضيئاً بمنهج السلف الصالح ، وهو منهج يبني ولا يهدم ، ويؤلف ولا يفرق.
لقد كان ابن باز يعلم أن الاستعجال في قطف الثمرة قد يفوت الثمر كله ، وكان يرى أن الاستعجال مع الابتعاد عن الحكمة والأدلة ونهج السلف الصالح خروج عن الصواب ، والمسلم أساساً مكلف ببذل العناية ، والله يتولى تحقيق الغاية.
إن وفاة الشيخ العلامة ابن باز حدث أليم ، وخطب جلل ، نرجو الله تعالى أن يعوض المسلمين خيراً ، ونرجو أن يستفيد المسلمون من هديه ومنهجه ومؤلفاته العلمية والفكرية.
ولقد توفي ابن باز وخلف وراءه ندوة علمية وفقهية وفكرية كبيرة ، أودعها في مؤلفاته ورسائله التي انتشرت في أرجاء العالم وتلقاها المسلمون بالقبول .
ولقد خلف ابن باز العلماء الذين تخرجوا من مدرسته وعلى نهجه وإن تلامذته انتشروا في العالم العربي والإسلامي.
لقد أحب المسلمون الشيخ ابن باز لعلمه وفقهه وتقواه ، أحبوه لسماحته وسعة صدره ، فقد كان يتحمل أذى الناس ، ويصبر على أخطائهم ، صبر المؤمن الواثق بربه.
لقد رزق الله الشيخ ابن باز الحلم مع العلم ، والفقه مع العبادة ، والعمل مع الإخلاص ، ومعالجة الأمور والمشكلات بروح الحكمة والتعقل والهدوء .
من جانبه قال د. وهبة الزحيلي رئيس قسم الفقه الإسلامي ومذاهبه بجامعة دمشق – كلية الشريعة : لقد اهتز العالم الإسلامي بأفراده وشعوبه بإعلامه نبأ وفاة العلامة الكبير سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله .. وأسكنه عنده في الفردوس الأعلى .
ثلاثة أسباب اجتمعت في شخصه رحمه الله :
الأول : كثرة خشيته لله تعالى "والتزامه بتقوى الله" وورعه في الفتوى ، وتميزه بتحري الصواب ، ومطابقة شريعة الله تعالى . الثاني : سعة علمه وإحاطته بمصادر الشريعة من القرآن والكريم والسنة النبوية الشريفة ، والتزامه منهج السلف الصالح في الاعتقاد ، وتطابق القول مع العمل ، مع قوة الذاكرة والحفظ.
الثالث : أخلاقه الكريمة ، فكان رحمه الله يتميز بالتواضع من غير حاجة ولا ضعف ، وباللطف وحسن المعاشرة اللطيفة ، وتودهه للناس ، وطيب نفسه منغير خبث ولا ضغينة ولا أحقاد ، وبكياسته وحكمته وجرأته في إعلان الحق ، وإصراره على مرضاة الله عزَّ وجلَّ ، فأحبه الناس وعظموه ، وتأدب عليه الكبار والصغار ، والملوك والأمراء والحكام ، وهابه الجميع ، وكان رجلاً مهيباً وذكياً أريباً ، وحكيماً في المناسبات المحرجة .. لذا لا غرو في أن يشترك في تشييع جنازته زهاء مليون نفس اندفعوا إلى إكبار الشيخ حياً وميتاً وإلى التعبير عن مزيد اللوعة والأسف لوداعه ، والشعور بهذه الخسارة العظيمة لفقده.

الرياض : 3 / 2 / 1420هـ
العدد : 11285

~ ويبقى الأمل ...