الموضوع
:
الغرفة 407... ( يحكى آن )
عرض مشاركة واحدة
12-22-2016, 10:56 AM
المشاركة
8
فاطمة جلال
مراقبة سابقة
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Nov 2009
رقم العضوية :
8124
المشاركات:
8,285
الغرفة -407 - الفصل ( 2 )
[
[tabletext="width:80%;background-color:white;border:9px outset silver;"]
[/tabletext]
[tabletext="width:80%;background-color:white;border:9px outset silver;"]
الغرفة -407 - ويحكى آن
الفصل الثاني
( 2 )
قام من مكانه فبَادَرَ بِإِلْقَاءِ التَّحِيَّةِ
، رَدَدْتُ عَلَيْهِ ، متجاهلة لنَظْرَاتُهِ الَّتِي كَانَتْ تَصِلَنِي
وأسرعتُ خطواتي عِنْدَهَا قَالَ:.
- لَحْظَةٌ مِنْ فَضْلِك يا آنسه ...
-
تفضل ...
- مهَلًا... حَقِيبَتُك ، وَأَوْرَاقِك ...
- أَجَلْ... شكرا لك ...
المعذرة لدي مؤتمر الآن .
- سيكون لنا لقاء أخر .
- إننِي عَلَى عَجَلَةٍ مِنْ أَمْرِي....هل هناك أمر ما ...!!!
حاولتُ التخلص منه
بإنهاء الحديث معه ، فقد كان يدقق النظر في أصابع يدي فعرفت ماذا يريد
...
شكرتهُ مرة أخرى...واستأذنتُ منه عندما رأيتُ ريم قادمة نحوي ،
سألتني ما الأمر ، فلم أعقب سوى أنني رمقْتُها بنظرة ...
فالتزمتْ الصمت .
دخلنا قاعة المُؤْتَمَرِ... وَمَا أَطْوَل هذه الاِجْتِمَاعَاتُ المُمِلَّةُ ، كُلٌّ يُدْلِي بِدَلْوِهِ فِي بِئْرٍ فَارِغ...
الوَقْتُ يَمْضِي بِتَثَاقُلٍ غَرِيبٍ ، َالمَلَلِ يَتَسَرَّبُ إِلَى رُوحِي، اتكأت بِيَدِي وَأَنَا أَسْتَمِعُ لِحَدِيثِهِمْ الَّذِي
أَشْعَرَنِي بِالتُّخْمَةِ ، حَتَّى أَتاني صَوَّت المُحَاضِر من بعيد قائلا...
أَنْتَ يَا آنِسَةَ ... لَمٍّ أَسْمَعَ صَوْتُكِ هذا اليوم ، وليس لِدِيك أَيْ تَفَاعُلٌ يذكر ... كالأمس
عِنْدَهَا تَدَارَكَتْ رِيمْ المَوْقِفَ ، فَمَا كَانَ مِنْهَا إِلَّا أَنْ وكزتني بِيَدِهَا حَتَّى أنتبه بِاِقْتِرَابِهِ مِنِّي ،
وَمَرَّةً أُخْرَى تَصَعُّدِ الدِّمَاء فِي رَأْسِي ، وتعلو الحمرة وجنتي ،وَ شَعَرْتُ بِالحَرَجِ الشَّدِيدِ ،
...
وقلتُ
- المعذرة هو الصُداع اللعين ...
وانتهى اليوم الأخير للمؤتمر ، و
حَانَ وَقْتَ الغِذَاءِ خَرَجْنَا إِلَى قَاعَةِ الطَّعَامِ ، تَلَاقَتْ نَظْرَاتُنَا مِنْ بَعِيد ،
قلتُ في نفسي
يا الهي
- هو مرة أخرى ، لا أصدق ما الذي يريده هذا الشخص مني -
فقررت أن أغادر القَاعَةُ ،
فلم يكن لي رغبة
بتناول الطعام
، حاولت ريم أن تبقيني معها ،
حتى تمارس ثرثرتها المعتادة ، وأسئلتها التي لا تنتهي ، فهي لا تُضيع على نفسها أي فرصة للسؤال ،
حينها
سألتني عن ذلك الشخص ، فلم أعرف بم أجيب عليها ،
قلت لها...
استمتعي يا صديقتي بوقتك سأخبرك فيما بعد ، فقط أريد أَنْ أرْتَاحَ .
حاولت الاسترخاء وتمنيتُ ولو أن أغفو ل
بَعْض الوَقْتِ
،
لَكِنَّنِي لَمْ أَسْتَطِعْ ، فَالأَفْكَارُ تَقْتُلُنِي،
وَأَيْضًا شُعُورِي بِالوَحْدَةِ وَالغُرْبَةِ....
عِنْدَهَا نَظَرَتُ إِلَى سَاعَتِي يا الهي مَا زَالَ الوَقْتُ مُبَكِّرًا لَمْ تَتَجَاوَزْ السَّاعَة الرَّابِعَة عَصْرًا ،
عندها قَرَّرَتُ النُّزُولَ
إِلَى قَاعَةِ الفُنْدُقِ .
وحمدت الله أنه لم يكن متواجدا ...
مَرَّ الوَقْتُ ببَطئ شديد ، تُصُفِّحَتُ المَجَلَّات وَالنَّشَرَات حتى أصابني الملل فَإِذَا بِالنَّادِلِ يَقُول:.
- تَفَضَّلِي يَا آنسة.
- المَعْذَرَةُ لَمْ أَطْلُبْ فِنْجَانَ قَهْوَةٍ...
اِسْتَدَرْتُ بِوَجْهِي ...
- أَلَا دَعَوْتَنِي لِلجُلُوسِ برفقتك ...
- تَفَضَّلْ ... وَلَكِنْ....
-لَا أُرِيدُ أَيَّ أَعْذَار... أَرْجُوكِ.
- لَيْسَ لَدَيَّ وَقَّت..
- لَنْ أُطِيلَ الجُلُوس ، وَلَنْ أَكُونَ ضَيْفًا ثَقِيلَ الظِّلِّ... سَأُعَرِّفُكَ عَلَى نَفْسِي
... أَنَا أَحْمَد طَبِيب نَفْسِيّ
- أَجَلْ ... قَرَأَتُ ذَلِكَ مِنْ البِطَاقَةِ الَّتِي وَضَعَتْهَا بَيْنَ أَوْرَاقِي..
- يَبْدُو أَنَّك غَرِيبَة بِلَاد..
- أجل... لَدَيْنَّا مُؤْتَمَر ..
- رائع ..هي فرصة لنتعرف.
- أيام وتنتهي فعاليات المؤتمر
- اتمنى ان تقضي اوقات سعيده...
حِينهَا جَاءَنِي اِتِّصَالٌ مِنْ رِيمْ تَسْأَلني عَن مرافقتها للتسوق ، فَاِخْتَرَعَت كذبة بَيْضَاءَ ... وَقُلْتِ لَهَا اِنْتَظِرْينِي
لَحَظَاتٌ وَأكون أَمَامَ الفُنْدُقِ.
- كُنْتُ أَتَمَنَّى أَنْ يَكُونَ لَدَيْكِ المُتَّسَعَ مِنْ الوَقْتِ.. يبدو انك على موعد
- أجل ...صَدَّقَا أعْتَذَر ... تَشَرَّفَتُ بِمَعْرِفَتِكَ دكتور ... عَلَيَّ الذَّهَابَ مع صديقتي ، فغدا سوف نغادر..
- غدا ...يا الهي أتعديني بِلِّقَاءِ أخر.
- اُتْرُكْهَا لِلصُّدْفَةِ ..
ومضيت بعيدة عنه ...ل
أرسل رسالة ل ريم (سوف أخرج أتمشي ، وأنتِ مارسي مُتعتك بالتسوق ..نلتقي في المساء ) .
شَعَرْتُ بِالاِخْتِنَاقِ من ملاحقته . . وما زالت نظراته تلاحقني ، بصعوبة بالغة تخلصت منه.
وَخَرَجَتُ كي أَتَنَفَّس الهَوَاء بَعِيدَة عَنْ العَالَمِ، وَبَقِيَتْ أَمْشِي
لِوَحْدَي حَتَّى كَانَ المَسَاء وعدت أدراجي
ذَهَبْتُ إِلَى مُوَظفِ الاِسْتِقْبَالِ فَقَدْ طَلَبْتُ مِنْهُ بِتَغَيُّرِ غُرْفَتِي..
- تُفَضِّلِي يا آنسة مفتاح الغُرْفَةَ (407) أَتَمَنَّى أَنْ تَنَال اعجابك.
شكرته بلطف ،
عِنْدَهَا شَعَرَت بِصَوْتِ أَنْفَاسٍ تَقْتَرِبُ مِنِّي،جعلتني ألتَفت يَمِينًا وَيسارَّا.
...
وللحديث بقية
[/tabletext]
تَعَـالَ ...
نَعْـجِن مِـن الحِـرَفِ رَغِيفًـا عَـلَى مَوَائِـدِ الـكَلَامِ ...
وَنَـكْتُب رَسَائِـلَ الحَـنِينِ إِلَى اليَـاسمِينِ ....
تعـالَ...
فمن تشتاق الـروحُ اليـهم ؛ قـــد أوغلـوا فـي الغيـاب !
فاطمة جلال
.....
رد مع الإقتباس