الليل يهمس في أذن الصفاء ..
نجوم تتلألأ .. صحراء تبتلع اسراب النخيل تتوسد المدى بلا حدود، القمر المنسدل كقطعة البلور على ضفاف اللانهاية يسكب سحره في العيون ليُهَدِئ الكون و يرحل في سبات..
يتجلى الصبر في ألحان الصمت المطبق و أنين ربابة تــنفض عن البشر رتابة السكون و ندرة الضجيج و غزو الرمل المتحرك من كل فج عميق
وجه السماء الاسطوري يحكي عشق اهل البيداء لهذا الفضاء الاصفر الذهبي ، قصص تتوارى مع كل غروب شمس، لحظات تأمل يقطعها ابريق شاي و نار تنيرها اسعاف جريد النخيل
جمال متدلى على وجه الفن و فن مرسوم بيد الله في اسمى معاني التجلي
نقف هنا لنرتوي من اقدس لحظات الانسكاب على حدود الغيم لبعد يتخطى المحسوس من النظر ،
تَجَمَعْنا على ضوء نار رجل أزرق ، ألِف الصحراء و ألفته وعاركها فغلبها فعشقته وطوعها فأطاعته ، ومنحته الحرية فاسرته
قال لي ..
هنا نهاية الدنيا عندكم وبداية فجر ابيض في عمق الصحاري عندنا
هنا شمس حارقة عندكم و كرم الضيافة عندنا
هنا سحر المنظر و وحي الادب وروعة الغروب عندكم وتأمل وفلسفة عندنا
هنا بداية الخليقة و روحانية قلب العالم وفطرة الانسان تعانقها رمال الصحاري منذ الازل - هي كما هي - لم تعكرها وثنية البشر