عرض مشاركة واحدة
قديم 09-20-2010, 08:28 PM
المشاركة 28
خالدة بنت أحمد باجنيد
شاعـرة وناقـدة سعـودية
  • غير موجود
افتراضي
بداية القول أّني لم أقل بجواز الترك ولم اذكر في ردي أي شي يراد به الترك ولا أعرف كيف جال في ذهنك إني قلت هذا وبالأحرى كيف كتبته وردّي ماثل أمامك لا إشارة فيه لترك التذكير والتأنيث بعد ما ذكرت جوازه بحسب القاعدة ..

والشعر يا عزيزتي ميّال للتأويل بشقيه : تأويل المعنى وتأويل البناء اللغوي ، فلا يأتي بيت من الشعر دون تقديم أو تأخير في المفردات بحسب ما تقتضيه فكرة البيت وبناءه العروضي وباستطاعتي الآن أن اطرح أكثر من تأويل لغوي يؤكد صحة البناء اللغوي للبيت الشعري المقصود ولا يفوتني أن أذكر بقول المتنبي :

أنام ملء جفوني عن شواردها .... ويسهر الخلق جرّاها ويختصم

مع الاعتذار لأبي الطيب فلستُ متنبية هذا العصر ولا غيره من العصور ولكن التذكير بهذا البيت لفائدة مفادها إن الشعر قابل للتأويل كما أسلفت.

فليس من باب الوشاية بنفسي أن أقول : أني لم أتأمل قصيدة كتبتها كوقوفي طويلاً أمام هذا البيت الشعري وقلت لنفسي مراراً لِمَ شغل هذا البيت أصدقائي كثيراً على الرغم من وجود أبيات تشاطره المكان في القصيدة وتجاوره في الروي والقافية؟ فما كان مني إلا أن اقتطع هذا البيت من جسد القصيدة واضعه بمعزل عن أشقائه وأجعله عرضة للنحو والإعراب مستعينة بالذاكرة النحوية واعدت قراءة هذا البيت بصورتين الأولى ذكرتها في ردي السابق والثانية ستكون ردي الأخير في هذا الباب قبل أن يوصد ...

فإن التقديم والتأخير الذي يصنعه الشاعر في بناء قصيدته يوقع المتلقي بمشاكل كثيرة ولاسيما أولئك الذين يتعجلون بالقراءة فلو أردنا إعادة صياغة البيت سيكون الحديث عن دوح الروض هو محور الارتكاز في بناء الدلالة هنا .. فهو الذي كان يطرب سمار الهوى . فإن اعتبرنا أن الضمير عائد في الإطراب على الدوح مباشرة فيجب أن ننظر إليه بلحاظ البسمة وإن كان عائدا على البسمة ، فهي ملازمة للدوح بلحاظ تحقق الإطراب بها لا بدونها – و في كلا الحالين العائد مؤنث لا مذكر . فإطراب المرأة بالابتسامة وإطراب الرجل بالابتسامة . و لو قدمنا وأخرنا سيكون العائد محدد نوع العائد عليه ، فنقول ابتسامة المرأة إطرابها ينعش المستمعين وابتسامة الرجل إطرابها ينعش المستمعين
نلاحظ هنا بقاء العائدية مؤنثة لأنها تعود على الابتسامة لا إلى الرجل ولا إلى الإطراب .. فالمحور الارتكازي للعائدية هو الذي يحدد التذكير والتأنيث لأنه هوية له . ولكن لو رفعنا الابتسامة من المثالين السابقين ستكون العائدية بحسب النوع فنقول - المرأة إطرابها ينعش المستمعين والرجل إطرابه ينعش المستمعين و الضمير هنا تغير بحسب العائدية


هذا هو الدرس النحوي الأخير الذي أضيفه للقصيدة / و قد نشرت القصيدة في منتدى الشعر و لم أقصد نشرها في منتدى النحو. أنا اكتب الشعر، نعم ، و لكنني لست مدرسة لغة عربية ، و كان بودي أن يكون المرور على القصيدة من باب تذوق الشعر لا البحث عن أخطاء وهمية لمجرد تجريح القصيدة لا أكثر . و كنت أتمنى أيضا أن يكون من أراد البحث عن خطأ نحوي فيها أن يكون ملما بقواعد النحو على قدر أكبر من العمق و الوعي و المسئولية لأن مثل هذا العمل لا يليق بأقلام يفترض أنها مثقفة.

لقد كانت قصيدتي الأولى بعد انقطاع دام أكثر من عام و هاهي تكون الأخيرة طالما أن الجو هنا لا يحتمل مثل هذه الأقلام.

أرجو أن لا تعودي مرة ثانية استاذة خالدة كما وعدتِ لأنني لن أعود للرد مرة أخرى

تحياتي


صدقًا لم يخطر ببالي قط أن يصل بك ردّي إلى هذا..
وذلك لأسباب بسيطة جدًّا..
أولها أن ردّي جاء تعقيبًا على ردّك لا على نصّك، وهذا واضح من أوّل سطر كتبته، فلم أرد طلبًا في تجريح القصيدة كما أشرتِ، وإنّما مناقشة لما أنت بدأت بنقاشه..

وثانيها أن النحو لا يتعارض أبدًا مع الشعر، وأعجب لمن يرى في الإشارات النحوية رغبة في التعدّي على الشعر أو البحث عن أخطاء وهميّة، وكان بودّي لو فصّلت عن تلك الوهميّة دون التلويح بها اتهامًا..!

على العموم..
أيًّا كان قرارك فهو قرارك، وأنا على ثقة من أنّي لم آتِ ما يسوء لك..
كوني بخير أينما حللت..
.
.
.
خالدة..