عرض مشاركة واحدة
قديم 04-12-2016, 12:47 PM
المشاركة 244
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
من التعقيبات السكوت في المصلى ساعة من الزمن: لا يصلي نافلة، ولا يقرأ دعاء، ولا يتلو قرآنا.. إنما يفكر في عظمة الله، وفي ضعف الإنسان، وفي قلة حيلته.. فهذه الحالة تعتبر من ضمن التعقيبات، يا له من فوز!.. والمصلي يكتب مصليا مادام معقبا، ورد في رواية: (من عقب في صلاته، فهو في صلاة)، وفي خبر: (التعقيب أبلغ في طلب الرزق، من الضرب في البلاد).. ومن التعقيب التفكر، فيا يا لها من صلاة طويلة، ولكن من دون معاناة!..
إن التفكر في عظمة الله، والبكاء من خشية الله عزَ وجل، يعتبر من التعقيبات.. ولكن قد يجلس الإنسان في المصلى، لا يذكر ولا يدعو ولا يتلو، ولا يتفكر في عظمة الله عز وجل.. إنما يراجع الأعمال التي قام بها خلال الأسبوع الذي مضى، ليرى ما الذي استفاده من تلك الأعمال لآخرته!.. هل تتجاوز: الأكل، والشرب، والذهاب إلى الوظيفة، والجلوس مع الزوجة والأولاد؟.. {مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ}، ما هو الباقي في رصيد الأعمال؟.. إن الحياة نسخة مكررة، إذا لم يحدث الإنسان تغييرا في حياته.. مثل الورقة التي في جهاز الاستنساخ، إذا لم يتم استبدالها، فإنه سيخرج كل يوم من هذا الجهاز نسخة طبق الأصل عن تلك الورقة.. وكذلك الحياة: إن لم تغير هذهِ الورقة، فالحياةُ هي الحياة.. أحدهم يبلغ من العمر ستين سنة، وصلاتهُ ساعة الاحتضار، أو يوم الوفاة؛ كصلاتهُ في أول يومٍ من البلوغ، حتى بأخطائها الفقهية المتعارفة: وضوء باطل، أو تلاوة باطلة، أو صلاة باطلة.. في أول يوم من البلوغ كانَ معذوراً لجهله، أما بعدَ ستين سنة، فما هو العذر؟!.. قد يحسن صلاته، وتصبح تلاوته كتلاوة القراء المعروفين، ولكن أين الخشوع في الصلاة؟.. وعليه، فإن الجوهر لم يتغير.. فإذن الجلوس في المصلى، والتأمل فيما يغير مجرى الحياة؛ هذهِ من أعظم القربات إلى الله -عز وجل.

************************************************** **********************
حميد
عاشق العراق
12 - 4 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي