عرض مشاركة واحدة
قديم 09-14-2010, 01:53 PM
المشاركة 15
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


المسألة الأخيرة


هي الإشارة إلى الحل ، وإن كان الحل في نظري لا يمكن أن يبث فيه مثلي ، فأنا والله أحوج إلى النقد والنصح ، لكن لا بد من الإسهام

- ولو بمجرد رأي قابل للنقاش - ثم إن الحل ينبغي أن تتبناه جماعة المسلمين المتمثلة في علمائها وطلاب العلم فيها ،

أو طائفة منهم تنوب عن سائرهم وتتصدى للحل .

وأرى أن ترفع مثل هذه المشكلات المتعلقة بالدعاة والدعوات بعرض واف ومفصل لأهل العلم ، ونعرضها على العلماء بأفرادهم ومؤسساتهم

وبهيئاتهم في كل بلد بحسبه ، ولا مانع أن جميع أحوال العالم الإسلامي تعرض على علماء بلد معين أو أكثر إذا رؤي أنهم هم الأمثل ،

وأن منهجهم هو الأسلم . لكن مع ذلك لابد - وقد طرح الموضوع - أن نسهم جميعا في بيان بعض وجوه الخلل ، ونقترح الحلول - وإن كانت قابلة للنقاش -

وعليه فإني أرى أن من الحل لمثل هذه الظاهرة ، وهي الفصل والجفوة المفتعلة بين العلماء والدعاة ، أو بين العلم والدعوة ما يلي :

يتلخص الحل إجمالا :

بالالتفاف حول العلماء والصدور عن قولهم وتوجيههم ، والتفقه في دين الله تعالى ، ومناصحة ولاة الأمور ، وطرح الشعارات وعقد الولاء

على السنة والجماعة . أما تفصيلا فأشير إلى الاقتراحات التالية :

أولا : ضرورة اهتمام العلماء وطلبة العلم بهذا الأمر ، دراسة ومعالجة ، وأن تتفرغ طائفة من المشايخ من أهل العلم الشرعي وأهل الفقه في الدين لهذا ،

وتعكف على الحلول للنصح بها لهؤلاء الذين وقعوا فيها ومن ذلك : تأليف الكتب والرسائل التي تعالج هذه القضايا ، والإسهام بالمقالات وغيرها في

وسائل الإعلام المشروعة وغير ذلك .

ثانيا : أرى أنه لا بد أن تنتقل طائفة من العلماء وطلاب العلم المؤهلين في البلاد الإسلامية ، ليرشدوا الناس ، ويرشدوا الدعاة وإن كان

هذا هو خلاف الأصل ، فالأصل أن العلماء يسعى إليهم ويسافر إليهم من أجل أن يؤخذ العلم عنهم ، ولا يسعوا هم إلى الناس لكن أرى أنه

لا مانع في هذه الظروف العصيبة ، وفي هذا العصر والوضع الذي نعيشه ، أن تسافر طائفة من العلماء وتنتقل إلى شتى أقاليم المسلمين ،

بل وحتى إلى البلدان غير الإسلامية التي يوجد بها مسلمون ، ويوجد بها دعوة إلى الله .

لا بد أن تتحمل طائفة من العلماء أعباء السفر والذهاب إلى أولئك بل وربما الإقامة بينهم ، لتعليمهم أصول دينهم ، ولإرشادهم فيما يجب

أن يسترشد به في أمور دينهم ودنياهم ، خاصة في أمور الدعوة ، لأن ظروف المسلمين الآن لا تسمح بالتنقل والسفر من بلد إلى بلد إلا بصعوبة بالغة

وبأخطار ومشقات لا يتحملها أغلب الناس .

حيث صار التنقل من بلد الإسلام إلى بلد الإسلام يحتاج إلى إجراءات أصعب من التنقل في بلاد الكفار وإليها ، وهو أمر واقع . فحسبنا الله ونعم الوكيل .

فمن هنا أقول تقديرا لهذه الظروف : لا بد أن تسافر مجموعة من العلماء وطلاب العلم الذين عندهم فقه في الدين لإرشاد الدعاة والدعوات وعامة المسلمين ،

وحبذا لو أن بعض طلاب العلم احتسب الانتقال والإقامة الدائمة في البلاد التي هي أحوج إلى الفقه في الدين .