عرض مشاركة واحدة
قديم 03-03-2016, 01:09 PM
المشاركة 12
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الاستاذ خالد ابو اسماعيل

نحن نتحدث عن ازمة العقل العربي...والذي غُيب منذ قرون بعد ان اساء البعض فهم النصوص. المشكلة التي نحن بصددها غالبا ما تحدث حسب الوقائع التاريخية من محبي المبدأ وليس من اعداؤه اي ان حملة المبدأ الاشد حبا به يسقطون احيانا في الغلو دون ان تدرك عقولهم بأنهم سقطو فيه ومن هنا يتم تغييب العقل وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا وذلك طبعا ما تقوله لهم عقولهم المحبة.

بمعنى اننا احينا نحب اطفالنا بشدة حتى نخنقهم من شدة الحب وهذا ما حصل للعقل العربي.

ما هو واضح ولا جدال فيه ان الاسلام اعلى من شأن التفكير وحض عليه واعلى من شأن العلم والعلماء وبين ان اشد الناس خشية لله سبحانه وتعالى هم شريحة العلماء، كما حثنا على الاستزادة من العلم وطلب العلم " وقل ربي زدني علما" اقتداء برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.

وهذا النهج تبناه المسلمين الاوائل بنجاح وحققوا المعجزات في الانجاز الحضاري وظل الحال على ذلك لمدة اربعة قرون تقريبا ترجم المسلمين فيها الفلسفة والعلوم اليونانية واضافوا اليها وهذه حقائق تاريخية دامغة وكان الاولى بهم ان يمتنعوا عن فعل ذلك لاولى فهمهم الصحيح للنصوص الدينية ؟

اذا ما الذي حدث ؟ بحيث توقفت حركة التاريخ في لحظة زمنية معينة ؟

التاريخ يقول بأن العرب والمسلمين توقفوا عن ذلك النهج وتبنوا نهج الكنيسة فانقلب حال العرب والمسلمين الى ما كانت تعاني منه اوروبا وهو عصر الظلام كنتيجة لتبنيها لنهج الغلو وقضية جاليلو التي حدثت في القرن السادس عشر دليل على ذلك لانه قال بأن الشمس هي مركز الكزن ولديه الدليل لكهنم ظنوا بأن الارض هي مركز الكون...وخيروه بين الموت او التراجع عن القواله..فتراجع في داخل المحكمة لكنه خرج من المحكمة وهو يقول لكنها تدور...لكنها تدور...

بينما وفي تزامن تبنت اوروبا وجامعاتها على وجه التحديد النهج الاسلامي المتمثل في فكر الفلاسفة والعلماء خاصة الاندلسيين منهم ولذلك بزغت شمس الحضارة عليهم بينما غرقنا نحن في الظلام حيث انقلبت الادوار.

هذه القضية يشرحها الشيخ عايض القرني سلمه الله بشكل جميل ويبين الموقف من الفلاسفة المسلمين المتنورين امثال ابن رشد وله مقال على الانترنت حول ابن رشد تحديدا.

ما نقوله هنا هو حتما الالتزام المطلق بالنصوص لكن بعد ان نعي مقاصدها الصحيحة.

فالازمة ازمة عقل وزمة اجتهاد وتطبيق اكثر منها اي شيء اخر.