الإرضاع والمؤانسة..ولا عزاء لأبي حيان التوحيدي
شعر عمر ابو غريبة
تمتّـعْ هُديـت الرشـدَ فـالأمـرُ ممـتـعُ
ومــا لــك تـرضـى بالـقـيـودِ وتـقـنـعُ
بــواحــدةٍ كـبّـلــتَ نـفـســاً وأُســـــرةٍ
رعـيـتَ بـهـا هـمّــاً يـجــولُ ويـرتــعُ
فـدعْـك مــن التمـلـيـكِ واكْـتَــر دارةً
تـغـادرهــا بــعــد الــمــرادِ وتُـقــلــعُ
وطِـرْ نحـلـةً بـيـن الـزهـورِ ممـرّغـاً
تـحـوز رحـيـقـاً أو شـــذىً يـتـضـوّعُ
بـــلا ولـــدٍ يـغــزو جـيـوبَـك نـافـضـاً
ولا نــكَــدٍ مــــن حــيــث لا تـتــوقــعُ
وجامعْ كما شاء الهوى لك شِرْعـةً
وديــنــاً فــأبــوابُ الـلـذائــذِ شُــــرَّعُ
إذا رُمـتَـهــا مسـتـعـجـلاً فـلـسـاعــةٍ
فهيـا اقـضِ وطْـراً فالدقائـقُ تسـرعُ
وإنْ شـئـتَ يـومــاً تسـتـريـحُ بلـيـلِـه
فـبـاكـرْ نـهــارأً بالـعـرائـسِ يـطـلــعُ
وإنْ شـئـتَ أسبـوعـاً فـأنـت مـرفَّــهٌ
ولا ريب عندي مـن صديقيـكِ أسبـعُ
وإنْ كـانـت الأنـفـاسُ فـيـك طـويـلـةً
فعرسُك طولَ الشهرِ والشهرُ أوسعُ
ولـو كـنـتَ مثـلـي ذا حـجـاً وكيـاسـةٍ
فـعـقـدُك بالـوقْـعـاتِ خـيــرٌ وأوقــــعُ
ولا تخـشَ فيـه حُـرمـةً بــل وشُبـهـةً
حــــلالٌ بـفُـتـيـا الـعـارفـيـنَ مــوقَّــعُ
تسـنّـنَ عُرفـيّـاً لــدى الـنـاسِ خفـيـةً
وجــاهــرَ فــــي تحـلـيـلِـه مـتـشـيّــعُ
فدعـك مــن الكـبـتِ المُـضـرِّ بأهـلِـه
فمـا لـك فـي النسّـاكِ شـأنٌ ومَطمـعُ
وهـل كنـتَ ترضـى بالزنـا وحـرامِـه
وتــتــرك حِـــــلَّ اللهِ يـــــا مـتـسـكِّــعُ
فـلا تقْـفُ خطْـواتِ الـزنـاةِ ونهجَـهـم
فتلعَـنَ فـي الدنيـا وفـي الـنـارِ تقـبـعُ
ومُـــدَّ يـــداً نـحــوَ الـحــلالِ وطِـيـبِـه
تمـتـعْ أتــاك الـحـلُّ والـجــوّ مـمـتـعُ
............................................
أقــول لشيطـانـي رويــدَك صـاحـبـي
فطُعـمُـك هــذا الـيـومَ بـالـكـادِ يُـبـلَـعُ
إذا لـم يـكـنْ هــذا الــذي قلـتَـه زنــاً
فكيف الزنا يا ابنَ الْ..وعُذرَك أوكعُ
تزيّـن قـبـحَ الـوجـهِ بالـديـنِ خـادِعـاً
ولستُ بهـذا الوجـهِ يـا صـاحِ اُخـدَعُ
وتُلقـي بفتـواك الـتـي شــاط طبخُـهـا
طعاماً غَموسَ السمـنِ بالسُّـمِّ يُنقـعُ
غــوى قـبـلُ أشـيــاخٌ بفـتـنـةِ قـولِــه
فقـامـوا يحِـلّـون الـحـرامَ فـأبـدعـوا
فـيـا ليتـهـم خـصّـوا بــه ذا عـمـامـةٍ
ليُحـرمَ مــن قــرْعِ العُـضـادةِ أقــرعُ
هـم العلمـاءُ الصِّـيـدُ أنــى يعـوزُهـم
غـداً منطـقٌ فــي الــردِّ واللهُ يسـمـعُ
ولسـتُ نظيـرَ الشيـخِ علمـاً وفطـنـةً
ولــكــنّ صــــدري ريــبــةً يـتـقـطّــعُ
فـإنْ كـان فقـهُ الشيـخِ جــوَّز متـعـةً
فهل جاز لا’ختِ الشيـخِ هـذا التمتُّـعُ
وهــل يرتـضـيـه فـــي نـكــاحِ بُـنـيَّـةٍ
أمِ الشـيـخُ فــي أعـراضِــه متـمـنِّـعُ
أيــا سـادتـي هــذا الجنـيـنُ ببطـنِـهـا
فمـاذا عساهـا فــي الــولادةِ تصـنـعُ
إذا مـا أتــتْ بـابـنِ الـحـلالِ وليـدِهـا
ومـا مـن أبٍ يرعـى الولـيـدَ ويـدفـعُ
بـلــى دفـــع الصـنـديـدُ أُجـــرةَ أمِّـــه
ولـيــس يـبـالـي كـيـفـمـا يـتـرعــرعُ
تيـتّـم لا يــدري أبــاه ســوى اسـمِـه
وهـل يُنْشـئُ الإسـمُ الصغيـرَ وينـفـعُ
كنـصـفِ لـقـيـطٍ جـــاء يـحـمـل وِزرَه
تـنـوءُ بــذا الــوزرِ الجـبـالُ وتـركـعُ
وأنـــى لـنــا نـبـنــي بــذلــك أُســــرةً
ومجتمـعـاً والبـيـتُ أصـــلاً مُـصــدَّعُ
فـأولُــه لا غــــروَ لـلـنـفـسِ مـتـعــةٌ
وآخــــرُه لا جــــرْمَ جــيــلٌ مـضـيَّــعُ
...............................................
إذا ما هفتْ نفـسٌ ووسـوس خانـسٌ
بـصــدرِك يـدعــو فـعـلَــه ويـشـجّــعُ
ألا استفـتِ قلـبـاً بـيـن جنبـيـك يقـبـعُ
حـــرامٌ نـكـاحـي أم حـــلالٌ مـشــرَّعُ
.............................................
وراودتُ عـيـنــي لـلـقــرارةِ بـعـدمــا
دحـرْتُ قرينـي فهْـو بالخـزيِ مُقـمَـعُ
وياْبـى لـيَ النـومَ الخبيـثُ موسوسـاً
يـطـلُّ بــرأسٍ فــي الـظــلامِ ويـرفــعُ
يـشـدُّ بـأُذنـي نـحـوَ صــوتٍ مـوجِّـهـاً
إلـى قصـرِ جـاري والصـدى يترجَّـعُ
فجارتُـنـا تـشـكـو مصـيـبـةَ زوجِـهــا
وتلـطـم خــدّاً ســال دمـعـاً وتـصـفـعُ
يــريــدُ لـتـقــواهُ رضــاعــةَ خـــــادم
ولا حــرجٌ مـــن بـعـدِهـا أو تـبـرقُـعُ
ستـغـديـنَ أُمّـــاً للصـغـيـرِ وإنْ بـــدا
له شاربٌ والشعرُ فـي الذقـنِ يلسـعُ
ألـمْ تنـظـري فــي وجـهِـه ذا بــراءةً
ألـمْ تسمعـي باللـيـلِ وهْــو يـوَعـوِعُ
ألمْ تشعـري بالجـوعِ فـي مـلْ عينِـه
لـصــدرٍ إلـيــه كـلـمـا جـــاع يـفــزعُ
ألــم تلحـظـي يـومـاً شُــروداً لفـكـرِه
وفـغْـرَ فــمٍ أرخـــاهُ والـريــقُ يُـبـلَـعُ
فللهِ مـــــا أقــســـاكِ أُمّـــــاً بـلــيــدةً
تــعــذّب أمــعــاءَ ابـنِـهــا وتــجـــوِّعُ
حنانيـكِ يــا جلـمـودَ صـخـرٍ تنـازلـي
وخلّـي غلامـاً جائـعـاً مـنـكِ يـرضـعُ
فـإنْ لـم يكـنْ للخيـرِ عـنـدَكِ مـطـرَحٌ
زِنِـيــهِ بـعـقـلٍ ربـمــا الـعـقـلُ يـقـنـعُ
خذي الأمرَ من كلِّ النواحي وحقّقـي
تــرَيــهِ مـفـيــداً لـلـجـمـيـعِ ويـنــفــعُ
فـمــا ثَـــمَّ إحـــراجٌ بـلـبـسٍ وخـلــوةٍ
ولا قبـلـةٍ لـــلأم فـــي الـخــدِّ تُـطـبـعُ
ولا بـأس إنْ نـام الرضيـعُ بحضنِهـا
إذا عـضّـه بــردُ اللـيـالـي المُـصـقِّـعُ
ويرضى عليكِ البعلُ في طَوْعِ أمـرِه
فــذلــك بــغــلٌ بالـسـيـاسـةِ يـخــنــعُ
ولـو كنـتِ ذا عـقـلٍ حصـيـفٍ لَكِـدْتِـهِ
وقـمـتِ كــأن الأمــرَ مـنــكِ تـطــوُّعُ
ألــــمْ تقـنـعـي.كـلا فــهـــذا مــحـــرَّمٌ
وفـاحـشُ فـعـلٍ فــي الـبـذاءةِ مُـقـذِعُ
ورنَّ جعيـرُ الـزوجِ مـلءَ مسامـعـي
يــرغِّـــب فـيــهــا تـــــارة ويــقـــرِّعُ
يجـادلـهـا فـالـشـيـخُ أفــتــى بـحِـلِّــه
ولا ريــبَ أن الشـيـخَ أتـقـى وأورعُ
فلمـا اعتـراه اليـأسُ منهـا شكـا لـه
أيـا شيـخُ أعيتنـي فقـل كيـف أصنـعُ
أرومُ لـهـا صَـونــاً وتـأبــى حليـلـتـي
وإنـي علـى حُرْمـي غيـورٌ مزعـزَعُ
تـنـحـنـح مــولانــا وســــرَّح لـحـيــةً
وقــــال هــداهــا اللهُ كــيــف تـمـنَّــعُ
أتعصـيـك فـــي أمـــرٍ وتـنـكـرُ حِـلَّــه
وتـرفـض فـتـوىً لــي وفــيَّ تـشـنِّـعُ
إذا كنتِ تستحييـنَ مـن كشـفِ خـادمٍ
فحسبـكِ كــأسٌ مــن حليـبِـكِ مُـتـرَعُ
فهيـا اعصُريـه كـاسَ خـمـرٍ محـلـلاً
.يُـبـلّــلُ مــنــه شــاربــاً راح يــكــرعُ
..............................................
وأفتـى لـه مـولاهُ مـن حسـنِ حـظِّـه
وهـل غيـرُ مـولانـا بـمـا جَــدَّ يقـطـعُ
فـيـا ســوءةً للـشـيـخِ يـبـغـي إثـــارةً
وشـهـرةَ صِـيـتٍ بالتصـاويـرِ تـلـمَـعُ
أيـا شيـخُ لــو تـرضـى بــه لمـحـارمٍ
لقلـنـا لَمـثـلُ الشـيـخِ بالـفـعـلِ يُـتْـبـعُ
فهـاتِ أمــام الـنـاسِ أخـتـاً وزوجــةً
ودَعْ خادمـاً مـن ثـديِ تينـكِ يـرضـعُ
أتُفـتـي بـمــا تـأبــى لنـفـسِـك فـعـلَـه
أمِ الشـيـخُ فــي قــدْرٍ أجــلُّ وأرفـــعُ
أجـارَتَــنــا إنّ الــخُــويــدِمَ طـــامـــعٌ
ودون التـقـامِ الـثـديِ هيـهـات يقـنـعُ
ويـا بـغـلُ لــو كـانـت لـديـك مــروءةٌ
ولـكـنْ خــلا مـنـهـا دَيـــوثٌ مُـجــدَّعُ
........................................
إذا ما هفتْ نفـسٌ ووسـوس خانـسٌ
بـصــدرِك يـدعــو فـعـلَــه ويـشـجِّــعُ
ألا استفـتِ قلـبـاً بـيـن جنبـيـك يقـبـعُ
حــرامٌ رضـاعـي أم حــلالٌ مُـشــرَّعُ