عرض مشاركة واحدة
قديم 09-21-2010, 05:43 AM
المشاركة 145
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
علماء الدين والأكاديميون والباحثون يثمنون مجاهدات الشيخ بن باز العلمية

ثمن علماء الدين والأكاديميون والباحثون مجاهدات الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء ورئيس المجل سالتأسيسي لرابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة ، الذي توفي عن عمر يناهز الـ89 عاماً صباح أول من أمس إثر مرض ألم به.

وقد اتصلت "الشرق الأوسط" بعدد من هؤلاء العلماء والأكاديمين للتحدث عن مآثر الشيخ الراحل بن باز

د. أحمد بن عثمان التويجري
عضو مجلس الشورى السعودي
إن فقد الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله أكبر من أن تعبر عنه الكلمات . لقد كان أمة في رجل ، وواحة من واحات العلم والتقى والزهد سيفتقدها كثيراً كل من استظل في أفيائها ونهل من ينابيعها.
لقد كان أشبه العلماء المعاصرين بالسلف الصالح وكانت حياته كلها منذورة للعلم والهداية والمعروف ، ولذلك فقد أجمع الناس على حبه وتقديره ، يستوي فيهم من وافقه ومن عارضه ومن عرفه عن قرب ومن لم يعرفه.
لقد كان رحمه الله رمزاً عظيماً من رموز الوسطية والتسامح وسعة الأفق ، وما حضرت مجلساً من مجالسه ولا درساً من دروسه أو محاضرة من محاضراته إلا واكتشفت جانباً جديداً مشرقاً من منه الاعتدال الذي كان يؤمن به ويسعى إلى إشاعته بين الناس.
لقد كان صفاؤه الوجداني وإخلاص وتواضعه الفرد من أعظم ما أثر في كل من عرفوه ومن أهم ما جعل جميع القلوب تنقاد له . وإذا كان الحكيم ثابت بن قرة الحراني قد قال في وصف الحسن البصري رحمه الله : إنه ممن تباهي بهم الأمة المحمدية غيرها من الأمم ، فإنني أقول بلا تردد : أن الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ممن تباهي بهم الأمة المحمدية غيرها من الأمم ، وأن المصاب فيه ليس مقصوراً على المملكة العربية السعودية وحدها بل هو مصاب لأمة الإسلام كلها ، رحمه الله رحمة واسعة وجبر مصابنا فيه وجزاه عنا جميعاً وعن الإسلام خير الجزاء وإنا لله وإنا إليه راجعون .

د. علي بن إبراهيم النملة
عضو مجلس الشورى السعودي

إن الشيخ بن باز علم أعلام الأمة ومجاهد من مجاهدي هذا الزمن خاصة بعلمه وبلسانه ولذلك فهو فقيد الأمة الإسلامية جمعاء وفقيد العلم والعلماء ، وفقيد العامة والخاصة كذلك ، لأن عامة الناس استفادوا منه كثيراً رحمه الله .
وعزاؤنا أنه خلف علماً ينتفع به إن شاء الله يلقاه عندما يلقى ربه ولن تضيع جهوده بإذن الله.
ثم إنه خلف وراءه تلاميذ صالحين يدعون له في السر والعلن وجزاه الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء وأسكنه الفردوس الأعلى مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً وألهمنا بعده الصبر والسلوان ، وأعاننا على تتبع أثره وهو سميع مجيب.

د. حمد الماجد
مدير المركز الثقافي الإسلامي في لندن

إن الاحترام والتقدير ، أو ما يسمى بالمصطلح الشرعي القبول في الأرض ، والذي يحظى به عامل جليل مثل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ليس أمراً ينتزعه الناس انتزاعا أو لقباً يضفيه عليه أو يمتن به عليه أ؛د ، بل ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم . فإن الله إذا أحب عبداً وضع له القبول في الأرض .
أسوق هذه المقدمة وأنا ألحظ بحكم غربتي الطويلة في أمريكا وبريطانيا التقدير الهائل والمحبة العظمية التي يكنها المسلمون في الجاليات الإسلامية لفضيلته والحرص الكبير على معرفة أقواله فتاواه تجاه ما يستجد من أمور في حياتهم في ديار الغرب.
وعلى الرغم من أن الشيخ لم يسافر خارج المملكة ناهيك أن يزو دول الغرب إلا أن الله من عليه ببصيرة نافذة وإدراك عميق لمشاكل الجالية الإسلامية فرخص في أمور لم يكن يسمح بها في بلد مسلم . وأذكر أنني استمعت إليه ذات مرة يجيب عن سؤال ورد إليه من أميركا يعترض فيه السائل على وجود النساء والرجال في مكان واحد في أحد المراكز الإسلامية لحضور إحدى المحاضرات وإن بعض النساء اللاتي حضرن لم يكن محجبات ؟ فأجاب بحكمته المعهود بأنه إذا كانت الصالات ضيقة ولم يكن من المستطاع إيجاد قاعة أخرى للنساء فلا بأس بأن يوجدن في مكان واحد مع إخوانهن على أن يفصل بينهم كما عقب على وجود غير المحجبات بقوله : إنما وجدت المراكز الإسلامية لهن ولغيرهن حتى يستمعن إلى الفائدة وإلى ما ينفعهن في دينهن ودنياهن.
ولطالما اتصل به عدد من المراكز والمؤسسات الإسلامية تطلب مساعدته في استجلاء رأي سماحته رحمه الله في عدد من المسائل خصوصاً الدقيقة منها حيث لا يقتنع كثير منهم إلا بفتوى من سماحته فهي مصدرا طمئنان من عالم ورع يخاف الله في ما يقول.
ولقد سرني توجه أبناء الشيخ رحمه الله بوضع فتاوى سماحته وردوده وتعليقاته على الإنترنت فهذا من شأنه أن يفتح المجال أمام طلاب العلم والمثقفين في جميع أنحاء المعمورة للاستفادة من هذا الإرث العلمي الضخم . أسأل الله جلت قدرته أن يتغمده بواسع رحمته وأن يعوض المسلمين خيراً.

د. عبد الرحمن بن سليمان المطرودي
وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لشؤون الأوقاف في السعودية

عبر عن بالغ حزنه العميق وأسفه الشديد لوفاة الوالد والمعلم المجاهد سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
وأوضح أن مصدر حزنه هو فقده أباً ومعلماً فذاً وقدوة حسنة في العطاء الخيري والعلمي غير المحدود كما كان رحمه الله مرجعاً فريداً عند الحاجة والتصدر في الأمور الشرعية والعلمية وحتى الحياتية والخاصة ، لقد كان طيب الله ثراه قريباً من الجميع حتى أنه يمكن القول بأنه كان يشعر الواحد منا أنه يختصه بكل حنانه الأبوي وعلمه الذي لا ينضب كواحد من أعلام العصر ، فلقد تفتحت أعيننا فعرفناه عالماً جليلاً ملتزماً بالنهج القويم والشريعة السمحة متمسكاً بكتاب الله الكريم وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم وما كان عليه السلف الصالح.
أما عن مصدر أسفه فيقول عنه المطرودي أن أسفه ينبع من فقد الأمة الإسلامية لواحد من أقطاب العصر الحديث الذين جاهوا في الله حق جهاده ، وحملوا لواء الدعوة إلى الله على عاتقهم ، فدافع عن العقيد الإسلامية السمحة ، ورد عنها شبهات الأعداء ، كما كان خير معلم لطلاب العلم الذين يفدون إليه من كل حدب وصوب ومن مختلف الجنسيات ولسماحته في مجال الإفتاء مالا يتسع المجال لحصره إذ أنه – يرحمه الله – تصدى للعديد من القضايا والمشكلات المعاصرة بفتاواه التي أكدها بالأدلة القاطعة ، كما تصدى للفتاوى المشبوهة ، وأنار الطريق الصحيح والقويم للمسلمين بشأنها.
واختتم المطرودي نعيه لمصاب الأمة الإسلامية بالتوجه إلى المولى جل وعلا أن يجعل أعماله في ميزان حسناته ، وأن يتغمده برحمته ويشمله بعفوه ، و أن يسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وأن يجعل في الأمة المحمدية من يخلفه من تلامذته وأبنائه طلاب العلم ، ليكملوا مسيرته عوضاً عنه ، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

سلمان بن محمد العمري
المدير العام للإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في السعودية
أبدى حزنه وأسفه على وفاة سماحة الوالد الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله الذي وافته المنية صباح أول من أمس:
وقال : إن المصاب كبير والوقع جلل ، فالوالد الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز غفر الله له وأسكنه فسيح جناته – عالم جليل من العلماء الذين نذروا أنفسهم لخدمة الإسلام والمسلمين ، وبذلوا الغالي والنفيس في سبيل نشر الدعوة الإسلامية الصحيحة الخالية من الشوائب وتصحيح الأفكار الخاطئة والمغلوطة التي حاول أعداء الإسلام ترويجها.وأضاف العمري أن العالم العربي والإسلامي فقد أحد الأعلام البارزين من العلماء المسلمين الذين لهم يد طولى في خدمة الدين الإسلامي ، ونشر الدعوة الصادقة المخلصة للدين الحنيف في جميع بقاع الأرض ، كما كان له – رحمه الله – إسهامات عديدة في نشر الكتاب الإسلامي وطباعته على نفقته الخاصة ، وتوزيعه على المسلمين في داخل المملكة بهدف إفادتهم ونفعهم لما فيه مصلحتهم في الدنيا والآخرة.
وتقدم بخالص العزاء لولاة الأمر في هذا البلد الأمين على وفاة فقيد الأمة الإسلامية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، وأن يعوضنا الله خيراً في ما خلف من علماء هذه البلاد ،وأن يلهمنا وآله الصبر وا لسلوان ، وأن يتغمده برحمته وغفرانه ، ويسكنه فسيح جناته مع الذين آمنوا وعملوا الصالحات.
وفي الكوتي خيم الحزن والأسى على الأوساط الدينية والشعبية في الكويت حين بلوغ خبر وفاة العلامة الإسلامي الكبير عبد العزيز بن باز ، واختلط الكلمات بالدموع والداء .
الشيخ عبد العزيز الهدة بدأ حديثه مستشهداً بالحديث النبوي "إنما يقبض العلم بقبض العلماء" وقال إن الكلمات لتخونني وأنا أتحدث عن هذا المصاب الجلل الذي أدمى قلوب المسلمين في العالم كافة خصوصاً أن الشيخ ابن باز له مكانة خاصة في قلوب المسلمين وكان وراء حل الكثير من القضايا التي كانت مثار جدل واختلف عليها علماء المسلمين ، ووضح جلياً تأثر الهدة بخبر وفاة بن باز إذ كانت كلماته تخرج بصعوبة بالغة.

الشيخ جاسم مهلهل الياسين
نعى الشيخ بن باز قائلا: الأحاديث النبوية لا تعد ولا تحصى ومنها "إن الله لا ينتزع العلم انتزاعاً لكنه ينتزعه بقبض العلماء" . والشيخ بن باز رحمه الله لم يكن في يوم من الأيام ملكاً لدولة واحدة أو لفئة معينة من الناس وإنما كان للمسلمين عامة .
ويكفيه فخراً أنه أنشأ الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة التي أصبحت منارة شع ضياؤها في مشارف الأرض ومغاربها ، فما من بقعة من بقاع الأرض إلا وفيها تلاميذه ، وما من تلميذ إلا وله مدرسة وفيها جمع وهكذا يصدق عليه قول الرسول صلى الله عليه وسلم : "من سن سنة حسنة له أجرها وأجر من عمل بها ، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا". وأضاف الياسين : هنيئاً له هذا لاكم الهائل من الناس الذين يستغفرون ، ليس أبناءه وأحفاده الذين هم من صلبه ولكن العدد الكبير والجمع الغفير فهم أولاد هذا الشيخ ، ويكفيه فخراً في حياته وبعد مماته أنك لا تجد شخصاً يرتجى منه الخير ويحتكم عقله إلا ويدعو للشيخ ويحبه ويفتخر بفتاواه.

الشيخ ناظم سلطان المسباح
نعى الشيخ ابن باز قائلاً : "فقدنا عالماً ربانياً عاملاً بعلمه متخلقاً بخلق نبيه صلى الله عليه وسلم ، أوقف حياته لخدمة المسلمين فعلم ودرس وأرشد ونصح وأفتى وشفع وأصلح بين ذات البين وتفقد أحوال المسلمين عرباً وعجماً .ترتسم الابتسامة على وجهه إذا أصب أمته خير ، ويحزن إذا أصابها مكروه ، فأكرمه الله بمنزلة عظيمة في نفوس المسلمين في العالم كله ، وجعل قبولاً لفتواه فجزاه الله عنا خير الجزاء وعوضنا من يسد الفراغ الذي تركه رحمه الله رحمة واسعة والحمد لله".

وفي الغرب لقي خبر وفاة الشيخ عبد العزيز بن باز صدى كبيراً في أوساط الدعوة الإسلامية وفي أوساط علماء المغرب ، حيث أعلن عدد من العلماء أن وفاة الشيخ ابن باز هي خسارة للأمة الإسلامية ، وفقد علم من أبرز أعلامها.

فاروق النبهان
مدير دار الحديث الحسنية
"يعتبر الشيخ عبد العزيز بن باز من الشخصيات العلمية الإسلامية التي عرفت بالنزاهة والالتزام بالموقف الإسلامي وبمتابعة أخبار العالم الإسلامي ، وله جهود طيبة في خدمة الثقافة الإسلامية وفي تشجيع الدعوة في معظم البلاد الإسلامية وله آراء موفقة في مجال الاجتهاد الفقهي وأبرز ما يميز آراءه الفقهية هو التزامه بالنصوص الثابتة والتمسك بالقرآن والسنة والدفاع بشجاعة عن رأيه واجتهاده وقد حظي بمكانة مرموقة بين علماء الأمة الإسلامية بسبب جهاده في مجال الدعوة وبسبب آرائه في القضايا الإسلامية وإننا نشعر بالألم والحزن لوفاة هذا العالم الكبير والشخصية العلمية المتميزة".

الشيخ محمد الصقلي
أحد أبرز علماء فاس

"فجعت بخبر وفاة العالم الجليل ونزل علي الخبر كالصاقعة ، والحمد لله على نعمة الإيمان التي تجعل المؤمن يتحمل الصدمة بالصبر والرجوع إلى الله فقد كان مجاهداً ومصابراً ومثابراً قامت عين بصيرته بمهمتها ولم تكن لعين الباصرة بإزائها أية آثار ، فانطبق عليه قول الله تعالى "فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور" رحم الله عالمنا الجليل ورزق أسرة العلم في العالم الإسلامي الصبر والسلوان".

الشيخ إسماعيل الخطيب

"الشيخ عبد العزيز بن باز بالنسبة لي هو أب وقد عاشرته مدة تزيد عن أربعين سنة منذ أن التحقت بالدراسة بالجامعة الإسلامية بالمدينة سنة 1964 ميلادية ولقد عرفت فيه الأخلاق العالية والمعاملة الطيبة لجميع أبنائه الطلبة فعندما كنا نتابع الدروس معه سواء في الجامعة أو في المسجد النبوي أو في بيته لم نكن نشعر إلا بأننا بين يدي والدنا ومربينا ، فقد كان رحمة الله عليه يسأل كل واحد منا عن ظروفه الخاصة وعن احتياجاته ويبذل من وقته وماله الشيء الكثير لإسعاد الطلبة المحيطين به وأذكر أننا في تلك الفترة ما بين سنة 64 و1967م كان يدرس في الجامعة الإسلامية بالمدينة عدد كبير من الطلبة يملثون أكثر من مائة جنسية من اليابان والصين وأمريكا وغيرها من البلاد العربية والإسلامية وكان يعامل هؤلاء الطلبةجميعاً بنفس المعاملة لا يفرق بين هذا وذاك ، والجانب الثاني أيضاً في حياته هو جانب الكرم والبذل فقد كان بيته في المدينة المنورة ملجاً لكل من لجأ إليه منا لطلبة وغيرهم ولم أره يوماً وقد عاشرته مدة طويلة رد سائلاً سأله ، هذا الجانب الإنساني والجانب الإحساني جانبان بارزان في شخصية الشيخ ولهذا جميع الذين عاشروه يخاطبونه باسم الوالد لقد كان والداً حقاً لكل من عاشره ولقيه وعرفه ، فقد فقدنا اليوم والداً وأبا.
أما في الجانب العلمي فهو رجل العلم الذي يعطينا صورة واضحة عن حياة السلف الصالح العلمية يتقبل النقد ويتقبل الرأي الآخر ويتقبل تصحيح الخطأ ويرد الأمر كله إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وقد أنشأ جيلاً من العلماء يعلم الله عددهم ينتشرون في كل بقاع الدنيا . والجانب الثالث في حياته هو جانب العوة فقد كان داعية إل الله بكل الوسائل وكان نموذجاً واضحاً للمنهج الذي يجب أن يكون عليه الداعي . ويضيف الشيخ إسماعيل الخطيب : "وأشهد شهادة لله أنه كان رجلاً مخلصاً في عمله ، مخلصاً في دعوته وقد فقد العالم الإسلامي أبرز شخصية إسلامية عرفها في وقتنا المعاصر".

د. عبد القادر العافية
"هو أستاذ جيل بأكمله ، وشيخ مبرز فيالعالم الإسلامي له فتاوى عديدة وله آراء متميزة ويكفيه فخراً أنه خدم العلم حتى قبل أن يتولى المناصب التي أسندت إليه فكان أستاذاً ليس ككل الأساتذة يحب طلبته ويدافع عنهم ، لقد كان الشيخ بن باز أمة ، حيث خدم الإسلام خدمة مشكورة ، ودافع عن العقيدة دفاعاً كبيراً ، ولا يمكن لسطور قليلة أن توفيه حقه لأنه حرص على أداء رسالته بتفان قل نظيره فكان بيته وقلبه مفتوحاً للجميع ، يزود الزائر بالتوجيه والنصح والكتب النافعة ، ولا يبخل على السائل بعلمه ف لايسعنا إلا أن نقول إننا فقدنا علماً من أعلام الفكر والدعوة في العالم الإسلامي".

الشيخ محمد رشيد قباني
مفتي الجمهورية اللبنانية

فقد العالم الإسلامي والعربي علماً كبيراً من أعلام الإسلام المعاصرين هو المفتي العام للمملكة العربية السعودية سماحة الشيخ عبد لعزيز بن باز الذي انتقل إلى رحمة الله عزَّ وجلَّ .
ودار الفتوى في الجمهورية اللبنانية التي آلمها المصاب بوفاة سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ، الذي خدم الإسلام والمسلمين في المملكة العربية السعودية وفي العالم العربي والإسلامي ، على مدى السنوات الطويلة التي قضاها عالماً مجاهداً في خدمة كتاب الله عزَّ وجلَّ وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، وفي خدمة قضايا الأمة العربية الإسلامية والحفاظ على حقوقها ، والتمسك بتعاليم الإسلام وقيمه السامية ، رحم الله سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز الذي قضى حياته في العلم والخير وخدمة المسلمين ، وأجزل له المثوبة على ما قدم من عمل صالح في حياته الدنيا ، وأنابه الجنة في حياته الآخرة ، إنه تعالى ربنا رؤوف رحيم.

الشيخ طه الصابونجي
مفتي طرابليس والشمال
لقد فقد العالم الإسلامي عالماً إسلامياً كبيراً قام في هذا العصر بدور المرجعية الدينية الكبرى وبدور الداعية الإسلامي في مختلف بقاع العالم .
لقد كان الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله رجل العلم والتقى بحيث كانت فتواه تجد القبول والارتياح لأنها صادرة عن مصادرها الشرعية اليقينية فكان العالم الإسلامي يعتبر فتاوى الشيخ بن باز قضايا مسلمة ونجاحه في دعوته المستمرة للالتزام بالكتاب والسنة والدعوة لوحدة كلمة المسلمين.
إننا نرفع خالص العزاء إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود وإلى ولي العهد وإلى علماء المملكة العربية السعودية وشعبها المؤمن وإلى عالمنا العربي والإسلايم بفقد هذ الركن العلمي العالمي الذي كان يقوم في عصره بدور العملاء العظام الذين ورثنا سيرتهم الحسنة من تاريخنا الإسلامي الزاهر.
غمر الله الفقيد بواسع رحمته وأبقى علمه ودعوته صدقة جارية في ميزان حسابه ورصيداً يعود إليه المسلمون بالالتزام بتعاليم دينهم وتعلقهم بسيرة السلف الصالح.
في القاهرة فرض خبر وفاة الشيخ عبد العزيز بن باز مفتي المملكة العربية السعودية نفسه على وسائل الإعلام المصرية أمس ونشرت الصحف المصرية نبأ الوفاة في صدر صفحتها الأ,لى وعليها صورة الفقيد الراحل وجزء نمتاريخه . وعرضت جريدة "الأهرام" نص البرقية التي أرسلها مجمع البحوث الإسلامية في مصر برئاسة الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر إلى خادم الحرمين الشريفين واحتسب فيها فقدان العالم الجليل الذي خدم العالم الإسلامي والدعوة الإسلامية وعاش حياته كلها مجاهداً وداعياً إلى الله على بصيرة . وعرضت "الأهرام" بعضاً من تاريخ الإمام الراحل ودوره البارز في تأسيس رابطة العالم الإسلامي وعدد من المؤسسات الإسلامية الدولية.
وكان خبر وفاة بن باز رحمه الله ضمن الأخبار الرئيسة التي بثتها القناة الأولى في التلفزيون المصري والقناة الفضائيلة.
وقابلت دار الإفتاء المصرية خبر وفاة الإمام الراحل بحزن شديد وكان د. نصر فريد واصل مفتي الديار المصرية من أوائل العلماء المصريين الذين تسابقوا لإصدار بيان عن مجمع البحوث الإسلامية الذي يضم كبار العلماء في الدولة لنعي الإمام الراحل وصف فيه بن باز بأنه عالم اكتسب احترام العالم الإسلامي وحب رجل الشارع لأنه كان بسيطاً في فتاويه وحريصاً على إظهار الحق وإبطال الباطل .

الشيخ توفيق الشريف
مدير عام المجلس الإسلامي للدعوة والإغاثة
نعى الإمام الراحل وقال : "إن العالم الإسلامي فقد علماً من أعلام الدعوة ويحتسب عند الله عالماً جليلاً تخرجت على يديه أجيال منا لدعاة وكان حريصاً على تطبيق الشريعة في كل مناحي الحياة وله آراء صائبة في ما يستجد من أمور في هذه العصور وكان يجمع بين أصول العقيدة وبين متغيرات العصر . وكان يطبق مبدأ صلاحية الإسلام لكل زمان ومكان في فتاويه ،وله جهد رائع في معاونة المنظمات الإسلامية والهيئات في العالم ويمدها بالرأي والتوجيه الرشيد . وكل من في المجلس الإسلامي للدعوة والإغاثة يتذكرون المجهودات المخلصة لذلك العالم الراحل باعتباره نصيراً مخلصاً للمنظمات الإسلامية"

د. أحمد عمر هاشم
رئيس جامعة الأزهر
إن الإمام ابن باز كان نموذجاً للعالم الصالح المجاهد دافع عن الحق طوال حياته وكان له صولات وجولات ولم تلن له قناة في دفاعه عن الإسلام والمسلمين ضد خصوم الشريعة وتمسك بالسنة النبوي الشريفة ولم يكن الإمام الراحل شتاملاً ولا سباباً رغم هجوم الكثير على فتاويه ، لذلك حظي الرجل باحترام الأصدقاء والأعداء معاً وستظل فتاويه مادة دسمة في الفقه الإسلامي للأجيال الحالية والمقبلة.

د. محيي الدين عبد الحيم
المستشار الإعلامي لوزير الأوقاف المصري

إن الشيخ بن باز يعد أحد أعلام الفكر الديني المعاصر فقد أثرى الحياة الفقهية باجتهاداته وبأعماله وملكاته الذهنية المت فردة وكان يربط بين ثوابت العقيدة وبين معطيات العصر ، وتميز ب أنه كان عف اللسان وكان فيه حياء وأدب مع من اختلفوا معه إلا أنه احتفظ لنفسه بوضع متفرد بين فقهاء عصره . لا يمكن أن ينسى الشعب العربي والجماهير الإسلامية والشعب السعودي بصفة خاصة الشيخ بن باز الذي كان يعيش معهم في حياتهم وفي عبادتهم وفي معاملاتهم . كان الرجل واسع الأفق عميق الفكر كثير الاطلاع له رؤية موسوعية للأصول والجذور مع قدرة كبيرة على التعامل مع المستجدات العصرية التي تفرض نفسها كل يم على الساحة الإسلامية ولم يعرف عنه أن خدع بسلطان السياسة أو تسلط صناع القرار ولكنه كان صاحب رأي حر مستقل . وكان إسهامهم كبيراً في القضاء على البدع والخرافات التي حاول البعض أن يقحمها في الحياة الإسلامية وأعطى كل ذي حق حقه . لله حقه وللرسول حقه ولأولياء الله حقوقهم دون إفراط أو تفيرط . كان الشيخ بن باز في طليعة فقهاء أهل السنة والجماعة وكان يمد يده لكل الفقهاء في محاولة لجمع الشمل وتحقيق الوحدة للأمة الإسلامية . ومع ذلك فإنني لا أتفق في كل ما أفتى به ولكن أحترم رأيه وأقدره وأعتبره علامة مضيئة في الحياة الإسلامية .
كان لا يسعى وراء الشهرة مثل بعض علماء الدين الذين يحرصون على الوجود الإعلامي ولكن ظل عاكفاً عابداً كل ما يهمه هو أن يضع الرأي الصحيح في المكان الصحيح بغض النظر عن تسليط الأضواء عليه أو عدمه.

الشرق الأوسط: 15 / 5 / 1999
العدد : 7473

~ ويبقى الأمل ...