عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
2

المشاهدات
1951
 
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي


ايوب صابر is on a distinguished road

    موجود

المشاركات
12,768

+التقييم
2.38

تاريخ التسجيل
Sep 2009

الاقامة

رقم العضوية
7857
11-27-2016, 07:40 PM
المشاركة 1
11-27-2016, 07:40 PM
المشاركة 1
افتراضي اظنه مات مظلوما
اعتدت صلاة المغرب او العشاء على الاقل وبين حين واخر في جامع غرب مدينة نابلس ، وكان ذلك منذ بضع سنوات، وبعد ان انتقلت للسكن في نابلس لظروف العمل ولخطورة وصعوبة التحرك بين البلدات الفلسطينية على الطرق الخارجية، في ظل وضع كان مكهربا وما يزال.

وفي احد المرات وبينما كنت اقف خاشعا في صف الصلاة في ذلك المسجد، شعرت بحركة غريبة من شخص يقف الي جواري، وكانت حركته استفزازية بشكل كبير وغريبة لشخص يتحرك مثل زمبرك ولا يكاد يهدأ أبدا.

وللوهلة الاولى لم اعرف سر تلك الحركة طبعا ولا سببها، وظننت ان من كان يقف جنبي شابا غضا جاهلا بأهمية الخشوع في الصلاة ، ونويت ان ازجره واعنفه بمجرد انتهاء الصلاة، وحثه على الهدوء والخشوع وعدم الحركة.

والصحيح انني غضبت في نفسي من ذلك الشخص وكنت انتظر نهاية الصلاة على احر من الجمر لانفجر فيه تعنيفا وتوبيخا، ولم يخطر ببالي أبدا ان تلك الحركة ليست مما وسوست لي به نفسي.

وما ان انتهيت من الصلاة حتى نظرت محدقا الي الشخص الذي كان يقف الي جواري، وتسبب لي بكل ذلك الإزعاج اثناء الصلاة ، فوجدته ما يزال يتحرك بصورة تلقائية كبندول الساعة وعلى نفس النمط ، وحتى بعد انتهاء الصلاة، وفهمت على الفور ان ذلك الشخص يعاني من مشكلة في جهازه العصبي يجعله يتحرك بصورة آلية مرضية لا إرادية.

دارت الايام وكنت كلما صليت في ذلك المسجد اراه حاضرا صلاة الجماعة، ولا اظنه كان يغيب عن الصلاوت كلها، والصحيح انني صرت أتجنب الوقوف الي جواره اذا ما شاهدته يقف في الصف لأنني وجدت حركته مزعجة وتشتت التركيز والانتباه.

في الاسبوع الماضي سافرت خارج البلاد في رحلة عمل لبضعة ايام. غادرت البلاد الأحد وعدت الأربعاء وفي الجمعة الموالية ذهبت الي ذلك المسجد لصلاة الجمعة، واثناء الخطبة نوه الخطيب بمناقب الشهيد، ذلك لان شابا من رواد المسجد كان قد سقط شهيدا في ذلك الاسبوع كما قال...

وما ان انتهت الصلاة حتى أخذت اسأل عن ذلك الشاب من رواد المسجد الذي سقط شهيدا اثناء غيابي القصير، فوجدتهم قد علقوا صورة له على باب المسجد، فإذا بها صورة ذلك الانسان المسكين الذي كان مبتلى برجفة واهتزازات لا إرادية .

قالوا انه قتل عند محاولته طعن احدهم على احد الحواجز، وظني ان المسالة لا تتعدى اكثر من ارتباك من راه يهتز فظن انه جان. حتى انني لا اعتقد بانه كان قادرا وبسبب وضعه الصحي على تنفيذ عملية طعن اصلا...لكن من يدري فقد اكون مخطئا...

قتل المذكور على كل حال ، واظنه مات مظلوما، عسى الله ان يتقبله شهيدا.
*