الموضوع
:
قصيدة طفولة الحرمان - اليتيم: للشاعر فؤاد الزهيري - دراسة تحليلية
عرض مشاركة واحدة
10-21-2016, 10:07 PM
المشاركة
28
ايوب صابر
مراقب عام سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7857
المشاركات:
12,768
أنشدت عن حالي لتسمع بي الدنا
أدعو أخ الإسلام لا ينساني
وفي هذا البيت يؤكد الشاعر انه ما كتب هذه القصيدة ولم ينشدها عن حاله الا لكي تسمع بقصته الدنا بأكملها، طبعا ونحن نعرف انما هو يقصد قصته مع اليتم تلك القصة المؤلمة الصعبة القاسية ولذلك فهو يرجو اذا ما وصلت هذه القصيدة الي إخوته في الاسلام ان لا ينسوه في حالة البؤس تلك وان يقدموا له الدعم والكفالة والرعاية ومن خلاله الي كافة الأيتام الذين لا بد انهم عاشوا تجربة حياة مريرة مثله.
وقد احسن الشاعر هنا في صياغة هذا البيت وحشد له عنصرين من عناصر البلاغة والتاثير ، اذ ايقظ حاسة السمع لدى المتلقي حينما استخدم كلمة (لتسمع )، وهو ما يضاعف من اثر كلامه على المتلقي .
اما العنصر الاخر فهو لجوء الشاعر الي استخدام احرف الهمس فقد تكرر حرف السين في هذا البيت ثلاثة مرات واستخدم حرف الشين مرة واحدة أيضاً وهو من مشتقات حرف الهمس السين ، وهو ما زاد من قوة النداء الذي سطره الشاعر هنا الي أمة الاسلام ليدعوهم ليس فقط ان لا ينسوه هو بكرمكهم ورعايتهم وكفالتهم لتخليصه من الم اليتم ومصاعبه ولكن ليلفت الأنظار الي حاجة الأيتام على مدى الازمان للمساعدة كما هي الحال عنده.
ولا شك ان هذه الصرخة عالية مدوية وأظنها شخصيا سوف تصل الي اصحاب القلوب والعقول الرحيمة والمفكرة وستظل هذه الصرخة خالدة مدوية عبر الزمن، وبخلود هذه القصيدة التي احسن هذا الشاعر اليتيم بناءها فجاءت بالغة التأثير على كل من يسمعها خاصة انه اكثر فيها من استخدام حروف الهمس، بقصد جعل صوته مدويا عاليا ، وستظل الي اجل قادم لا محدود، خاصة ان يتيم كتبها، ونحن نعرف بان كتابة الأيتام تحتوي اضافة الي المحسنات البديعية والعناصر البلاغية بالغة التأثير ، تحتوي على لغة كودية وطاقة بوزيترونية دفينة تشكل عنصر التأثير الأعظم وسبب في الانتشار والخلود. وهي في ظني ستدفع كثيرين لان يتنبهوا لقضية الأيتام وان تحثهم ان يفعلوا شيئا من اجل التخفيف من الآم اليتيم في كل مكان وزمان قادم.
.
رد مع الإقتباس