الموضوع
:
البحر
عرض مشاركة واحدة
احصائيات
الردود
6
المشاهدات
6291
محمد محمد أبو كشك
من آل منابر ثقافية
المشاركات
26
+
التقييم
0.01
تاريخ التسجيل
Sep 2014
الاقامة
مصر الكنانة
رقم العضوية
13167
03-26-2016, 05:35 PM
المشاركة
1
03-26-2016, 05:35 PM
المشاركة
1
Tweet
البحر
وكأنما للبحر يوم صفائهِ **صوت كصوت البلبل المتغرِّد
وكأنما النسمات منه إذا صفا **جاءتْ بعطر المربع المتورِّدِ
والشمس لما صافحته بدا له**برقٌ كبرقِ قلائدٍ من عسجدِ
وحبائكُ الأمواج مثل سبائكٍ ** تسبي عيون الرامق المترصِّد
وله إذا ما الريح هزَّ جناحَهُ ** صوتٌ كزمزمةِ السَّحاب الْمُرْعِدِ
أمواجه تغدو تروح كأنَّها ** في أمرها كالحائر المتردِّدِ
ولقد ركبتُ البحر يصرخُ موجُهُ** ويثور مثل الثائر المتمرِّدِ
فجعلتُ أستلُّ الشراعَ كأنَّه **لـمَّا بدا في الجو نصلُ مهنَّدِ
يهتز حولي تارة وكأنه** طيف بدا ما بيني أمسي أو غدي
فإذا انثنى نحو الأمام رأيتني ** نحو الأمام أكاد أبلغ مقصدي
وإذا ارتمى للخلف خلت كأنني ** أرجو التقهقر في عجاج أربد
لكن لي مهما تقهقر أو مضى ** مجدافيَ البتار يصرخ في يدي
ويعود نحوي ذا الشراع مداعبا ** وجهي بمسحٍ ناعم متودد
ولقد تركت له العنان فلم يزل **يعدو على الأمواج عدو الأجرد
فتراه ناحية اليمين وتارة نحو الشمال وتارة لا يهتدي
حتى تبدَّت للعيون جزيرةٌ **خضراءُ وارفةٌ بنبتٍ أغيدِ
فهبطتها والغيث باكر أرضها **فجرت جداولها بماء أبردِ
وكأنها مثل الخيوط تشابكت ** وتجمعت مثل الأصابع في اليد
فالروض ألوان لطلع أغيد** والأفق ملآن بفيض مزبد
والأفق بان القوس فيه كأنه**قوس الكمي الباسل المتقلد
فبدا بألوان الطيوف ملوَّنا ** طربا أمام العارض المتلبد
حتى إذا ما الغيث قرَّ رأيته ** ولَّى كما سرب القطا المتبدد
أبــــــــــو الحســــــــين
رد مع الإقتباس