الموضوع
:
[ " وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ " ................. ]
عرض مشاركة واحدة
09-16-2010, 04:06 AM
المشاركة
36
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Dec 2009
رقم العضوية :
8249
المشاركات:
29,962
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد
(ا
لاستعاذة
)
-------------------------------------
إن الآيات القرآنية تدعو الإنسان إلى أن يتخذ الشيطان عدوا ، {
إنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا
}..
وهذه المواجهة لأمرين :
أولاً
:
حالة نفسية
..
إن الإنسان بطبعه يعادي من يعاديه، فهذه طبيعة الإنسان أنه يواجه العداوة بعداوة ..
ثانياً
:
دفعاً للضرر
..
فالعدو : تارة يكون عدوا مسالما ، لا يريد بك كيدا ، ولا يريد أن يوصل لك ضررا ؛ فهذا عدو مسلوب التأثير ..
وتارة العكس !.. أما الشيطان ، فإنه من الأعداء الذين لهم موقف باطني ، وموقف نفسي من بني آدم ..
وذلك لعدة أسباب ، منها :
- العداوة التاريخية :
إن هناك عداوة موروثة من عداوته لأبينا آدم (عليهِ السلام ) ؛ لأن الله – عز وجل - فضله عليه ، وأمره بالسجود له ..
فإبليس حسد آدم (عليهِ ) ؛ على سجوده لله عز وجل (
إنّ العبد إذا سجد ، فأطال السجود ، نادى إبليس : يا ويله !.. أطاع وعصيتُ ، وسجد وأبيتُ
) ..
فإذن ، إن هناك عداوة تاريخية .
- العداوة اليومية :
هناك أيضا عداوة أخرى وهي إيماننا وطاعتنا نحن ؛ أي هناك عداوة يومية لنا جميعا .. والمرء كلما زاد إيمانا وتألقا ، وإصرارا على السير في طريق رب العالمين ؛ كلما كثف الشيطان جهوده في صده عن السبيل .
إن الشيطان له مكائده لعامة الناس ، ولكن للخواص من الناس أيضا له مكائد متناسبة مع درجاتهم ..
ومسألة مواجهة كيده من أعقد مسائل المواجهة ، وذلك لأن هذا العدو اللدود ، يجمع بين ( خاءات ) ثلاث :
ا
لخبرة
:
تلك الخبرة العريقة في عملية الإغواء منذ آلاف السنين ، والتي شملت محاولات التعرض لمسيرة الأنبياء والمرسلين (عليهم السلام ) وإن باءت بالفشل بالنسبة لهم ..
فمن الطبيعي أن الإنسان أمام هذا الموجود الذي عداوته عريقة وعميقة، وأساليب كيده متنوعة؛ أن يصاب للوهلة الأولى باليأس والإحباط ، ويقول :
أنا أين وقوة هذا العدو أين؟ ..
الخفاء
:
فهو يرانا من حيث لا نراه ، قال تعالى في كتابه الكريم :
{
إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ
} ..
الخبث
:
إنه يعرف المداخل .. فربما نسي الإنسان هفواته ما قبل البلوغ ، وما بعد البلوغ .. ولكن الشيطان منذ اللحظة التي ولد فيها الإنسان وهو معه وهو قرينه ، ويعرف نقاط ضعفه ..
ولهذا - والله العالم - من حكمة الأذان والإقامة في أذن المولود ، من باب دفع الشيطان عن هذا الوليد ..
فيكفي أن نعرف من بعض الروايات :
(
الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم في العروق
) .
فإذن ، إن المعادلة غير متكافئة، والمعركة خاسرة ..
ولكن الذي يقوي جبهة المؤمن : ثقته بالله عز وجل ، واستعاذته الدائمة ..
{
إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا
}
إن كيد الشيطان في حد نفسه قوي جدا، ولكن أيضا القرآن يصفه بالضعف ، لأن الذي يدفع شره عن الإنسان ، هو الذي خلقه ..
لا ننسى أن الشيطان مخلوق لله عز وجل، وناصيته بيد الله عز وجل؛ فيكفي أن ينهاه ويأمره بعدم الاقتراب من هذا الإنسان المؤمن ، الذي يكثر الاستعاذة بالله عز وجل .
إن الاستعاذة حركة قلبية قبل أن تكون حركة لسانية :
فيها خوف، وفيها أمل ، وفيها فرار ، وفيها التجاء ..
كل هذه المعاني إذا اجتمعت في قلب إنسان ، يصدق عليه بأنه إنسان مستعيذ ..
والله - عز وجل - في عون عبده الذي يكثر من الالتجاء به ، خاصة قبل الأعمال الصالحة ، مثلا :
قبل أن يقرأ القرآن الكريم {
فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ
} ، وقبل كل عمل ذي بال المؤمن يسمي ويستعيذ بالله عز وجل ، ليسلم من
كيده ، وهمزه، ولمزه ، ووسوسته ..
عن الرسول الأكرم ( صلى الله عليهِ و آلهِ و سلم ) :
(
كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله؛ فهو أبتر
) .
منقول
16 / 9 / 2010
رد مع الإقتباس