(3) ارتبكت كل قطرة من دمها و هي تسمع صوته القادم في ثقة كبيرة و كأنه يعرف من يتحدث و قبل أن ينطق بحرف آخر بعد السلام أغلقت الهاتف بحركة عصبية و كأنها تسد أبواب جهنم اللافحة لأذنها . جلست تستعيد الهدوء من جديد و تعيد ترتيب أوراقها بعد هذه الخطوة الغبية الغير محسوبة كان يجب أن أهاتفه على هاتف المنزل فالنقال يظهر له الرقم الذي يتصل به و ربما هو يعرف الرقم . هنا تقفز من مكانها و كأنما أصابتها مس من الجنون مشدوهة العين فاغرة الفم . ماذا ... يعرف الرقم ... هل هذا معقول ... لا لا لا ... هو لا يعرفه ... هنا قفزت إلى ذاكرتها كلمة عم علي الساعي : إنه يسكن بالقرب منك في شارع طلعت حرب . نعم هو بالقرب مني في ذات المنطقة . يا ويلاه من هذا الغباء الذي كشفت فيه نفسي بحركة غير محسوبة . سكنت ليلى إن التفكير في ما سيحدث من ماهر حين يلاقيها غدا في الشركة . و مع سكونها تداخلت الأفكار و راحت في نوم عميق . ترررررررررررررر ررررر ررررررررررررررر ررررر ررررررررررررررر ررررر رررررررررررررن جرس المنبه يدق كدق يد من حديد على باب من حديد ينتفض عقلها و تمسح غبار التوتر من عينيها تقوم لتستعد للذهاب لساحة المعركة حتى ترى ماذا سيحدث فبعد أقل من ساعة ستتلاقى الأعين و ربما يكشف عما بداخله . انتفضت من مكانها بهمة و سرعة أنهت كل ما يخص روتين الحياة الصباحي لأي إنسان ارتدت ملابسها و ارتدت معه قناع الثقة في النفس وقفت خلف الباب تتمتم ببعض الكلمات الغير مفهومة حتى لها و كأنها تقرأ تعويذة من تعاويذ السحر القديم . فتحت الباب و خرجت كالطائر المحبوس حين الفكاك من الأسر . وصلت حيث مكان عملها و صعدت السلم و حين الصعود وجدت أمامها شيء عجيب لفت نظرها جدا . من تلك التي تتبختر كالطاووس على السلم و هي تصعد كان قد مر على تعيينها قرابة الشهر و لم تلتق بكل العاملين و لكن هذه الأنثى لابد من معرفتها فهي لافتة للنظر جدا . كانت من تتحدث عنها ليلى أنثى تشد الأعين إن لم يكن لمظاهر أنوثتها الطاغية . فلطريقة الملابس التي ترتديها . فهي ترتدي ما يفصح عنها و لا يكسوها أو يغطي منها أقل القليل . صعدت على عجل فإذا تراها تلوك في فمها شيء ما بطريقة عالية الصوت . رمقتها الأخرى بنظرة استهزاء و رمت لها كلمة قالت فيها : أأنت الموظفة الجديدة هنا ؟؟ !!! رفعت ليلى حاجبها و قالت بكل ثقة : و هل عندك أي مانع من ذلك ؟ فأجابتها الأخرى بابتسامة باهته . : لا أبدا الجواب باين من عنوانه وواضح جدا أنك جديدة هنا . و تبعت إجابتها بضحكة هزت أرجاء المكان مما دفع العاملين للنظر إلى باب الشركة فانشرحت أساريهم و سقطت فكوكهم و سال لعابها حين رأوا هذه الأنثى . دلفت هذه المستهتره إلى وجهتها . كانت تعرف كل من هو يمر من أمامها و تمن عليه بابتسامه أو لفته أو لحظة منها و كأنها الأميرة المتوجة و كل من حولها هم الرعية . استمرت في اتخاذ طريقها دون اهتمام بأي إنسان حتى إن عم علي جاء مسرعا إليها و قال في سرور : يا صباح الورد النادي يا ست مادلين ايه الحلاوة دي كلها ربنا يزيد و يبارك يا رب . فضحكت كأنها واحدة من بنات الليل و قالت له : اتكسف على شيبتك يا راجل عيب عليك . و فجأة وقفت معتدلة و كأنها ستدخل إلى ميدان جديد هندمت من نفسها أخرجت من حقيبتها زجاجة من عطر انفجاري فواح قلب هواء الشركة كله ثم دستها ثانيا . عدلت من زينتها التي لا تحتاج إلى تعديل ثم رفعت يدها و همت بـــــ ............... ..... ............... ..... .............. انتهى الجزء الثالث .