الموضوع: التهويدة
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-27-2017, 05:16 PM
المشاركة 31
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع ...
ومن حيث المحسنات البديعية في الفقرة وعلى الرغم من غياب الحواس والتضاد والأرقام والألوان في هذا الجزء من النص الا ان المتلقي يستشعر ان الفقرة مفعمة بالحياة، وذلك كنتيجة لما ساقه القاص من كلمات توحي بالحركة ومنها كلمات ( دولاب ولو انه يقصد في الكلمة خزانة ملابس ، والشارع ، والموجة ، و ملايين الأمواج، وارتمت على اصابع قدمي، و خطفتها ، و الهباهب، ومقود ، ودراجتي، و لتخطفها ، هبة ، و طريقها ) كل هذه الكلمات الموحية بالحركة والنشاط جعلت النص مفعم بالحركة والدراما، وبالتالي الحياة .

وهو حتما مشهد تصويري اقرب الى سيناريو فلم سينمائي ولذلك ظل بليغا في اثره ووقعه على المتلقي.

وهذا مؤشر على ان الكتابة لدى القاص مبارك الحمود تعبير تلقائي بعيد عن التكلف والتصنع فهو يكتب ما يستشعر بضرورته ولا يتصنع بإضافة محسنات متكلفة لجعل النص مؤثرا، وانما يهتم في بناء الحبكة مقدما ترابط الفكرة على البناء الشكلي، لكنه مع ذلك يتمكن من جعل الأثر في المتلقي بالغ ، ويظل قادر على ان يسوق عناصر تأثير اخرى ولا يعدم الوسيلة ، وذلك كما هو ظاهر في هذه الفقرة التي اعتمد فيها على جعل النص يضج بالحياة من خلال ما توحي به من حركة وفن سردي تصويري.

يتبع ...