عرض مشاركة واحدة
قديم 11-11-2016, 02:56 AM
المشاركة 22
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
قناة تونسية تبحث عن وجه الشبه بين البوعزيزي وبائع السمك المغربي
[1]
لم يعد الحادث التراجيدي الذي وقع لبائع السمك المغربي محسن فكري قبل أيام شأنا محليا خالصا، وإنما صار حديث الناس في أكثر من قناة فضائية، مثلما حدث في البرنامج الحواري 7/24 الذي تقدمه الإعلامية مريم بلقاضي في قناة «الحوار التونسي».
كانت مناسبة لاستحضار روح محمد البوعزيزي الذي فجر ثورة الياسمين قبل حوالي ست سنوات، وكذلك لتحليل أوجه الشبه والاختلاف بين هذه الواقعة وحدث مقتل محسن فكري خلال عملية إتلاف بضاعته بمدينة الحسيمة.
توقف المشاركون في البرنامج عند الشعارات المرفوعة في المسيرات التضامنية مع الشهيد بعدد من المدن المغربية، والتي تمحورت حول «حرية، كرامة، عدالة اجتماعية»، لافتين الانتباه إلى كون تلك المسيرات ذات طابع اجتماعي وسلمي إلى حد الآن، وأنها تطالب بمعاقبة المتسببين في مقتل محسن.
أحمد ونيس (وزير الخارجية التونسي الأسبق) توقف في مداخلته التلفزيونية عند التشابه الموجود ـ برأيه ـ في الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية بين المغرب وتونس، موضحا أن البلدين يعيشان حاليا مرحلة جديدة وخطوة انتقالية من أجل إقرار منظومة اقتصادية وسياسية واجتماعية جديدة. وباعتقاد الدبلوماسي التونسي، فإن المجتمع المغربي ما زال في حالة انفعال وعاطفة، ونحن معه، لأن الأمر يتعلق بمأساة إنسانية قاسية، على حد تعبيره، مضيفا قوله: ثمة وقت للعاطفة، ووقت للعقل. ولا ينبغي أن تكون الأحداث أقوى من البشر.
وخلال مقارنته بين المرحلتين الانتقاليتين اللتين يعيشهما كل من المغرب وتونس، قال ونيس: الفرق أن الانطلاقة في تونس كانت في الشارع. أما في المغرب فإن المسيرة الإصلاحية جاءت من قلب الدولة نفسها. ولذلك، ظلت الدولة مستقرة ومرجعا للجميع، وتوحيد القرار والانفراد بالقرار الفصل بقي يعود إلى رئيس الدولة، أي الملك الذي هو محط احترام للجميع. في تونس، لم تعد وحدة القرار موجودة لا في مؤسسة ولا في شخص ولا في حزب.
الكاتب التونسي محمد رجاء فرحات أيد الرأي نفسه، بقوله إن المسيرة الديمقراطية التونسية انطلقت من انفجار شعبي في الشارع. أما في المغرب فانطلقت من تحليل عقلاني قام به الملك محمد السادس، وسارت فيه جميع الأحزاب المغربية حتى انتظمت الانتخابات التشريعية. وشدد بالقول إن استقرار المغرب هو استقرارنا وأمن المغرب هو أمننا، لأن لدينا نمطا اجتماعيا وحضاريا متشابها جدا. كما أعرب عن اعتقاده بأن حركية المجتمع المدني في المغرب (كما وقع في تونس) لن تمس حقوق الإنسان وحرية التعبير، لأنها صارت من المكاسب الأساسية. وأثنى على الانطلاقة الاقتصادية التي يعيشها المغرب، لافتا الانتباه ـ في الوقت نفسه ـ إلى وجود انتظارات كبرى يطالب بها المجتمع المدني في البلاد.

لبنانية غيورة على المغرب

ننتقل إلى قناة «روسيا اليوم» التي استضافت على الهواء مباشرة الصحافية والناشطة الحقوقية اللبنانية رويدة مروة من أجل التعليق على استمرار الاحتجاجات الشعبية في المغرب على مقتل بائع السمك، حيث فضلت ـ بداية ـ التعقيب على صحافي مغربي مهاجر اعتبر تلك الاحتجاجات تعبيرا عن حالة احتقان، فقالت إن الصحافي كان يتحدث كما لو أننا في 2011 (بداية الربيع العربي)، موضحة أن المغاربة خرجوا في إطار التضامن الاجتماعي مع الشهيد، وهذه ثقافة المغاربة في الأحزان كما في الأفراح. ونفت أن يكون هناك شخص رفع شعارا يتعلق بالإصلاح السياسي أو بصلاحية الملك أو شكل الحكومة أو الأحزاب السياسية. أما بخصوص رفع الأعلام الأمازيغية خلال المسيرات، فأشارت المتحدثة إلى أن الثقافة الأمازيغية محترمة من لدن الدستور والشعب والمؤسسات.
وواصلت تعليقها على الهدف من وراء المسيرات التضامنية، حيث تساءلت على سبيل المقارنة: عندما تسقط العمارات يوميا في القاهرة أو عندما يفجر البعض أنفسهم في بيروت أو عندما تحدث مشاكل أمنية في تونس… هل نقول إن الشعب خرج ضد النظام بأكمله؟ مؤكدة أن الناس خرجوا متضامنين مع شخص تعرض للقتل بسبب عملية غير قانونية في إتلاف البضائع. ومن ثم، فالخطأ حالة فردية ولا يمكن أن نعلقها على مشجب النظام. كما أن هدف المظاهرات يتجلى ـ برأيها ـ في إيقاف المخالفات التي تقع في ملف الصيد البحري.

لا قياس مع وجود الفارق!

الإعلام المغربي المرئي بالخصوص يتهيب من مقاربة بعض القضايا الحساسة في البرامج الحوارية التي تعد نادرة في القنوات العمومية. ولذلك، لا مناص للمشاهد المحلي من البحث عنها في القنوات الأجنبية، مثلما حصل مع الإعلامي عبد الصمد بن شريف الذي لا يخفي ولعه بتتبع برامج النقاش السياسي والفكري في التلفزيونات الفرنسية. ولا غرابة في ذلك، فالرجل نفسه سبق له أن عمل معدا ومقدما للعديد من البرامج الحوارية التي استضاف فيها شخصيات من العيار الثقيل، فكانت خير تجسيد لكفاءته المهنية العالية ولثقافته الموسوعية.
في آخر تدوينة له بصفحته «الفيسبوكية»، كشف بن شريف أنه حرص الأسبوع الماضي على متابعة المناظرة التلفزيونية التي جمعت بين المترشحين في الانتخابات التمهيدية لليمين ويمين الوسط. برسم الرئاسيات الفرنسية التي ستنظم ربيع 2017 والتي بثتها قناة «ب – إف-إم» وقناة «إي- تي لي» التي تعيش إضرابا منذ أسابيع. المناظرة، وبالنظر إلى وزن المتنافسين وفي مقدمتهم ألان جيبي وساركوزي وفرانسوا فيون وآخرون، كان من الضروري أن يسند تنشيطها إلى صحافيين يمتلكون خبرة وتكوينا ورصيدا وقدرة على طرح الأسئلة في الوقت المناسب وأيضا قدرة على التركيب والاستنتاج والتحكم بمهارة في إدارة النقاش.
ورغم طول مدة المناظرة فقد أصر بن شريف على أن يرافقها حتى نهايتها، حيث تابع النقاش الذي جرى لتقييم أداء كل مترشح وقراءة أرقام ومعطيات استطلاعات الرأي.
كتب بن شريف معلقا: كوني أستمع وأشاهد باستمرار معظم البرامج الحوارية السياسية والفكرية ونشرات الأخبار في مختلف القنوات والإذاعات الفرنسية عمومية وخاصة، فإنني أستطيع القول إن هناك عروضا متنوعة لكل المشاهدين وبرامج متفاوتة الجودة. لكن على العموم هناك نقاش وحيوية وفائدة كبيرة وحضور يومي للمسؤولين الحكوميين ورجال الدولة بمن فيهم رئيس الجمهورية وكذا القيادات الحزبية والقيادة الفكرية وجيش عرمرم من المحللين في شتى الميادين و… و…و.
ويلاحظ بن شريف البون الشاسع بين الإعلام الفرنسي السمعي البصري والإعلام المغربي، وأيضا بين الإعلاميين الموجودين في كلا البلدين، حيث يقول: طبيعي بعد ممارستي لهذا النوع من النقاش لمدة معتبرة، وبعد متابعات ومشاهدات ومعايشات واحتكاك بعدد من التجارب الإعلامية وقراءات وكتابات، أن تتشكل عندي خلفيات، وتتوفر لدي إمكانيات مهنية وفكرية لإقامة الفارق بين إعلامهم وإعلامنا، بين «بروفايلات» ومسارات من يتولى تنشيط البرامج الحوارية وخاصة السياسية عندهم وعندنا.
لا قياس مع وجود الفارق… كما تعلم يا عبد الصمد!

كاتب من المغرب
tahartouil@gmail.com

قناة تونسية تبحث عن وجه الشبه بين البوعزيزي وبائع السمك المغربي
الطاهر الطويل