عرض مشاركة واحدة
قديم 09-20-2010, 11:59 AM
المشاركة 5
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


الغرض من الزيارة

أما الغرض من الزيارة فليس الناس متحدين فيه وقد يكون للزائر غرض واحد , وقد تجتمع له أغراض .

ولبيان ما هو من الأغراض مشروع أو مبتدع نفصلها إلى خمسة أنواع :

1 - زيارة المحبة :

قال السبكي في شفاء السقام : ( ويشبه أن تكون زيارة النبي صلى الله عليه وسلم , قبر أمه من هذا القبيل ) وهذا غرض صحيح .

2 - زيارة الاتعاظ بالموت :

الاتعاظ بتذكر الموت والاعتبار بحال الميت ومصير الحي . وهذا غرض صحيح في زيارة المقابر لا فرق بين من من الأقارب والأباعد .

3 - زيارة الدعاء للميت :


الدعاء للموتى والسلام عليهم مشروع في مقابر المسلمين سواء كانت مقابر المطيعين الصالحين أم العصاة المذنبين .

4 - زيارة دعاء الميت وطلب المدد منه :

إن إراد الزائر الانتفاع بالمَزُور أو المَزار في قضاء الحاجات فهو من نسبة التصرف في الكون للمخلوق , وذلك شرك بواح .

قال في زاد المعاد : ( وكان هديه صلى الله عليه وسلم أن يقول ويفعل عند زيارتها من جنس ما يقوله عند الصلاة عليه من الدعاء والترحم والاستغفار .

فأبى المشركون إلا دعاء الميت والإشراك به والإقسام على الله به , وسؤاله الحوائج والاستعانة به والتوجه إليه , بعكس هديه صلى الله عليه وسلم

فإنه هدي توحيدالله وإحسان إلى الميت , وهدي هؤلاء شرك بالله وإساءة إلى نفوسهم وإلى الميت ) .

5 - زيارة التبرك والاستمداد من الأرواح :

الزائرون لما يعبّرون عنه بالتبرك والاستمداد من أرواح الصالحين يعتقدون أن الموتى أحياء في قبورهم حياة عادية يتصرفون في العالم ويقضون حاجات قاصديهم

ويستدل مستدلهم بما ورد في حياة الأرواح . هذا مع الفارق

فيتخذون المزارات يبنون عليها البناءات ويرون أن روح الصالح فلان هنالك , إما لأنه دفن هنالك أو جلس به أو رؤي فيه مناما ً .

بل تجد بناءات كثيرة على مزارات عديدة كلها منسوبة للشيخ عبد القادر الجيلاني , دفين بغداد رحمه الله تعالى , وهولم يعرف تلك الأمكنة ولا سمع بها .

ومن مظاهر هذا الشرك التبرك الاستمدادي , تقبيل الجدران والتمسح بالحيطان وتقديم النذور وإيقاد الشموع والتزود بقطعة من خرق أو ملح أو ماء موضوع في المزار .

وكل هذا جهل وضلال , فإن توحيد الله أساس لتوحيد التوجه إليه والاستعانة به فيما لم ينصب له سببا ً عاديا ً , وأبن آدم بلغ فضله مابلغ ليس له إلا التصرف المعتاد

مادامت روحه في جسده , ولا تأثير للأرواح التي في البرزخ في شيء من العالم الدنيوي .