عرض مشاركة واحدة
قديم 09-21-2010, 04:50 AM
المشاركة 67
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الشيخ والشورى

وصف الله المؤمنين الصادقين بقوله الحق: وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وألزم نبيه وهو المؤيد بوجيه أن لا يفارق الشورى في كل أمر هام، وشأن عظيم فقال له: وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ولقد أخذ سماحته بذلك فهو يشاور طلابه ومحبيه وإخوانه من العلماء فيما يستجد من الأمور وهذا مما يدل على تواضعه، ومن قربه من القلوب، فلا يبدأ قضية من القضايا المهمة إلا بالتشاور حولها والدندنة في جوابها أخذا وردا، وإعمالا للفكر، وإنعاما للنظر، فيها حتى إذ استوت على سوقها طرح رأيه الثاقب في القضية، وإن كان هناك ثمة رأي مخالف للأمر الذي ارتآه نظر إليه بعين الاعتبار والتقدير، وفحصه بنظرة ثاقبة بصيرة من جميع جوانبه، ثم يفصل بعد ذلك عازما على رأي واحد متوكلا على الله، ممضيا له، وغالبا ما تكون هذه الآراء هي الأسعد بالحق وضيائه.
والشورى في حياة الشيخ - رعاه الله - في جميع صورها وألوانها: فمع إخوانه أصحاب الفضيلة العلماء سواء كان ذلك في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، أو في هيئة كبار العلماء يراجع هو وإياهم ما استجد من المسائل العلمية والعملية في ضوء الكتاب والسنة، وأقوال الأئمة، ويطرحون في تلك المجالس قضايا المسلمين بإنصاف وصدق. وتجرد، فلهذا نرى أن رأيهم في كثير من القضايا يجد كلمة إجماع من جميع علماء المسلمين في أقطار المعمورة، وعلى هذا النحو في اجتماعاته في الرابطة في المجلس التأسيسي، أو في المجمع الفقهي، أو في المجلس الأعلى للمساجد وغير ذلك.
وكذلك يشاور أهل بيته في القضايا الخاصة الأسرية التي تتعلق بهم، ولا يستنكف من أخذ آرائهم إن رأى في ذلك مصلحة عامة للمسلمين، وهذا أعني به مشاورة أهل البيت - منهج نبوي، وشرع إسلامي، ولعل قصة الحديبية مع أم المؤمنين أم سلمة - رضي الله عنها - حينما أشارت إلى النبي بحلق رأسه ونحر هديه، ثم تطبيق الصحابة لذلك أبلغ مثال، وأوضح أمر، في أن هذا المنهج من صميم منهج النبوة والشرع.
وهكذا يشاور مستشاريه، ومدراءه فيما يتعلق بالأعمال الوظيفية وغيرها من الأعمال الإدارية وينظر إلى آرائهم بعين الاعتبار والتقدير.
إن لسماحته نفسا رحبة، وصدرا متسعا، وأفقا واسعا، في كل الأمور، مما بوأه هذه المكانة العلمية، والمنزلة السنية رفع الله قدره، وأسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنة.

~ ويبقى الأمل ...