عرض مشاركة واحدة
قديم 09-14-2010, 01:43 PM
المشاركة 13
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


المسألة السادسة :


كلمـة إنصـاف

وسأتكلم فيها عن نوعين من الدعاة :

النوع الأول :

غالب الشباب من طلاب العلم الشرعي عندنا في هذه البلاد ، أشهد أني أرى عليهم علامات الرشد ، والالتفاف حول العلماء ،

والاسترشاد بأهل العلم والتلقي عنهم - وهذه ظاهرة سارة ، وهي الأصل ، وينبغي أن نشجع الشباب عليها ، وسائر طلاب العلم .

كما أني أرى من المظاهر السارة للشباب هنا : استقامة العقيدة ، واستقامة السلوك ، والحرص على تلقي العلم الشرعي بمناهجه وأساليبه الصحيحة

من مصادره الأصلية : كتب السلف المستمدة من الكتاب والسنة ، وتلقيه على أهله - وهم العلماء - أئمة الدين ، والمشايخ الذين هم القدوة ،

وهذه ظاهرة تبشر بالخير ، وهي نتيجة طبيعية لأخذ العلم الشرعي عن أهله ، لكن مع ذلك هناك بعض الظواهر التي أشرت إليها والتي هي - أحيانا -

قد تكون من النتائج التي تصحب مثل هذا الإقبال الكبير على الخير والحمد لله فإن غرس الله ظهر ، وريح الإيمان هبت ، وإقبال الشباب منقطع النظير

حتى يكاد يكون أكبر من أن يتحكم به بالإرشاد والتوجيه .

وهذا الإقبال على الخير والصحوة المباركة أمر يجب أن نفرح به ، وأن نستبشر به في الجملة ، وهي علامة خير ، ولله في ذلك حكمة يعلمها ،

ولا يمكن أن يكون هذا الإقبال على الخير مجرد ظاهرة اجتماعية ، أو مجرد رد فعل لأوضاع سيئة - كما يقال - الأمر أكبر من ذلك ،

الأمر هو من مراد الله ، ومن سننه التي لا تتبدل ولا تتخلف ، فقد بلغ السيل الزبد ، وقد طغى الزبد ، ولا بد أن يذهب الزبد جفاء ،

ولا يمكن ذهابه إلا بجهود بشر ، والبشر الذين يصطفيهم الله لا بد أن يكونوا على علم وفقه في الدين ، وأظن أن الله هيأ هذا الجيل الطيب ،

ليقوم بدور عظيم طالما تخلف عنه المسلمون في هذا العصر من نصرة الإسلام ونصرة الحق ، وهذا قدر الله وأمره ، وهو سنة الله - ولا راد لسنة الله -

لكن مع ذلك قد يأتي مع الخير بعض الشر وبعض الشذوذ مثل : التشدد في الدين ، أو الأهواء ونزعات الافتراق ، مصداقا لخبر النبي

- صلى الله عليه وسلم - لكن لا بد من علاج هذه الظواهر ، ، التي تنشأ بشكل طبيعي بين ثنايا الاتجاه العارم إلى الخير .

وقبل أن أخرج إلى مسألة أخرى ، أحب أن أنوه عن أمر آخر ، وهو أنه بحمد الله يوجد في هذا البلد من المشايخ الذين هم على السنة والاستقامة ،

من فيهم الخير والكفاية ، كما يوجد من طلاب العلم الذين يجمعون بين العلم والقدوة العدد الوافر الذي به ستسترشد وتستنير الدعوات - إن شاء الله - .