عرض مشاركة واحدة
قديم 08-07-2010, 11:39 AM
المشاركة 156
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: دراسة احصائية عن اليتم والشخصيات الخالدة
خلاصة تحليل البيانات الخاصة بهذه الفئة العمرية ( اليتم خلال السنة التاسعة)...
ان التدقيق في حياة وصفات وسمات هؤلاء العباقرة الأيتام من فئة من تيتموا في سن التاسعة وهما جنكيزخان وباخ تشير إلى أن اليتم في هذه السن ينتج عظماء في مجالات القيادة الاستثنائية أو الفن وتحديدا العبقرية في المجال الموسيقي.

فقد صنع يتم تيموجين المغولي ومجموعة الأحداث التي رافقت قتل والده ومنها سجنه وهو في سن التاسعة من تيموجين قياديا فذا له صفات وسمات القادة الاعجازيين بسبب ما حققه من انجازات لامته وشعبه.

فقد أصبح أقوى رجل في العالم وقد بدأت قوته من اللحظة التي فكر أن يفلت فيها من السجن ويقال أن من عثر عليه بعد هروبه من السجن ابلغه بأنه لن يسلمه لهم وأنهم يخافون منه لأنه يمتلك عيون براقة تشع .

لقد تمكن تيموجن من توحيد القبائل التي تقاتلت بعد مقتل أبيه، حتى أدرك الجميع انه قائد موهوب، وان مستقبل القبائل كلها أصبح بين بيديه.

وقد تمكن من توحيد القبائل بالشجاعة والجرأة والدبلوماسية، وأصبح زعيما لها جميعها. ...وعلى اثر ذلك اجمع زعماء قبائل المغول على تتويج تيموجين ملكا عليهم ولذلك أسموه جنكيزخان.. أي إمبراطور الدنيا.


لقد انتقل جنكيزخان بالحروب إلى خارج بلاده، وتمكن بذلك من إنهاء الحروب الأهلية وخاض معارك كبرى حيث احتل إمبراطورية فارس واحتل أفغانستان واتجهت جيوشه إلى روسيا.

وبقوة بصيرته ونفاذها اختار قبل وفاته ابنه الثالث اوجادي ليليه في الحكم، وقد ثبت انه كان حكيما في قراره في توريث هذا الابن، فقد اثبت ابنه انه قائد بارع فقد تمكن من توسيع فتوحات والده حيث استولى على روسيا والصين ودخلت جيوشه بولندا وألمانيا.

لقد كان جنكيزخان مؤسس اكبر إمبراطورية في التاريخ وقد كان أعظم أثرا من كل القادة الذين سجل التاريخ لهم صفحات من العظمة والعبقرية والجنون أمثال هتلر والاسكندر الأكبر ونابليون وقد كان أثره أعمق من كل هؤلاء... كما أن أثره استمر وقتا طويلا فكل من نابليون وهتلر هزم وهما علي قيد الحياة ولم يترك الاسكندر خليفة له رغم انه لم يهزم طوال حياته لكن جنكيزخان تمكن من أن يضمن استمرارية إمبراطوريته فقد تمكن أحفاده وأحفادهم أن يظلوا حكاما ممتازين وناجحين قرونا بعد وفاته..


وقد تمكن جنكيزخان بأن ينظم معاركه تنظيما ممتازا وقد كان أثره عظيما إلى الحد انه يقال بأن كل انجازات العظماء أمثال كولمبوس وسيمون بولفار وتوماس أديسون كان يمكن أن ينجزها أناس آخرون غيرهم، ولكن لو لم يولد جنكيزخان فأنه من المستبعد تماما أن يقوم واحد آخر بهذه الغزوات الواسعة وإقامة الإمبراطورية المغولية من كوريا إلى بولندا...


وبذلك يمكن القول انه كان واحدا من أعظم محركي التاريخ الإنساني على الإطلاق وله صفات قيادية فذة وحادة بكل ما في الكلمة من معنى.

أما يتم ( باخ ) فقد صنع منه موسيقارا عظيما وربما أن للعائلة المعروف عنها أنها كانت تحب الموسيقى أثرا في توجيهه إلى الموسيقى، كما اثر وضع جنكيزخان العائلي فيه وجعله قائدا عظيما حيث كان والده زعيم قبيلتيه وقتل في احد المعارك. وربما أن حاجة عائلة ( باخ ) المادية كانت عاملا مؤثرا إضافيا فقد كانت شديدة الفقر.

تزوج باخ ابنة عمه وعمل في أعمال كثيرة وأنجب سبعة أولاد ولكن زوجته الأولى توفيت بعد سبعة أعوام من زواجه بها وهو في الخامسة والثلاثين. وربما كان لذلك اثر إضافي على عبقريته، وقد تزوج مرة أخرى بعد سنة من وفاة زوجته الأولى وقد أضافت زوجته الجديدة 13 ولدا آخرين ولم يبق منهم جميعا سوى 9 فقط عاشوا بعد وفاة أبيهم...

وينظر إلى باخ على انه أول إنسان استطاع أن يؤلف بين الأساليب الموسيقية المختلفة في أوروبا الغربية كلها وقد تمكن من مزج التقاليد الموسيقية في ايطاليا وفرنسا وألمانيا .


اشتهر باخ على انه عازف اورغن من الدرجة الأولى وقد عمل مدرسا للموسيقى وحصل على وظيفة منشد في الكنيسة ولكنه لم يكن ذائع الصيت في زمانه بل انه ظل منسي حتى بعد وفاته بخمسين عاما.

ولم يكن بشهرة موتسارت أو بتهوفن الذين اشتهروا جميعا وهم أحياء ولم يتنبه أكثر الذين اشتغل عندهم إلى انه كان رجلا عبقريا وعندما أرادت الكنيسة أن تجد عازفا من الدرجة الأولى اختارت باخ، لأنه كذلك، ولكن لأنها حاولت أن تجذب رجلين آخرين ولم تفلح، فلم يكن أمامها سوى باخ، لكنه في المائة والخمسين عاما الماضية اعتبره النقاد والمؤرخون من أعظم الموسيقيين أن لم يكن أعظمهم جميعا.

لقد عرف عن باخ بأنه كان مؤلفا غزير الإنتاج فقد بلغت أعماله الفنية أكثر من 800 من روائع الآثار الموسيقية .


ويلاحظ انه كان رجلا متدينا ويحلم أن يؤدي أعماله الموسيقية إلى تعميق الشعور الديني ولذلك كانت معظم أعماله دينية.


وهو لم يبدع أشكالا موسيقية جديدة وإنما استخدم الأشكال القديمة وألف روائعه الموسيقية والغنائية والمعزوفات المنفردة منها.

ولذلك يمكن القول بأن موسيقى باخ تقليدية بينما موسيقى معاصريه أمثال موتسارت وبيتهوفن كانت تأتي على أشكال عبقرية جديدة ابتدعوها هم.

اعترف المجتمع بعبقريته الموسيقية بعد موته بخمسين سنة وأشادوا بعبقريته وأصبح باخ الآن من أكثر عمالقة الموسيقى شعبية عما كان في عصره .

وقد أصبح موسيقارا شعبيا في العصر الحديث. ويعتبر ( باخ ) من أقدر مؤلفي الموسيقى على الحرفية أي التزام القواعد والأصول وفي نفس الوقت على التفوق على الآخرين، وهو ما يزال أقدر الموسيقيين جميعا على استخدام أكثر من ميلودي واحدة في عمل موسيقي واحد.

وتلقى أعماله الموسيقية إعجابا لأنها منسقة ولأنها منطقية أيضا، ولأن الميلودي في موسيقاه بليغ الدلالة رائع المعنى.

ويرى دارسوا الموسيقى إن في أعماله عمقا، وتنوعا، وهي أكثر وضوحا من أعمال الكثيرين من عباقرة الموسيقى في كل العصور، وهولا يزال أكثر العباقرة القدامى شعبيته فيما عدا بتهوفن، ولا يزال الناس يقبلون على اسطواناته أكثر من إقبالهم على الموسيقى الجديدة وقد ترك أثر عميقا في ذلك.

وعليه يمكن الاستنتاج بأن اليتيم في سن التاسعة يكون مبدعا فذا إما في مجالات القيادة أو الموسيقى وعلى الأغلب في المجال الذي يتوارثه من العائلة أين كان...لكنه يكون عظيما جدا وقياديا كرزميا وقادرا على تحقيق ما يبغي...ويحقق نجاحات استراتجية في المعارك...

وعلى الأغلب يميل الذين تيتموا في هذا السن إلى التدين وربما إلى التطرف في السياسة والدين والحرب ويظل أثره خالدا عظيما إلى زمن بعيد...



يتبع ،،،