عرض مشاركة واحدة
قديم 08-07-2010, 11:52 AM
المشاركة 172
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: دراسة احصائية عن اليتم والشخصيات الخالدة
خلاصة تحليل الدراسة الإحصائية لهذه الفئة العمرية اليتم خلال السنة ( 16 عام) :
يتضح من دراسة حياة الأيتام من هذه الفئة العمرية ( اليتم خلال السن 16) بأن الفجيعة في هذه السن تؤدي إلى عبقرية في مجالين مختلفين وهما الاختراع الفذ والقيادة الفذة.
نجد مثلا أن نيكولاس اوتو أصبح من أعظم العلماء الألمان وقد تمكن هذا العالم من اختراع آلة الاحتراق الداخلي ذات الأربع نقلات. والتي أصبحت نموذجا لمئات ملايين السيارات وتم لاحقا استخدامها في كل الآلات تقريبا وكانت ضرورية لاختراع الطائرات.
وقد تمكن نيكولاس من ابتداع هذه الوسيلة بينما فشلت كل المحاولات قبله. وقد تميز اختراعه بخفة الوزن والسرعة. وقد ظل 99% من السيارات التي اخترعت في القرن التاسع عشر تعتمد على نظرية اوتو. وعلى الرغم أن اتو عمل بقالا وكاتبا لكنه أدرك بأن آلة الاحتراق الداخلي يمكن استخدامها في مجالات كثيرة وسعى لذلك وتحقق له ما أراد رغم أن الدوائر المختصة رفضت تسجيل هذا الاختراع.
ولكن اتو لم ييأس بسبب الفشل في تسجيل آلته وظل يعمل من اجل تطوير طراز جديد لآلة تعمل بدورة أربع نقلات. وقد اشترك لاحقا في بناء مصنع لهذه الآلات. وقد فازت هذه الآلة سنة 1862 بميديلة ذهبية بالمعرض الدولي بباريس.
وقد مضى اتو في تطوير الاحتراق الداخلي وسهام في بناء مصانع للسيارات وعندما توفي كان من بين أغنى الأغنياء في ألمانيا.
وقد تمكن بعض المهندسين لاحقا من تطوير آلة الاحتراق لتدور بسرعة 700 دورة في الدقيقة بينما كانت آلة اتو تدور بسرعة 180 لفة فقط.
كل هذا يشير إلى أن دور اتو كان أساسيا في اختراع السيارة ولولاه لتأخر اختراع السيارة والطائرة ولذلك يعتبر هذا العالم واحدا من الذين صنعوا العالم الحديث وهو حتما عبقريا مبدعا خالدا.
ويتضح أيضا أن اليتم في هذه السن يؤدي إلى العبقرية في مجال " القيادة" والأمثلة من بين أفراد هذه العينة هنا هما لينين ونابليون .
فقد كان لينين قائدا ثوريا عظيما، وكان المسئول الأول عن قيام الشيوعية في روسيا. وقد أصبح وهو في سن الثالثة والعشرين ماركسيا متحمسا.
وقد اعتقل وهو شاب لنشاطه الثوري وأمضى في السجن 14 شهرا كما انه نفي إلى سيبيريا وهناك تزوج زميلة ثورية.
كان له أثرا عميقا على الكثير من البلاد ولذلك يعتبر من اخطر الرجال أثرا في التاريخ..وقد انصرف لينين إلى ممارسة العمل الثوري واصدر كتابه عام 1899 بعنوان " تطور الرأسمالية في روسيا".
انتقل بعد انتهاء مدة نفيه من سيبيريا إلى أوروبا واصدر صحيفة تنطق باسم الاشتراكية، كما عمل على نشر الكتب المتعلقة بالعمل الثوري.
كان احد النشيطين في الحزب الاشتراكي الاجتماعي وتزعم عام 1903 الحزب البلشفي، كما تم اختياره لزعامة حزب العمل الاشتراكي الاجتماعي عام 1906 وانتقل إلى العيش في فلندا لدواعي أمنية.
شارك في اجتماعات الاشتراكيين في شتى أنحاء أوروبا وعاد إلى روسيا بعد الإطاحة بالقيصر عام 1917 حيث أصبح من القادة المرموقين للحركة البلشفية.
اصدر صحيفة ( برافدا ) وبعد الثورة العمالية الفاشلة من ذلك العام هاجر مرة أخرى إلى فلندا، ثم عاود الرجوع إلى روسيا مدججا بالسلاح وقاد ثورة ضد الحكومة البلشفية.
عقد معاهدة سلام مع ألمانيا إلا أن المفاوضين الروس لم يمتثلوا لأوامر لينين وكانت النتيجة أن خسرت روسيا الكثير من أراضيها الغربية وقد نجى من محاولة اغتيال عام 1918 لكنه مات بعد بعض سنوات متأثرا بجروح تلك المحاولة.
تمثل فكر لينين في تصدير الثورة إلى غرب أوروبا. وفي الداخل عمد لينين إلى إدخال إصلاحات تشجع الأعمال الزراعية والصناعية الصغيرة لكن إصلاحاته واجهت مصاعب بسبب ثورة البحارة...وتوفي عام 1924.
أما نابليون فقد كان هو أيضا قائدا دكتاتوريا كرزميا عظيما. وكان في بداية حياته وطنيا متطرفا وكان يرى أن الفرنسيين احتلوا بلاده. ولكن والده أرسله ليتعلم في الكلية العسكرية في فرنسا وتخرج منها برتبة ملازم وقد كان قائد المدفعية حينما حاصر الفرنسيون مدينة تولون واستردوها من بريطانيا فكانت هذه المشاركة فرصة مهمة له وتحول عن وطنيته ليصبح فرنسيا مخلصا.
لفتت براعته في حرب القوات البريطانية الانتباه له وتم ترقيته إلى رتبة أعلى ليصبح قائدا للجيش الفرنسي في ايطاليا حيث أحرز انتصارات عسكرية باهرة وعاد إلى باريس بطلا.
وفي عام 1798 قام بحملته الشهيرة على مصر وكانت هذه الحملة كارثية فقد انتصرت قواته البرية ولكن الأسطول البريطاني احرق الأسطول الفرنسي.
في عام 1799 عاد إلى فرنسا وهناك وجد أن الفرنسيين ما يزالون يذكرون انتصاراته العسكرية وشارك في انقلاب عسكري وأدى هذا الانقلاب إلى حكومة جديدة.
صدر على زمانه دستور جديد لكن هذا الدستور كان عطاء للحكم الدكتاتوري الذي أراده نابليون وسرعان ما تفوق على جميع خصومه وارتقى بسرعة خارقة إلى السلطة وخلال ستة سنوات من مشاركته في معركة مدينة تولون أصبح نابليون حاكما دون منازع وظل كذلك 14 عاما.
هو أيضا أجرى خلال حكمه إصلاحات جوهرية في فرنسا وفي النظام التشريعي بصفة خاصة وأصلح النظام المالي القضائي وانشأ بنك فرنسا وجامعة فرنسا، وجعل الإدارة مركزية. وكان لهذه الإصلاحات أثرا قويا في فرنسا بينما كان للدستور الذي اقره أثرا عالميا ضخما حيث احتوى واختصر ذلك الدستور كل مبادئ الثورة الفرنسية ونص على أن الناس جميعا متساوون بغض النظر عن المولد والعنصر والجنس. وكان نابليون يؤكد بأنه حامي الثورة الفرنسية وعلى الرغم من ذلك فقد نصب نفسه إمبراطورا عام 1804 على فرنسا وجعل ثلاثة من إخوته ملوكا على عروش ثلاث دول أوروبية. وقد أثارت هذه القرارات غضب كثير من أنصار الجمهورية الفرنسية الذين رأوا أن نابليون قد خان الثورة الفرنسية. لكن المشاكل الخطيرة التي واجهت نابليون جاءت من معاركه الضارية مع القوات الأجنبية. وقد دخل نابليون في معارك عديدة مع بريطانيا وغيرها من الدول ورغم انه انتصر في عدة معارك برية لكن الأسطول البريطاني سحق الأسطول الفرنسي في معركة الطرف الأغر فأصبحت سيطرة بريطانيا على البحار مطلقة. ولم تعوضه انتصارات بريه لاحقه عن تلك الهزيمة ودخل عام 1818 حيث دفعته حماقته لذلك في معارك طويلة مع اسبانيا أدت إلى انشغال الجيش الفرنسي لمدة طويلة لكن اكبر أخطاؤه كانت عندما هاجم روسيا وقد هزم هناك شر هزيمة رغم أن الجيش الروسي لم يدخل أي قتال ولكنه اعتمد سياسة الأرض المحروقة وراح ينسحب أمامه. وقد انتهزت دول أوروبا خسارة نابليون الناهضة في روسيا وسعت للتخلص من الاحتلال الفرنسي. وهزم نابليون في معركة ليبزج عام 1813 واستقال في العام التالي ونفي إلى جزيرة البا بالقرب من الشاطئ الايطالي لكنه تمكن من الهرب وعاد إلى فرنسا حيث استقبله الشعب الفرنسي بحفاوة عظيمة واستعاد نابليون قوته لكن الدول الأوروبية أعلنت الحرب عليه وبعد 100 يوم من حكمه لقي هزيمته النهائية في معركة واترلو وبعد هذه المعركة سحنه الانجليز في جزيرة سانت هيلانه وتوفي عام 1821 بمرض السرطان.
كان نابليون عبقري في التكتيك الحربي وليس له نظير في ذلك في التاريخ. وكان دون مبالغة أعظم قائد عسكري في التاريخ. لكنه ارتكب أخطاء إستراتيجية في الحرب. فقد هزم هو أخيرا بينما لم يهزم قادة مثل الاسكندر الأكبر وتيمورلنك وجنكيزخان أبدا وقد أدت هزيمته إلى خسارة فرنسا أرضا كثيرة وقد قارنه البعض بهتلر كونه مغرور ومصاب بجنون العظمة. ولكن هناك فرق هائل بين الرجلين فقد كان هتلر مدفوعا بفلسفة عنيفة لكن نابليون كان انتهازيا طموحا. ولم يرتكب نابليون أي جرائم بحق البشرية تقارن بما ارتكبه هتلر. لكن اثر نابليون كان عظيما رغم انه اقل من اثر هتلر.
هذا وقد احدث نابليون تغيرات كبيرة في الإدارة الفرنسية ويقال أن عهده هو الذي دعم مبادئ الثورة الفرنسية ومن أهم أعماله انه باع قطعة من الأرض إلى الولايات المتحدة وعرفت هذه العملية بصفقة لويزيانا. وهي اكبر عملية بيع ارض عرفها الإنسان وما كان احد يجرؤ على اتخاذ قرار بيع تلك الأرض سوى نابليون.

يتبع،،،،