عرض مشاركة واحدة
قديم 09-14-2010, 01:46 PM
المشاركة 14
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


النوع الثاني :


وهو الدعوات في العالم الإسلامي الآخر وخارجه ، لا بد من كلمة إنصاف في حقها ، لأني حين تكلمت عن بعض الظواهر المخالفة للسنة

فيها ولديها كان كلامي فيه شيء من العموم ، وكان من الأولى أن أنصفها ، بأن أقول أو أذكر الجوانب الإيجابية والخيرة في الدعوات

في سائر العالم الإسلامي ، لكن عذري أن الموضوع متعلق بمسألة معينة : وهي الفصل بين العلماء والدعاة ، فكان لا بد من إشعاركم

بهذه السمات أو الظواهر الخاطئة ابتداء .

أما الدعوات المعاصرة في شتى العالم الإسلامي وغير الإسلامي التي تحمل لواء الدعوة ، فإنه قد يوجد فيها من هو على السنة أفرادا وجماعات :

كأنصار السنة وأهل الحديث وأكثر الجماعات السلفية وغيرها ، إن فيها خيرا كثيرا برغم ما يعتريها من نواقص ومن خلل .

وإذا قارناها بأحوال المسلمين ، فإنها أصلح من أحوال عامة المسلمين ، ورجالها ودعاتها وشبابها لا شك أنهم أحسنوا حين قاموا بواجب قصر فيه غيرهم ،

ويكفيهم أنهم احتسبوا الدعوة إلى الله - سبحانه وتعالى - ورفعوا راياتها وتحملوا المشاق والعداء من أجل الإسلام ، وانتصروا للإسلام في قضاياه

الخارجية والداخلية ، كل منهم بقدر جهده وبأسلوبه .

وهذا فضل لهم لا بد أن يذكر ويشكر ، وحقهم علينا النصح والإرشاد والتسديد والعون على البر والتقوى والدعاء لهم بالغيب .

ثم إن الدعوات المعاصرة ليست كلها وقعت فيما ذكرت ، وإنما البعض منها ، وإلا ففيها من هو في الجملة على السنة والاستقامة في السلوك

والعمل والنهج ، وفيها من يتلقى من العلماء ، وفيها الأسوة ، وفيها القدوة ، لكنها ليست هي الكثير .

بل الأكثر من أصحاب الشعارات والدعوات الكبرى هم من ذكرت ممن تكثر فيهم الأخطاء ، وما هم فيه من أخطاء يستوجب التحذير منها أولا .

وثانيا يستوجب النصح لهم والإرشاد والبيان ، وأحسبهم إن شاء الله ممن يريد الحق ويسعى إليه ، لأنهم كما أحسبهم إن شاء الله

ما رفعوا لواء الدعوة إلا حسبة لله ، وإلا بحثا عن الحق ، ومن هنا أتعشم فيهم وأنتم كذلك أن يكونوا من رواد الحق وأن يقبلوا النصيحة .