الموضوع
:
أنين النخيل .. !
عرض مشاركة واحدة
06-04-2016, 03:47 PM
المشاركة
10
جليلة ماجد
كاتبة وأديبـة إماراتيـة
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 3
تاريخ الإنضمام :
Jul 2005
رقم العضوية :
389
المشاركات:
3,016
4 - إعصار فيه نار !
لم يزرنا مطر ...
جاءت ريح صرصر عاتية ..
أثارت التراب في الأفواه ...
و خنقت الصدور و العيون ...
اختبأ الجميع في بيوتهم الطينية القديمة ...
التي لا تقي البرد و لا تخفف الحر ...
و من شقوقها تحفر الرياح سبلها ...
-يا لها من رياح ! سيف ... يا سيف .. !
نعم .. إنها أم الحسن تبحث عن المبروك ...
تسأل الخدم و الزوجات و لا ترى سيفا ... !
بحثت في كل الغرف و المخادع و المرافق ...
و لا أثر للمبروك كأنه سراب ...
ركضت إلى باب القصر فرأت الحارس يغط في نوم عميق ...
رفسته بقدمها الضئيلة .. فلم يتحرك ..
جلدته بعصاها بقام غضبانا أسفا ..
-يا مهبول أنت حارس ! حارس !
-يا إلهي ماذا حدث ؟
لقد هرب المبروك.. بالتأكيد فلا أثر له في المنزل ..
اللعنة عليك .. اللعنة عليك ألف مرة .. سأخبر الشيخ بتهدلك في عملك يا أحمق !
ينهار الحارس على قدمي أم الحسن تقبيلا و هو يتوسل ...
-أرجوك يا سيدتي دعيني أبحث معك و سنجد الشيخ الصغير أرجوك .. ربي يبارك في الحسن ابنك أرجوك ..!
اهتزت ما إن سمعت اسم المحبوب و لانت و وافقا باهتزازة من رأسها ... ففرك الحارس وجهه بين قدميها و هو يشكر و يعد و يحلف !
ريح شديدة تكاد تحملهما معا و هما يناديان المبروك ...
الدوامات الصغيرة الرملية تملأ المكان ...
-تبا لك .. هاهو كويل الجن * سيختطفنا ... و لن يعرف بشري مكاننا !
-أعتذر يا سيدتي .. أنا آسف فعلا !
هناك رائحة بهار .. و رنة خلخال حادة.. !
يسمعون صراخ المبروك و ضحكات أنثوية صاخبة .. يسرع الحارس يلحق الصوت و يقف متسمرا أمام ما يراه !
-ما بالك يا أحمق! لم أنت متخشب كنخلة ميتة ؟
أزاحت جسده الضخم و رأت حسناء بكل جمالها و فتنتها ترقص مع المبروك حول النخلة الكبيرة بنشيد لا أرضي .. و شعرها يطير مع الريح كإعصار ناري مخيف .. و المبروك مفتون بالحسن و هو يردد أهازيجها الغريبة ...
* كويل الجن :الدوامات الهوائية المحملة بالأتربة
~ يتبع ~
رد مع الإقتباس