عرض مشاركة واحدة
قديم 08-07-2010, 11:35 AM
المشاركة 150
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: دراسة احصائية عن اليتم والشخصيات الخالدة
تحليل البيانات الإحصائية للفئة العمرية الثانية ( المرحلة السابعة _اليتم خلال السنة 7 سنوات )... خلال السنة السابعة :-

إن التعمق في دراسة حياة وصفات وسمات المبدعين من هذه الفئة من عينة الخالدون المائة – كتاب مايكل هارت-...والذين تعرضوا لفقد احد الوالدين في سن السابعة (وهم فولتير وفلمنج وميكيل انجلو وبوذا )، يشير أن إبداعهم عظيما وقويا بشكل عام وقد كان لهم أثرا عظيما على تاريخ البشرية وهم جاءوا بجديد لم يسبقهم إليه احد وكانوا روادا في مجالاتهم رغم تعددها ..

حيث يبدو أن اليتم في هذه السن أدى إلى تنوع مجالات الإبداع فأنتج فيلسوفا مفكرا وطبيبا عالما وفنانا ونحاتا عظيما وحكيما يعتبر احد مؤسسي الديانات الأرضية...

وعليه يمكن الاستنتاج بأن اثر اليتم في سن السابعة يمكن أن يؤدي إلى عبقرية عظيمة لكن في مجالات متعددة هذه المرة وليس بالضرورة في مجالات متجانسة أو متعددة كما سبق و رأينا في المراحل السابقة.

ونجد مثلا أن فولتير كان رائدا من رواد حركة التنوير نافذ البصيرة لا بل هو نبيا للفكر الحر وثائرا ومفكرا شهيرا وشخصية بارزة له أسلوب رائع وإنتاجه غزير جدا وكان أكثر الفلاسفة انتشارا وأعمقهم أثرا وأعظمهم ....وقد سبق المفكرين جميعا في قيادة التنوير كله...وينظر إليه البعض على انه كان القوة المحركة للتفكير في القرن التاسع عشر..وامتد أثره إلى مناطق شاسعة مثل أمريكيا..


كان متعدد المذاهب فبالإضافة إلى انه كان فيلسوفا مفكرا كان شاعرا وروائيا وكان حاضر البديهة لاذع النقد ساخرا وعنده ذكاء باهر وكان محاورا عبقريا..

كان معارضا للسائد والمألوف وكان ينقصه الشعور بالتواضع رغم انه من البطقة الوسطى ...مما أوقعه في مشاكل كثيرة مع أبناء النبلاء.


كما أن النظام القديم الذي كان سائدا قبل الثورة الفرنسية لم يتقبل هذا اللسان السليط ولذلك اعتقل ودخل السجن حيث اغضب السلطات الفرنسية الحاكمة قبل الثورة..

ومن صفاته الشخصية أيضا انه كان بارعا في جمع المال وعنده قدرة كبيرة على أقناع ضيوفه وتسليتهم بروحه المرحة..وقد آمن بالتسامح الديني وقد هاجم رجال الدين بعنف ولذلك لم يقيموا له جنازة مسيحية عند وفاته...

كما آمن بحرية الرأي وكان يقول انه على استعداد لدفع حياته ثمنا ليقول الآخرون رأيهم بحرية وكان مؤمنا بالله لكنه ظل يؤمن بحرية العقيدة فلم يكن متعصب بل حارب التعصب الديني مما تسبب في نقمة رجال الدين عليه ..لكن رجال الثورة تلك التي تسبب في إشعالها بفكرة ومبادئه عام 1789 أقاموا له جنازة وطنية بعد 13 سنة من وفاته، وقاموا على دفنه في مقبرة العظماء...


آمن بالفلسفة التجريبية لأنها تقوم على الواقع وليس على الخرافة أو العواطف وكان يرى أن الحاكم يكتسب الحق في الحكم من الشعب وليس من الله...وقد كان مهتما بالشعوب أكثر من اهتمامه بالملوك والحاشية..وبالمقارنة مع احد معاصريه وهو الفيلسوف جان جاك رسو نجد انه لم يكن مبدعا أصيلا مثل رسو وربما يعود ذلك لان رسو تيتم في سن أبكر من فولتير كما رأينا...لكن فولتير كان عظيما في التعبير عن الآخرين..أيضا نجد انه كان فيلسوفا عقليا ( رجل عقل ) بينما كان جان جاك رسو ( رجل عاطفة ) وحتى لو أن فولتير كان ابعد أثرا من رسو فأن رسو كان أكثر أصالة...

أما الطبيب وعالم الأحياء فلمنج فقد كان عالما فذا حقق انجازا عظيما باكتشافاته وملاحظاته النبيهة فقد لاحظ أن الكثير من المطهرات تؤذي الجسم أكثر من البكتيريا وكان ذلك أثناء عمله في الجيش في الحرب العالمية الأولى وقد اهتدى إلى مادة لمعالجة الجروح وتطهيرها اسمها ليسوزيم لكن اكتشافه العظيم كان في اكتشاف البنسلين حيث كان لهذا الاكتشاف الأخير فؤاد طبية مهولة وخطيرة ولكنه لم يتمكن من ابتكار طريقة لاستخلاص هذه المادة ولذلك ظل هذا العقار السحري سنوات دون أن يستفيد منه احد حتى جاء أطباء آخرون ونجحوا في تبسيط وسائل استخدامه ولكنه ظل متقدما على هؤلاء الأطباء...

له يرجع الفضل لاكتشاف البنسلين الذي أنقذ ملايين الأرواح ولذلك أصبح هذا العالم والطبيب شخصية هامه في التاريخ الإنساني....حيث أنقذ ملايين الأرواح وهذا العقار ما يزال يستخدم لعلاج عدد كبير من الأمراض وهو متعدد الأغراض كما انه من أكثر الأدوية انتشارا حتى يومنا هذا وقد أصبح في خدمة الجميع وقد ثبت انه في غاية الأهمية وقد نال فلمنج جائزة نوبل لاكتشافه هذا العقار السحري ...وإضافة إلى عبقريته الطبية تزوج فلمنج وكان سعيدا في حياته.


أما ميكيل انجلو فقد أبدع في مجالات الفن والنحت وكتابة الشعر وكان فنان عصر النهضة وكان مهندسا معماريا مرموقا وشخصية بارزة وعظيمة...وكان لامعا وتركت أعماله أعظم الأثر في كل الأعمال الفنية في أوروبا.. ويبدو أن موهبته ظهرت في سن مبكرة وربما كان لمرضه في طفولته أثرا في ذلك وازداد الأثر عندما فقد الأم في سن السابعة وازداد أكثر في سن الخامسة عشرة حيث انتقل ليعيش في قصر إحدى العائلات البرجوازية الغنية وربما أن هذه الأحداث عمقت من قدراته الإبداعية فانعكست على فنه وجعلته فنا مهولا راقيا....

لم يتزوج ميكيل انجلوا وهو أمر يتميز به عن أفراد العينة الآخرين من هذه الفئة وربما ان ذلك يعود لكون فاقد الام بينما فقد الاخرون ( فولتير وفلمنج ) الاب، وتنقل كثيرا لكنه أمضى معظم سنوات عمره في روما....وقد كان الفنان الوحيد في العالم الذي بلغ القمة في اثنين من الفنون وكان فنه من أعظم الأعمال الفنية رغم انه كان يعتبر نفسه نحاتا وكان الكثيرون يرونه أعظم نحات في التاريخ وقد بلغت بعض العمالة من الجمال ما لم يبلغه احد من بعده ، كما انه كان مهندسا ليس له نظير كما أن قصائده الـ 300 كشفت عن شاعريته وعن الملامح الحقيقة لشخصيته.. ومع ذلك فلم يكن ميكيل انجلو عالميا مثل الفنان المعاصر له دافنشي لكن خصوبته الفنية كانت مدهشه ..ويبدو انه كان أول فنان غربي ينشر سيرته الذاتية...


أما بوذا فقد كان مؤسس الديانة البوذية ورغم انه عاش في بيت الحاكم لكنه كان في غاية التعاسة ولذلك هجر الحياة الطبيعية في سن الحادية والعشرين من عمره وترك زوجته التي تزوجها وهو في سن السادسه عشرة واعتزل ليتفرغ للتأمل في هذه الدنيا وان يبحث عن الحقيقة وربما ان ذلك يعود لانه فاقد الام هو ايضا ....ولذلك ترك كل شيء وتحول إلى متسول مفلس ...وتوصل إلى أن الحلول التي يقدمها رجال الدين لمشاكل الحياة ليست كافية...ولشدة زهده في الحياة أمضى سنوات لا يأكل ولا يشرب إلا القليل ولكنه عاد فأكتشف أن تعذيب الجسد يملا العقل ضبابا ويحجب عن النفس رؤية الحقيقة فعدل عن الزهد والعزلة ...وأصبح بوذا أي إنسانا مستنيرا...



وقد أتى بوذا بديانة وتعاليم مفتوحة على كل الناس وقد انتشرت الديانة البوذية على مهل إلى الدول المجاورة ورغم أثرها العظيم وأتباعها الذين يتجاوزون الـ 200 مليون فقد كانت اقل أثرا من الإسلام و المسيحية ولكنها كانت اخلد من الكنفوشيستيه حيث أن الأخيرة لم تنتشر خارج الصين على عكس البوذية...


كل ذلك يشير بوضوح أن اليتم في هذه السن ( السابعة ) يؤدي إلى عبقرية مهولة لكنها ليست بعمق وأصالة العبقرية المتأتية عن اليتم في المراحل الابكر من حيث سن اليتيم... والأيتام في هذا السن يمتلكون طاقات هائلة تجعلهم يعارضون القائم والمألوف ويأتون بما هو جديد ويكون له اثر عظيم على قطاع كبير من الناس...

هم حتما رواد في مجالاتهم وأثرهم واضح في التاريخ... وكأنهم حملة لواء في مجالهم أين كان هذا المجال...فمنهم نبي احد اكبر الديانات ونبي الفكر وفنان عظيم وعالم ترك بصمته على الحياة الصحية للناس جميعا...

يتبع ،،،

الفئة التالية - اليتم في سن الثامنة ...