عرض مشاركة واحدة
قديم 09-14-2010, 08:21 PM
المشاركة 23
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

* طيفكَ .. ووجه أبي
لن أكور الهمس لأدحرجه كرة من صوت بُح على قارعة الوعي ..
قاصمة تلك الليلة , انتبذت دقائقها وخلوت بها خلف سحابة كانت تنتعل خف البياض ..
وحمائم الوهج تحوم على أرجوحة في دوح الفضاء الذي تناثر عشبه الفضي على سفح الأفلاك فأمسى نياط القلب يرتشف وميضه ..
دانية أحاديثك كأعناب شهية تنسدل على رأسي ولا بد لي من تذوقها ..
قلبي كخزينة خاوية إلا من خفوت ضوء لطيفك يأتي من ركن سحيق , فأتتبع أثره الذي يؤدي بي إلى جنانك ..
ولكن مسوخ الفراق ينطلي على الحنين , والوهم يترصدني بمسوح هائم على الثرى وهم أخاله سقيم..
لم يكن وعدك واهيا .. هشا .. لم أتهمك بأكذوبة العشق .. غير أني لا أقوى على تنفس هواء يخلو من شهيقك ..
أمنياتي مرقعة .. مهترئة , حسنآ ,,,!!
ووجودك هو حلمي الذي يزملني بالهدوء .. فأستكين ..وجودك حلم كصيحة رجاء تلتهم ولادات الصمت ..
ليتك تدرك كم وجودك أفترشه بخيالي كعباءتي ودثاري في ندف المطر بزمهرير كأنه القيظ بين جنبات صحراء عطشى لظلال الخزامى ..
آنية .. جانية ,, حانية جفنة على رف حدسي خبأتك فيها ليلة , فكشفت الغطاء وجئتني بطيف أخر يربت على كتفك وينظر لي مؤيدا ..
دعني فقط أواجهك وحدك .. دعني ولا تزج بذاك الصدر الذي خفق بي يوما حتى رحل وماتت الحياة على شفاه زمني ..
دعني .. أفر منك إليك .. ولا تلطمني بصوت رخيم يستل حكمته من غور الحنكة والكياسة ..
دعني .. فأنت .. أو إياه على مقربة من الروح , فلماذا توخزني به في هطولك الليلة ..
أريد لفراشاتي أن تغفو على صدرك بلا تصفيق من وجه أبي ..
حبذا .. لو .. ليتك , تقطف لي النرجس النامي على كفيه المجعدين , ولا ينبس باللوم نحوي ..
أبي , يقدمك خطوة , ويغمرني بمحياه الذي أغرقني بالذكرى ..
ذات ليلة , في ذكرى بالية .. كنت على موعد مع القمر , حين سمعت أزيز الباب ينبهني إلى خطوات تدنو مني ..
التفت .. فقال لي بكل حنو : ما لكِ .. يا ابنتي .. ماهذا الأرق الليلة ..!
رغما عني تلبدت مآقيّ بالدمع , فناداني .. وعاود النداء , ولما لم أرفع رأسي , جلس إلى جانبي وقال بقلق :
- مالكِ يا حبة القلب ؟
آه يا أبي , لو تعلم .. ما فعله بي البشر .. أه لو تدرك كم بصري غائم وبصيرتي غائرة في الحياة ولا تحسن الرؤية في هذا الضباب ..
فقط أنسامك أيها الحكيم ما ترفرف على فجر قلبي وتكنس علائق القهر ..
فقط موجك ما يداعب تسكعي على الشاطئ ويزجر الريح فتلوي إلى الأفق تمتم من هيبتك فزعا ..
فقط أنت وحفنة من دماثتك , كسرب يطوف المدى ويغرس في عيني الفأل ..
وتجاعيد قريتك لا زالت ماثلة على وجهك الباسم ورائحتها تلوح بالبشر ..خطوط باهظة الغور , عميقة الأثر على تضاريس حكايتي ..
صوت النخيل , وتراقص الريحان , وضحكة الصبار كلها مزروعة في صدرك الذي غاب .. فغابت عني الفراسة ..
آه ..
كما هو دأبي , ألتقط دمعاتي وأنفضها على وجه الشمس الناعسة ..لأوقظها ..
لذا .. أُقصيك .. وأتأذن أبي . فيرجع بك القهقري إلى جفنتي الثمينة ..
وأعود أدراجي إلى مرقدي ..
أشتمل التيه .. والوجع .. والحنين ..
لتبدأ معركتي اليومية مع النوم ..
تحيتي