عرض مشاركة واحدة
قديم 09-14-2010, 02:00 PM
المشاركة 16
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


ثالثا : يجب على جميع منتسبي الدعوات وخاصة الذين يتصدون للدعوة أن يتفقهوا في الدين ، ويطلبوا العلم على أهله وبالطرق الشرعية الصحيحة ،

وأن يكون هذا من مناهج الدعوات نفسها ، بأن تكثر من الدروس الشرعية ، ومن حلق الذكر ومن حلق العلم ، ولا تمنع منسوبيها من تلقي العلم

عن أهل الفقه في الدين ، بل تسعى إلى دفعهم إلى ذلك تحقيقا للخير الذي وعد الله به كما قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - :

( من يرد الله به خيراً ، يفقه في الدين ) رواه الترمذي

رابعا : إلغاء الولاء للجماعات والشعارات ، وترك الانتماءات والعودة إلى الأصل الشرعي ونهج السلف بعقد الولاء على الإسلام والسنة والجماعة فحسب .

خامسا : أرى ضرورة المناصحة المباشرة من كل من يرى خطئا في هذه الدعوات ، ومن ذلك ما أشرت إليه والمناصحة المباشرة لكل من نراهم

أو نستطيع أن نتصل بهم ولو بالمراسلة . نعم تجب مناصحة هؤلاء الدعاة من كل مسلم يرى هذه الأخطاء ولا ينبغي له السكوت عليها ،

لأن هؤلاء الدعاة بل وعامة المسلمين لهم حق على كل من يرى انحرافا أو خطأ ً فيهم وخاصة الأخطاء الخطيرة التي ربما تؤدي إلى الاختلاف والافتراق ،

ولا نأمن أن تكون فتنة على الجميع إذا تركت ، والمناصحة تكون بالأسلوب الشرعي الذي يحقق المصلحة وأقصد بهذا أن بعض

وجوه المناصحة القائمة الآن والتي لا تخلو من التجريح والتشهير أخشى ألا تجدي ولا تفيد ، بل ربما تؤدي إلى تمادي بعض الناس في الأخطاء ،

لأن أكثر وسائل النصح من المؤلفات والكتب التي كتبت وتكتب في نقد بعض الدعوات والدعاة فيها شيء من التهجم والقسوة والتجريح والسب

واللمز والحكم باللوازم والظنون وهذا لا أظنه أسلوب إصلاح ، فأسلوب الإصلاح هو أن نعرض عند المناصحة عما يثير في الخصم العناد ،

أو التمادي في باطله ، ونسلك المسالك التي هي أقرب إلى الإشفاق والنصيحة وحب الخير وحب الاستقامة للآخرين ، وهذا هو المنهج الذي

يحسن أن يسلك في تقويم الدعوات - جميعا - خاصة في هذا الوقت .

فالمناصحة يجب أن تتركز على النقد الهادف المنصف المشفق الناصح ، وأن يصحبها شيء من الرفق ، وإقامة الدليل ، وبيان الحجة دون الإشارة

إلى الخطأ الجارح ، أو اللمز به ، أو السب ، أو التجريح ، أو التخطئة أو اتهام النيات والقلوب أو الاستفزاز أو غير ذلك مما يفيد المنصوح ،

ولا يؤدي إلى استفزازه وإلى تماديه في خطئه ، ولا مانع عند البيان والتقويم العام من ذكر أخطاء الدعوات ، لكن بشرط ألا نشخص ولا نشهر

ولا نسمي لغير ضرورة ، وإنما على القاعدة الشرعية التي كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - ينصح بها وهي : ( ما بال أقوام ) البخاري .

فأسلوب المناصحة الشرعي يجب أن يكون بعيدا عن التهجم والقدح والتجريح أو الإلزام بما لا يلزم ، أو حتى الإلزام بالخطأ وإن كان واضحا صريحا .

إذا صرح المخالف بعدم التزامه .