عرض مشاركة واحدة
قديم 08-05-2016, 10:49 PM
المشاركة 28
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الاستاذ يزيد الخالد
الاستغناء عن النفط حقيقة واقعية لا مفر منها لسببين :
- الاول لانه مادة ناضبة ( يعني اذا انتهي المخزون ) فلن يعود مرة ثانية كما يحدث في الأحواض المائية التي يمكن ان يعود منسوبها ليرتفع بسبب الأمطار مثلا .
- والسبب الثاني هو انخفاض الأسعار والناتج عن مجموعة عوامل مثل مواد الطاقة البديلة وبسبب المؤامرات الدولية التي لا تريد لدول النفط ان تثري ويكون لديها قوة اقتصادية .

هذا يعني ان العمل على موارد بديلة للنفط مطلب للبقاء survival وليس للتفاخر وانه في حالة عدم الانتباه لمخاطر السببين المذكورين ستقع دول الخليج في ازمات اقتصادية يمكن ان تكون قاتلة .

السعودية بادرت لكننا لم نسمع من دول الخليج الاخرى عن خطط طموحة كتلك التي تبنتها السعودية ، ذلك ربما لان البعض لا يصدق تلك المخاطر ويعجز عن التصديق بوجود بديل محتمل .

حتما سيكون لخطط التنمية في دول الخليج فرصة اكبر للنجاح اذا كانت تكاملية وضمن اطار مجلس التعاون الخليجي وبحيث يتم وضع خطة تكاملية تخدم كل دولة ضمن الاتحاد بجزئية ضمن الخطة العامة وهذا يحل مشكلة صغر حجم دولة الكويت التي اتيت على ذكرها حيث يتم تكليف الكويت بإنجاز جزء من الخطة ولو كان ذلك بسيطا لكنه يتناسب مع حجم وامكانيات الكويت مثل التدريب والتنمية البشرية بحيث تصبح الكويت مصدرا للعمالة المؤهلة ضمن اطار مجلس التعاون ككل وهذا على سبيل المثل لا الحصر .

أيضاً لا يجوز الافتراض حتما ان الكويت عاجزة عن توفير بديل للنفط كمصدر للدخل والدليل هو ما فعلته دبي عندما تحولت الي مركز اقتصادي عالمي .

يمكن للكويت ان تتحول مثلا الي مركز مالي عالمي على خطى سويسرا لكن ذلك يتطلب خطة طموحة توصل البلد الي هذا الهدف واهم لبنة في هذه الخطة هو التشريعات الحكومية التي توفر البيئة الحاضنة وتحمي الاستثمار وتعمل على تسويق البلد ضمن هذا التصور والاطار.

أيضاً وكونك ذكرت العامل الديمغرافي. اتصور على دول الخليج ان تسعى لوضع حلول لهذا العامل. وعليها ان تفكر بمصلحة البلدان الخليجية وتضع خطة واضحة لحل أزمة السكان.

اولا عليها ان تحدد حجم المشكلة وماهو مطلوب في هذا الإطار ثم عليها ان تتبنى حلول مناسبة وإبداعية غير تقليدية في هذا الإطار.

نجد ان دول امريكا وكندا واستراليا وألمانيا والسويد وغيرها تسهل هجرة الكفاءات وتمنحهم المكافئات المجزئة بهدف الاستفادة من هذه الكفاءات وفي نفس الوقت مشكلة العامل الديمغرافي .

وعلى دول الخليج ان تفعل نفس الشيء وتحاول ان تستقطب كفاءات وتمنحهم الجنسية كواحدة من الحلول وان لا تظل أسيرة للسياسة المحافظة في هذا الجانب..

ثم لا بد من حل أزمة البدون من خلال تجنيسهم ليكون هذا عامل يخدم مصلحة البدل بدلا من ان يظل عامل تهديد لها.

أيضاً ربما على الحكومات الخليجية تبني سياسية تشجع تعدد الزوجات وزيادة الإنجاب وان توفر الدعم لمثل هذه البرامج شرط ان يكون ذلك ضمن خطط وطنية تعمل في نهاية المطاف لمصلحة البلد وتكون تحت السيطرة اي ان لا تفرز مثل هذه الخطط مشاكل اجتماعية غير محمودة مثل ارتفاع نسبة الأمية والبطالة الخ..

ان الوقت يمر والنفط يفقد من قيمته ومن اهميته كمصدر ايراد اساسي ولا بد من توفير بدائل للدخل وعلى دول الخليج ان تضع تصورات مستقبلية محتملة وتضع خطط استراتيجية محددة حتى تضمن ليس فقط استمرار وجودها على خريطة العالم وانما ان تلعب دورا فاعلا في الاقتصاد العالمي في المستقبل وذلك لا يتم بالتمنى وانما يتم بالتخطيط ثم بتبني السياسات والإجراءات الثورية غير التقليدية التي تحقق هذه الاهداف .

*