عرض مشاركة واحدة
قديم 03-06-2017, 11:01 PM
المشاركة 16
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

قال له : إنما تؤخذ الدنيا غلابا ..
فأجابه : هذا لمن أراد الدنيا يا صاحبي
فقال : ليس هناك آخرة بغير دنيا
فأجاب : هذه قولة حق تريد بها باطلا , فالدنيا هنا وسيلة للغاية , وأنتم تعملون لها لأنها غايتكم
فقال : أيحلوا لكم أن تظلوا فى كهوفكم الفكرية ..
فأجاب : ليتنا نكون من أهل الكهف , فكل ما نفعله هو السلوك على دربهم
فقال : لكن أهل الكهف ظلوا فيه سنين عددا
فأجاب : ضرب الله على آذانهم حتى مضي عهد أسلافكم فعافاهم مما ابتلانا به
فقال مغتاظا : أنت تزعم الزهد فى الدنيا لأنك لا تجدها
فأجاب : لكنها تستطيع أن تجدنى لو أرادت , وأفتح لها الباب لو أردت , فلماذا لم يحدث ؟
فقال : لماذا تكتب إذا وما فائدته وهو لا يصل للناس
فأجاب : ما على الرسول إلا البلاغ
فقال زاعقا : وأين بلاغك هذا
أجاب : قال إبراهيم عليه السلام لربه مثل هذا فقال له .. أذّن , وعلينا البلاغ
قال : ولكنك تنشر فى نطاق محدود فأين ثمار عملك
أجاب : أجاب مصطفي محمود رحمه الله على سؤالك هذا فقال أنه لا يكتب لعصره إنما يـُـعــبـّــد الطريق لأجيال قادمة تعى ما تقرأ وتقرأ لكى تفعل
قال : وما فائدة الكنوز إذا لم تكن لها قيمة فى عصرها ؟!
أجاب : إنما يأتى الكنز لمن يطلب اللؤلؤ فى أعماق البحار ولا تمنعه الصعوبات فى الوصول إليه , ولو كان الناس يجدونه عند أقدامهم ما التفت إليه أحد
قال : وما قيمة الدر وأنت لا تملك المتاجرة به
أجاب : تاجرت به مع من يعطى المكسب بعشرة أمثاله ويضاعفه إن شاء أضعافا كثيرة
قال ساخرا : وماذا سيكون شعورك إن استيقظت من موتك فلم تجد آخرة ولا حسابا
فأجابه أشد سخرية : قالها مثلك لمثلي فأجابه قائلا .. لن يكون أسوأ من شعورك إن استيقظت من موتك فوجدتها قائمة على رءوس الأشهاد