عرض مشاركة واحدة
قديم 03-25-2016, 10:10 PM
المشاركة 15
عمرو مصطفى
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

(10)

في اللحظات التالية كانت شعوب العالم الصفراء والخضراء والزرقاء تشاهد بثاً حياً ومباشراً للمذابح المروعة التي أحدثها شعبنا (الدموي!!) في صفوف الظلاميين (المساكين!)... وما بقي حياً منهم كان يظهر على الشاشات باكياً مستغيثاً بقوى العالم الرحيمة .. أرجوكم .. أنقذونا من جحيم إخواننا .. واحداً من هؤلاء ظهر يحمل لافتة كتب عليها بلغة بنى الأصفر .. " لا للاضطهاد ".." لا للمحارق " .. "لا للسلطة الغاشمة ".. وحينما سأله المراسل عن سر الدماء التي تسيل من شدقيه قال بكل أسى أن أحد قاذفي اللهب نفدت أنابيبه فقرر أن يوسعه ركلاً بدلاً من شيه حياً .. وهذا طبعاً من حسن حظه.. وطبعاً أخذ يكشف للكاميرات عن مواضع الضرب والركل في مؤخرته.. واستفاد المشاهدون معلومة أن الظلامي حينما تركله في مؤخرته يسيل الدم من بين شدقيه.. هذا يحدث.. ويجد من يصدقه..
جثث الظلاميين المتناثرة .. على مساحات شاسعة توجع القلب فإلى متى تستمر حملة الإبادة الجماعية العرقية لتلك الكائنات الظلامية الوادعة !.. وإلى متى الصمت الشعوبي العالمي على تلك المجازر!
هنا يخرج المتحدث الرسمي للشعب الأصفر ليعلن أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي أمام إبادة شعب كامل لا يريد سوى حقه في الحياة .. دموع كثيرة سالت عبر العالم وانحدرت عبر جبال المشاعر لتستقر في وديان الضمائر المتوهجة مكونة نهراً ثائراً من الغضب الجامح .
انقلبت موازيين الأمور.. ببضع كاميرات وحفنة محطات بث فضائي أغرقت العالم في بحر من الترهات والأكاذيب .. هذه كانت أدوات نوسام والكارت الرابح والأخير لقلب الأمور شعوبياً ويبدو أنه قد نجح .. لقد صار العالم في واد .. وشعبنا المكافح المناضل ضد الظلاميين في وادٍ أخر ....
نست شعوب العالم حقيقة الظلاميين التي تعمد أحدهم إخفائها.. ونست تصريحات سابقة لسيد الشعب الأصفر.. يوم استولى الظلاميون على غرب المدينة..
" إننا نشعر بالقلق لما يحدث .. استيلاء الظلاميون على مقدرات شعب عريق مثل الشعب الأسمر شيء محزن .."
(وما كان للشعب الأصفر مرهف الحس !! أن يترك شعبنا المسكين لحفنة من الظلاميين ! )
وكما قلنا ونكرر : النسيان هو أفة الشعوب .. وإن كان النسيان أفة شعبنا اللاإرادية .. فهي عند كثير من الشعوب الأخرى .. أفة متعمدة مع سبق الإصرار والترصد ..
وهكذا وجد نادر وزمرته أنفسهم أمام معركة من نوع أخر...
معركة إعلامية ...
وكان لابد من صد تلك الهجمة الشرسة بأخرى مماثلة.. كاشفة فاضحة ..
ـ " دكتور العوادلي .. هذا وقتك .."
تلعثم كعادته ورمش بعينيه عدة مرات مستفهماً .. أشار له نادر إلى مبنى البث الشعبي قائلاً بنبره صارمة :
ـ " حان الوقت كي تظهر للعالم حقيقة المواجهة أنت رجل لك كلمة مسموعة ورأي راجح عند بنى الأصفر..."
ـ "حـ .. حقاً ..."
اضطر العوادلي أن يخرج أمام الشاشات ليعلن للعالم أن شعبنا الأسمر في مواجهة دامية مع قوى الشر والخراب ... لكنه لم ينس أن يدفع ب(إسفين) من (أسافينه) حتى لا يطير نوسام عنقه.. وهو أن على كلا الطائفتين المتقاتلين أن تعودا للحوار فبدت عبارته كالأفعى التي تأكل ذيلها ...... وحينما أنهى لقائه اقترب منه نادر وقال في مقت :
ـ " أي حوار يا دكتور ..؟"
وكور جلال قبضته لكن أصابع نادر أطبقت على ساعده ليهدأ ..
وتكلم العوادلي :
ـ " لا توجد حرب للأبد .. لابد أن نجلس للتفاوض .."
ـ " مع قوى الظلام.."
ـ " بعضهم فقط .. الباقون غلابه .. أي والله! ..."

***

البقية الباقية عادت إلى الفجوات والكهوف.. كانوا بحاجة لإعادة تنظيم لصفوفهم المهترئة..
قام دشرم بحشدهم وبدون تفاصيل (فالتفاصيل لا تقدم لعامة الظلاميين) خرج بهم إلى حيث قاع المدينة واحتشدوا هنالك حول الخرائب... تتبعهم كاميرات الإعلام الشعوبي تصور ما يجري لحظة بلحظة .. هذا شعب حضاري يتظاهر ويعتصم كما تفعل الشعوب المتحضرة !!.. وفي لقاء مع قناة شعوبية قال دشرم بعد أن سكب عبرتين :
ـ " لقد خطفوا ابني الوحيد يسرم ... لم نكن نعلم أن الأمور ستصل إلى هذا الحد حرقونا وقلنا لنا الله .. لكن تصل إلى الخطف .. هذا لا يحتمل !! "
وخلفه خفقت اللافتات التي تظهر صورة معبرة للمدعو يسرم وهو يبتسم في براءة مفزعة وعلت الأصوات بالصراخ والنحيب .. نريد يسرم .. فليفرجوا عن يسرم ... واستدار مراسل القناة ليختم اللقاء بكلمة مفحمة :
ـ " مسلسل الخطف.. إلى أين ؟...."
لم يتخيل شعبنا المناضل أن تكون المعركة بهذا الانحطاط ... وأن يصل الظلاميون مرة أخرى إلى السطح ويعتصموا في قاع المدينة تحميهم ترسانة إعلامية كاملة .. الاستمرار في مواجهة الظلاميين يعني شيء واحد ... التدخل من الشعوب الأخرى في شؤننا .... والبقاء يعني استفحال أمر الظلاميين مرة أخرى .. طريقين أحلاهما مر....
وجاء اليوم الذي طلب فيه السيد المبجل نوسام اللقاء الرسمي مع المسئول الأول عن شعبنا حالياً.....
وسبب اللقاء : التباحث بشأن الأحداث الراهنة.. فنحن شعب مهم جداً لبني الأصفر .. فهم لن يناموا ملء جفونهم إلا بعد أن تستقر الأوضاع عندنا !!
كانت كل ذرة في جسد نادر تنتفض غضباً وحنقاً ... سيلقى بعد قليل في مقر الحكم ذلك الوغد السافل الذى يحرق الأرض من تحت أقدام شعبنا... سيلقاه وسيحدثه كما يحدث السفراء وهو الذى تمنى أن يلقاه في الميدان ... رجلاً لرجل ... كان نوسام رجل الحوار الأول المنتدب من قبل شعبه ...
وكان نادر جالساً في حجرة المكتب الخاصة بالمسئول الأول لكنه ظل محتفظاً بزي رجال السلطة المميز لا يخلعه.. سيقابل نوسام المتأنق هكذا .. وهكذا لابد أن يبدو المسئول الأول عن شعبنا ....
من حوله انتشر رجال السلطة وعلى رأسهم جلال .. رفضوا تركه مع نوسام بمفرده ..
ـ " السلام عليكم ..."
قالها نوسام وهو يدلف إلى مكتب المسئول الأول وعلى وجهه ابتسامة عريضة وقام نادر ليصافحه فكاد يخلع كفه لولا أن الأخر سحبها في خفة وعدل من ربطة عنقه قائلاً :
ـ " إنه لشرف أن ألقاك أيها البطل الشعبي... وإنني لأتساءل .. إذا كنا قد جئنا من أجل الحوار فلماذا أرى جيش السلطة معسكراً في مكتبك .."
نظر إليه نادر ملياً ثم عقد ساعديه أمام صدره وقال :
ـ " وإذا كنت قد جئت للحوار من أول يوم.. فلماذا جلبت معك فريق الضباع؟"
أغمض نوسام عيناً وفتح عيناً وهو يدقق في وجه نادر .. آها .. هذا الشاب لا يبدو كما يبدو .. مجرد شاب من هؤلاء المتحمسين الذين ينتهى بهم الحال على المشانق ... ومرة أخرى تتجسد أمامه ذكرى ذلك الوجه المرعب .. وجه رجل الأمن الأول الذى يعرف الكثير .. والذى قرر أن يختفى فجأة هو والمسئول الأكبر.... لكن ها هو ذا يظهر من جديد في صورة شابة تنبض بالحيوية.... كان كلاهما ينظر إلى الأخر نظرة حادة فاحصة مترقبة ...
وطال الصمت بينهما قبل أن يقول نوسام في برود :
ـ " الفريق ب فريق علمي بحت .. وعلى العموم أنا لم أحضرهم معي.. فلما الخوف إذن..."
نظر نادر في عيني نوسام مباشرة.. ما الذي يحول بينه وبين ذلك الوغد؟
على الرغم من قرب المسافة بينهما إلا أن نادر شعر أن بينه وبين غريمه مفاوز وقفار ... مفاوز وقفار سيعبرها يوماً لكن ..
ليس الأن ...
حاول نادر أن يبتسم في وجهه فبدا كأسد يكشر عن أنيابه..
ارتجف نوسام وهو يفكر.. ما الذى يمكن أن يفعله معه ذلك الشاب المتهور.. وسام كان عجوزاً حكيماً .. هذا الشاب قد لا يتسم بنفس حكمة سلفه.. فقط لو قدر له وخرج من هنا حياً فسوف ينسفه نسفاً ..
لكن قبل هذا.. عليه أن يجالسه جلسة دبلوماسية !

***
ـ " والآن ..."
قالها نادر وهو يلوح بكفيه في بساطة بمعنى أنه مصغي ... فتلاشت الأفكار السوداء من رأس نوسام وقرر أن يعود للواقع..
ـ " أعتقد أنني أتحدث إلى شخص لا يحتاج إلى مقدمات .. كلانا يفهم الأخر .."
هز نادر رأسه نافياً في بطء وقال في برود :
ـ " كان هذا فيما مضى ... اليوم.. كلا الشعبين يفهم الأخر.. لم تعد المعركة معركة أمنية تحدث وراء الكواليس ...."
رفع نوسام كفه معترضاً :
ـ " لا توجد بيننا إلا المصالح المشتركة يا سيد نادر .. شعبي حريص على استقرار شعبك لأن هناك مصالح وتبعات .. "
ـ " قلت أن كلانا يفهم الأخر ... لم تكن أبداً العلاقة بين شعبينا علاقة حميمية... إلا في الظاهر فقط .. والمصالح التي تدعيها هي مصلحة الشعب الأصفر فقط .. شعب استعماري أباً عن جد .. ويفترض في شعبنا أنه مستعمر أباً عن جد.. هذه هي العلاقة بكل بساطة يا سيد نوسام .."
ـ " هذا كلام رائع ينم عن روح ثورية بارعة .. لكنه لا يمت بصلة لما نحن بصدده .. أنتم في ورطة يا سيد نادر .. العنف الداخلي سيؤدى بكم إلى الانهيار ... لابد من العودة للحوار .. وكنت قد قطعت شوطاً جيداً في هذا في زمن سابق وحان الوقت للوساطة التي تتبرع بها قيادة شعبنا لحقن الدماء .."
ـ " هذا مخيب للآمال يا سيد نوسام.. تصورت أنكم ستقفون إلى جانب شعبنا في حربه للظلاميين "
ابتسم نوسام بركن فمه..
ـ " لا أمل لكم إلا بالحوار.. ساعتها سيكون لكم كل الدعم من شعبنا الأصفر"
أطرق نادر إلى الأرض ملياً ثم رفع رأسه وقال :
ـ " شعبنا لا يأمل إلا في الله ..."
رفع نوسام سبابته قائلاً في حماس :
ـ " ونحن أيضاً شعارنا.. في الله نثق...."
اقترب نادر بوجهه من نوسام واكتسى وجهه بصرامة أقلقت
الأخير :
ـ " لدي عرض أخر لكم يا سيد نوسام .. اتركوا شعبنا وشأنه ... شعبنا قادر على مواجهة مشاكله بنفسه دون وصاية من أحد .. شعبنا فهم من صديقه ومن عدوه.. في الداخل وفي الخارج.. ومن يفكر في الاعتداء على شبر واحد من أرضنا.. سنمحيه من فوق الأرض" خيم الصمت بعد عبارة نادر النارية.. وصداها يتردد في جنبات الغرفة.. حتى قطع نوسام حبل الصمت قائلاً :
ـ " لكنكم حتى الأن غارقون مع أعداء الداخل.... كما تفترضون .."
ـ " لا توجد حرب بلا خسائر ..."
ـ " الخسائر هذه المرة .. ليست ككل مرة ."
ـ " إنها كذلك لجميع الأطراف .."
ـ " العالم كله مشحون ضدكم .. هل ستواجهون العالم ؟"
ـ " العالم القديم الذي كان يدور في فلك واحد.. نعم.. أما العالم الجديد الذي سيبزغ نجمه في الأفق .. وإني لأراه بعين الخيال.. يحمل لنا الأمل في خوض معركة شبه متكافئة.."
فرك نوسام أذنه مفكراً ثم رفع حاجبيه قائلاً :
ـ " حسناً هناك طلب خاص من سلطة شعبنا ... هل يمكنني لقاء السيد يسرم.. بعض التطمينات على صحته وخلافه قد تهدئ الأوضاع .."
ـ " يسرم بصحة جيدة .. رغم أنه لا يتناول الدماء .. وستتم محاكمته علنياً أمام العالم بصفته قائد المذبحة التي جرت لشعبنا ... سيكون أول ظلامي يخضع لمحاكمة علنية بعد أن صار أول ظلامي يجري حوار مع العالم الخارجي .. وأنصحك أن تتابع المحاكمة جيداً يا سيد نوسام .. فستحمل لك مفاجئات أرجوا أن تكون سارة ..."
كان نادر يفهم أنه لن يفلح في استدراجه بكلمة.. ولن يبدى حتى أدني اضطراب أو قلق .. لكنه يعلم يقيناً أنه يغلي من داخله .. بعد أن وصلته كل الرسائل التي أراد هو أن يوصلها إليه.. جذب نوسام نفساً عميقاً وهو ينظر لنادر نظره خاوية ...
ـ " يؤسفني عدم استجابتكم لمناشدات شعبنا ... ليكن الله في عونكم فعلاً ..."
ومد يده مصافحاً وهو يستطرد :
ـ " احرص جيداً على حياة يسرم.. لا تدع أحداً يحرمه من محاكمة عادلة..."
وصافحه نادر ولم يرد .. لقد وصلته الرسالة الخاصة بحذافيرها .. وانتهى اللقاء التاريخي عند هذا الحد.. عاد نوسام إلى مقر قيادته في سفارة شعبه والتقى بالفريق ب لكنه يتبادل معهم أي حوار .. فقط تلقى اتصالاً من قيادة شعبه ويبدو أنه سمع مالا يرضيه ... أنهى الاتصال والتفت إلى رجال الفريق ب قائلاً :
ـ " يسرم لا يجب أن يحاكم ..."
قال ب ـ 1 :
ـ " نحن نحاول تحديد مكانه بالفعل ... لكن هل تعتقد أن هذا هو الكارت الوحيد .. "
قالها وهو يشير إلى شاشة مرئي في أقصى الحجرة .. كان هناك مؤتمراً صحفياً يعقده السيد سليمان .. مساعد السيد وسام رجل الأمن الأول سابقاً والمختفي حالياً..
وكان هذا يعنى أن ب ـ 1 صادقاً ... يسرم ليس الكارت الوحيد ...

***

أسئلة عديدة طرحت على السيد سليمان .. وجه قديم عاد للظهور وفي الوقت المناسب .. ماذا حدث للسيد وسام .. والمسئول السابق .. كان هذا هو السؤال الذى يتردد بأساليب مختلفة وطرق ملتوية .. لكن الإجابة كانت بأساليب مختلفة وطرق ملتوية : ليس الأن ..
فلاش .. فلاش .. همهمات .. ثم .. سؤال أخر :
ـ " أين كنت مختفياً الفترة الماضية ؟.."
ـ " اعتزلت الحياة الأمنية منذ اختفاء السيد وسام .."
ـ " وأين اختفى السيد وسام ..ومعه المسئول الأول ..؟"
ـ " لا أعرف تحديداً .. هل يعرف أحدكم ..؟ "
ـ " هل صحيح أنك تعاونت مع الظلاميين ؟.."
تزايد الصخب وضاع صوته وسط الهرج والمرج... هدوء .. هدوء يا سادة .. قام أحد الصحفيين الثائرين ووجه سؤال أشبه بالقذيفة :
ـ " أنت لم تكن مع السيد وسام حينما حاولوا اغتياله.. هل لهذا معنىً عندك؟ "
ابتسم سليمان قائلاً :
ـ " يعنى أنني كنت محظوظاً .."
عاد الضجيج مرة أخرى والمزيد من الفلاشات .. ورفع سليمان كفه مهدئاً :
ـ " أنا على استعداد لاحتمال المزيد ..."
تساءل نفس الصحفي :
ـ " هل كانت لك علاقة بالظلاميين؟.."
ـ " نعم.."
دوت الهمهمات المتفاجئة.. وأكمل السيد سليمان موضحاً وهو يبتسم:
ـ " علاقة الصياد بالطريدة.."
ـ " يقولون أنك تعاونت مع الظلاميين إبان سيطرتهم على غرب المدينة.."
ـ " يقولون!.. اعطني أسماء من فضلك أو اجلس واعطي فرصة لغيرك.."
جلس الصحفي بوجه أحمر.. وقامت صحفية وجهها لوحة سريالية من كثرة الأصباغ وصاحت بصوت حاد:
ـ " ما هي علاقة الظلاميين بالشعب الأصفر ؟"
هنا علاه الصمت لبرهة.. وتعلقت العيون بشفتيه التي انفرجت عن ابتسامة مقيتة.. :
ـ " علاقة الصنعة بالصانع .."

***

الشمس أجمل في بلادي من سواها والظلام..
حتى الظلام.. هناك أجمل فهو يحتضن الكنانة..