عرض مشاركة واحدة
قديم 08-02-2016, 01:17 PM
المشاركة 29
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الاستاذ يزيد الخالد
مهما قيل فان العوامل التي تجمع العرب اقوى بكثير من العوامل التي تفرقهم. واذا ما قارنا وضع العرب مع اوروبا نجد ان العوامل المشتركة لدى العرب اقوى بكثير من العوامل التي تجمع بين دول اوروبا الشرقية واوروبا الغربية سوى من حيث اللغة فهي هناك متعددة ولدى العرب لغة واحدة وان اختلفت اللهجات والدين كذلك ، وحتى من حيث الاقتصاد نجد اليونان واسبانيا تعتمد بشكل واسع على المساعادات الاوروبية ولولا خطة الانقاذ التي تبنتها اوروبا لانقاذ اليونان منذ مدة لافلست اليونان، وهناك دول افقر من اليونان وهي تلك التي كانت ضمن التجمع السوفيتي.

العرب يملكون كل العناصر والمؤهلات التي يمكن ان تجمعهم وحتى العامل الاقتصادي هو عنصر قوة وعلى الرغم مثلا ان السودان دولة فقيرة لكنها تمتلك من الامكانيات ما يجعلها سلة غذاء العالم وهذا يفتح المجال لنوع من التعاون بين الدول العربية الميسورة وتلك الفقيرة فبدلا من منح السودان مساعدات مالية او غذائية يمكن ان يتم تبني خطة تطوير زراعية تعود بالفائدة على السودان اولا وتستفيد منها الدول العربية فبدلا من استيراد القمح من استراليا يمكن تطوير زراعة القمح في السودان وكذلك في مصر وهناك دول عربية لديها كفاءات ادارية وعنصر بشري متعلم ومؤهل مهنيا اي انه هناك تكاملية يمكن ان تجعل الوحدة امرا ناجحا ويسيرا.

المشكلة في تصوري ليس له علاقة بالوقائع او بالوضع الاقتصادي لبعض الدول والاختلافات العقائدية والانتماءات والخلفيات الاستعمارية وانما المشكلة تكمن في ان الرقيب الدولي صاحب النظام العالمي الجديد والبنك الدولي (اي بمعنى اخر القوى الاستعمارية وهي القوى العظمى ) لن يسمح بتطبيق هذه الخطة الوحدوية لانها ستهدد مصالحه وسوف ترى مثلا حتى خطة التطوير الاستراتيجي السعودية سوف تقاوم بشدة من قبل هذا الطرف الاستعماري فما بلك لو تم تبني طرح وحدوي عربي؟

لكن هناك امل وهو ان الشباب العربي الذي نبض قلبه وينبض بامل تحسين الاوضاع وقد وجد من وسائل الاتصالات الاجتماعي ما الغى المسافات بين بلدانه والغى الحدود سيكون له في المستقبل القريب راي اخر وسوف يكون قوة دفع نحو الوحدة والتكاملية الاقتصادية حتما متسحلا بوعيه وهمة الشباب، ومتجاوزا لكل المعيقات التقليدية التي ظل الاستعمار قادر على فرضها لكنها ستذوب بقوة الوعي الشبابي العربي حتما.

ان مسالة بقاء العرب survival مسالة يجب ان تدفع الناس لتجاوز كل الخلافات والعوامل المعيقة للوحدة التي تؤدي الي امتلاك القوة الرادعة الكفيلة بحماية العرب وضمان استمراريتهم.

واذا ما فشل العرب في تحقيق ذلك قريبا مهما كانت الاختلافات والصعوبات والتي سوف يظل هناك محاولات لتكريسها وابرازها لمنع الوحدة فأقرأ عليهم السلام يا صديقي.

فلا يمكن لامة لا تمتلك عناصر القوة الرادعة ان تتمكن من الحفاظ على نفسها في ظل تزايد الاطماع الخارجية .