الذكريات المجتثة
شعر عمر ابو غريبة
خلا من الأهلِ أم ذا الطرْفُ غيرُ جَلي
بكتْ أضالعُ أطلالٌ على طَلَلِ
أفرُّ مختنقاً من عبرتي جهشاً
ولا مناصةَ للغرقى من البللِ
وأُرغمُ الخدَّ فوق الرملِ منتشِقاً
فلا يضوعُ شذىً من ذلك الرمَلِ
وأُلصق الأذن بالجدرانِ منتصتاً
فلا يرنُّ صدىً من حائطٍ عَطِلِ
بانوا فلم يتركوا لي من أثارتِهم
في الربعِ غيرَ الأسى والسالفِ الخضِلِ
كالموتِ إنْ حلَّ لم يستبقِ من رمقٍ
في صفحتَيْ جسدٍ أوفى على الأجلِ
وذكرياتٍ هوتْ في النفسِ قابعةً
لا شيءَ هيَّجها في الواقعِ المحِلِ
غريبةً خبطتْ أطيافُها وسرتْ
خبطَ العُصاةِ أضاعوا العمرَ في ضلَلِ
قسا الحبيبُ فما جادت نسائمُه
بنفحةٍ علقتْ في إثْرِ مرتَحَلِ
تصرَّم الحبلُ وانْبتّتْ وشائجُه
كأنما لم يصِدْ قلباً ولم يصِلِ
واجتّثّت الذكرياتُ البيضُ من جُذُرٍ
فاصفرَّ طيفٌ حبا في شاشةِ المقلِ
علامَ أبكي وقد أنكرتُ قصتَه
هذي بمجهولِ سنْدٍ غيرِ متصلِ
حتى اسمُه مهمَلٌ تحتاج أحرُفُه
لنقطةٍ ربما في أسفلٍ وعلِ
ففيم حزني وهذا الوجهُ أجهله
فإنما محضُ حلمٍ عابرٍ سُبُلي
مَن شاقني شخصُه حتى يلوّعَني
ومَن فقدتُ لكي أشكو من الثكُلِ
إليك يا أيها المجتثُّ وردتَه
وما أنادي سوى ماضٍ من الأزلِ
فهل ترى فيَّ تلْماً يرتجي غَرَساً
هذا فؤادي كقاعٍ صفصفٍ وخلي
قد عاد صحراءَ ما دِيستْ مفاوزُها
ولا نما في رُباها واعدُ الأملِ
يا صفحةً طُمستْ من سفرِ ذاكرتي
فكيف أُكملها في سفْرِ مقتبَلي
..........
تنهنه القلبُ وانداحتْ عواطفُه
في صفحةٍ لمعتْ من خاطرٍ جذِلِ
بخطوةٍ في طريقِ العِتقِ واثقةٍ
أغادر الطللَ البالي ومعتقَلي