عرض مشاركة واحدة
قديم 08-07-2010, 11:26 AM
المشاركة 136
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: دراسة احصائية عن اليتم والشخصيات الخالدة
تابع ،،


خلاصة التحليل للفئة العمرية الثانية- المرحلة الثالثة – اليتم خلال السنة 3
ينتمي/ لهذه الفئة من افراد العينة أربعة هم:
- كنفوشيوس
- وسيمون بولفار
- ايزبيلا الأولى
- وإليزابيث الأولى
وقد تم استثناء كنفوشيوس من هذا التحليل لان المعلومات التاريخية عن يتمه غير مؤكدة، وعلى الأغلب انه ابن غير شرعي، أو أن يتمه كان مبكرا جداً، وذلك نتيجة لما يتمتع به من صفات وسمات وقدرات هي اقرب إلى أفراد الفئة العمرية الأولى.
ويتضح من التمحيص في صفات وسمات هؤلاء الثلاثة بأنهم أبدعوا في مجال القيادة الفذة بشكل رئيسي، رغم أن سيمون بوليفار يبدو انه يمتاز عن الملكات (إيزابيلا وإليزابيث) بامتلاكه لصفات القائد الفذ الكرزمي الثوري ذي العقلية الحربية والإستراتيجية الفذة، حيث انه تمكن وبجيش قليل العدد من الانتصار على اسبانيا.
وقد يكون سبب ذلك مرتبط بكثافة يتمه، فهو لم يفقد الأب فقط في سن الثالثة، بل وفقد الأم أيضا في سن التاسعة ثم فقد الجد في سن العاشرة، وغادر منزل عمه في سن الثانية عشر إلى بيت احد المعارف ثم سافر إلى أوروبا وهو في سن الخامسة عشر.
ولا شك أن عبقريته القيادية هذه ملفته للانتباه خاصة انه لم يتلق تعليم رسمي. ونجد من صفاته انه كان محب للفلسفة وتأثر بفلسفة رسو وجون لوك ( راود حركة التنوير)، وهو محب للحرية وهو قائد قوي صلب ومحب للمغامرة والسفر. اختار أن يشارك في الحرب ضد الاستعمار الاسباني وقد تنبأ وهو صغير، بأن أمريكا اللاتينية سوف تتحرر من الاستعمار واقسم على ذلك وقد نجح في معاركه ضد الأسبان أيما نجاح خاصة في تلك المعركة الفاصلة والتي كان يقود فيها جيش صغير مكون من 2500 جندي حيث عبر المستنقعات والجبال والأنهار والأدغال والتف على الجيوش الاسبانية من منطقة كانت لا تخطر على بالهم ولا على بال احد، فكان انتصاره ذلك كاسحا ونقطة تحول... وقد لقب بالمحرر وكان يعرف على أنه الأكثر جرأه.
وبعد انتصاره أسس حكما دكتاتوريا، وانزل أحكام قاسية بمعارضيه أدت إلى اندلاع حروب أهلية. وكان له دورا رئيسيا في تحرير الكثير من دول أمريكا اللاتينية حيث لم يحدث إلا قليلاً في التاريخ أن قام شخص واحد بتحرير قارة بأكملها.
وسعى من اجل توحيد أمريكا اللاتينية واعتبر الانتصار في الحرب خطوة أولى وان التضحيات المطلوبة هي من اجل توحيد أمريكا اللاتينية، وقد سخر حياته للثورة ضد الأسبان وقد دام زواجه لمدة 8 أشهر حيث توفيت زوجته وبعدها لم يتزوج ولم ينجب .
حقق شهرة عظيمة وكان من أشهر رجالات أمريكا الجنوبية السياسيين والثوريين والعسكريين إن لم يكن أشهرهم على الإطلاق... وما زال الناس يحتفون به حتى الآن في عدة مناطق من العالم وقد طبع بتفكيره السياسي والإنساني أجيالا كاملة، وأصبح مصدراً للعديد من الأساطير التي حيكت حوله وأصبح جزءً من التراث السحري الكرز مي لقارة أمريكا اللاتينية. وقد ظل له تأثير عظيم على قادة تلك القارة أمثال كاسترو وجيفارا.
وكانت أفكاره تتمحور حول نشر وتعزيز الحرية والاستقلال وكرامة الشعوب، وتعزيز التضامن فيما بينها. وكان نهجه وفكره ثوري ويشكل حالة استثنائية، وهناك ما يشير بأنه كان شاعراً أي أن قدراته الإبداعية كانت متعددة وان برز في مجال القيادة الكرزمية العبقرية.
لم يتحقق من حلمه سوى تحرير القارة لكنه فشل في توحيدها وقد أصيب باليأس كنتيجة للخدمات التي دبت بين البلدان المحررة من الأسبان وقد عانى في آخر أيام حياته من المرض والخذلان.


أما الملكة إيزابيلا الأولى فهي أيضا شخصية قيادية فذة، وهي قوية إلى حد القتل... فهناك من يعتقد بأنها اغتصبت السلطة من الوريث الشرعي حيث قتلته بالسم.
ومن المهم جداً ملاحظة أن اليتم في هذه السن يمكن أن يؤدي إلى صفات وسمات متشابهه لدى الذكور والإناث على حد سواء وان الفجائع هي التي تصنع الشخصية والطاقات الكامنة بغض النظر عن الجنس.
وقد تلقت إيزابيلا دراسة دينية متعصبة وأصبحت كاثوليكية شديدة التدين. وتقدم لخطبتها عدد كبير من أمراء أوروبا لكنها رفض وهربت وعلى عكس إرادة أخيها الذي سبقها في الحكم تزوجت ممن أحبته (فرانادو) الذي شاركها الحكم. وقادت حرب أهلية بعد وفاة أخيها وانتصر فيها. وسعت إلى توحيد جميع الأراضي الاسبانية وقد نجحت في ذلك وتمكنت من حكمها. وقد اتخذت أثناء حكمها قرارات عميقة الأثر لعدة قرون ...وكان لها اثر بالغ على عشرات الملايين من الناس حتى اليوم. وقد حكمت بصورة دكتاتورية وظلت هي وحدها صاحبة الفكرة رغم تشاورها مع زوجها.
صار لها مكانه عالية في التاريخ. وكانت شديدة البأس ضد أعدائها وقد أنشأت محاكم التفتيش حيث نفذت حكم الإعدام بالعديد من الناس من خلالها دون محاكمة عادلة، وقد أعدمت الكثير من الأبرياء، وقد كانت تهدف من وراء تلك الفظاعات إلى تحقيق الطاعة العمياء سياسياً ودينياً واستخدمت لتحقيق ذلك منتهى العنف.
وقد أرست قواعد حكم استبدادي مطلق وأعدمت المعارضة في الدين والسياسة وذبحت العديد من اليهود والمسلمين وكان لعهدها وقراراتها أثرا كبيراً في أوروبا وظل لمدة قرن من الزمن.
ومن ابرز انجازاتها توحيد اسبانيا وتثبيت حدودها لمدة خمسة قرون وقد رسخت الكاثوليكية والتعصب وقد أدى ذلك إلى تأخر اسبانيا عن اللحاق بالثورات الفكرية والعلمية في أوروبا. لكنها ساعدت كريستوفر كولومبس مادياً حيث تمكن من اكتشاف أمريكا وهذا يعتبر من أهم أحداث عهدها.
ولا شك أنها تركت أثرا عظيماً في مئات الملايين من الناس وهي تعد إحدى البطلات في نفوس الاسبانيين لأنها هي التي صنعت بلادها بنفسها ... وصنعت عصرها ومجدها وكانت وراء كولومبس في اكتشاف أمريكا.


أما الملكة إليزابيث الأولى فلها صفات قريبة جداً من صفات وسمات إيزابيلا وسيمون بوليفار، ولا عجب في ذلك حيث أنها تشترك معهم في تجربة اليتم في سن الثالثة. ويبدو أن فقد الأم بدل الأب ليس له ذلك التأثير الصارخ وتظل الفجيعة من أي نوع هي التي لها اثر متشابه لدى أفراد نفس الفئة العمرية ...ويكون ذلك التشابه متماثل إلى حد كبير. والاهم من نوع الجسم المفقود هو كثافة اليتم... فمثلا نجد أن إليزابيث بعد إعدام أمها تربت من قبل مربية وظلت بعيدة عن والدها. ثم ظلت حياتها في خطر وسجنت من قبل الملكة ماري الدموية التي تولت الحكم بعد موت والدها..
ولذلك لا عجب أن يكون لكل تلك الأحداث المأساوية المخفية عظيم الأثر على شخصيتها ويبدو ان الشعب قد ابتهج لبداية عصر إليزابيث ... وقد اشتهرت هي بأنها من أعظم من جلس على عرش انجلترا وقد حكمت 45 سنة وقد عرفت بحيويتها الدائمة. وهي أيضاً تميزت بحكم استبدادي وكانت تنفرد في اخذ القرار رغم التشاور مع البرلمان.
ويعرف عنها أنها كانت بالغة الذكاء وسياسية من الدرجة الأولى، وكانت شديدة الحذر وبارعة في اختيار وزرائها ومساعديها، وقد نجحت في توحيد الشعب وراءها، كما أنها نجحت في تحويل بريطانيا إلى دولة عظمى لعدة قرون، وكانت شخصية هامة جداً على المستوى المحلي، وكان لها الفضل في ترسيخ العقيدة الوطنية في انجلترا ( الانجليكانية ) وكانت داهية سياسية، جذابة الملامح وخفيفة الروح، وراقصة من الطراز الأول، وتحب عشرة الرجال. وكان لها علاقات مع بعض الشخصيات وأشهرها مع شخص يصغرها بثلاثين عام... وقد انتهت تلك العلاقة بإعدامه بعد محاولته إشعال نيران الفتنة.
وقد ظلت عزباء ولم يستطيع احد أن يحملها على الزواج ولم تتزوج ولم تنجب ولم تعلن عن خليفة لها خشية على حياتها.


ومنذ بداية استلامها للحكم كانت قوية مستبدة فقد أوقعت حكم الإعدام على الملكة ماري الدموية الملكية التي سبقتها على اعتبار أنها كانت تستهدف حياتها وقد اكسبها ذلك القرار شعبية هائلة في انجلترا وقد نجحت على توحيد المذاهب الدينية وجعلت المذهب الرسمي للدولة المسيحية (الانجليزية)، وقد نجحت بذلك من تحقيق توازن بين المذاهب.
وقد واجهت عدة مشاكل مثل الحرب مع فرنسا والعلاقات المتوترة بين انجلترا واسكتلندا، والخلافات المذهبية في انجلترا، ولكن طريقتها في معالجة السياسة الخارجية رفع من شأنها، وقد نجحت في إنهاء الحرب مع فرنسا فهي لم تكن تحب الحرب ولكن كان من السهل عليها أن تكون قاسية عند الضرورة.
كما أنها استطاعت بناء الأسطول البريطاني وانتصرت على الأسطول الاسباني، وعليه أصبحت بريطانيا على زمانها أقوى دولة بحرية في العالم كله، وهو مركز ظلت تحتله حتى القرن العشرين. كما أن عصرها يوصف بأنه عصر انجلترا الذهبي وهو عصر الرواد المستكشفون. وهو عصر شجعت فيه الأدب وعاش في ظلها وليم شكسبير وشهدت انجلترا نهضة علمية وتقنية كبيرة، وانتعش في عصرها الاقتصاد والأدب وأصبحت انجلترا أقوى دولة في العالم.


وخلاصة القول ،،
نجد أن اشتراك هؤلاء الثلاثة في اليتم في هذه السن ( الثالثة ) جعلتهم إلى حد بعيد متشابهين على ما يبدو في الصفات والسمات إلى حد بعيد ، رغم الاختلاف النسبي الذي ربما تفرضه بعض المعطيات التي لا مجال لشرحها هنا، فهم قادة أفذاذ ، بالغي الذكاء والفطنة والحيلة ذي شخصيات قوية ، كرزمية مؤثرة سعوا إلى توحيد بلادهم.
كانوا يكرهون الحرب لكنهم كانوا أشداء إذا ما دعت الحاجة لذلك...خاضوا الحروب وانتصروا فيها. وعندما تولوا الحكم كان حكمهم استبدادي وكانوا يتفردون في الرأي رغم أنهم يعتمدون على القواعد الشعبية وكانوا قساة على أعدائهم لا يترددون في قتلهم ويبدو أن الحروب الأهلية احد السمات المهمة لعصرهم .
لهم اثر مهم محليا ومكانة عالية لكن أثرهم ليس عالميا كما أنهم لم ينجحوا في تحقيق كامل أحلامهم ولم يكن لهم امتداد أو توسع خارج محيط بلادهم الجغرافي بل كان جل جهدهم منصب على توحيد بلادهم المقسمة كنتيجة لنزاعات داخلية .
أيضا لا شك أن هناك ما يشير أنهم من أنصار الإبداع وفي الأغلب أنهم كانوا مبدعين في مجالات الكتابة والفكر والشعر والأدب ولكن شخصياتهم القيادية طغت على ذلك الجانب من شخصياتهم ومع ذلك نجد أنهم وفروا الفرصة لا بل ودعموا المبدعين والمستكشفين على وجه الخصوص فتحقق في أزمانهم انجازات إبداعية واستكشافية مهمة جدا.
ومن السمات المشتركة الأخرى لهذه الفئة العمرية العزوف عن الزواج وعدم الإنجاب والشك والارتياب في الإتباع وهذا لا يمكن أن يكون صدفة وهو حتما مرتبط بحالة اليتم هذه وتوقيتها ...وأتصور أننا لو أجرينا دراسة على عدد 100 شخص سواء إناث أو ذكور من الذين مروا بتجربة اليتم في هذه السن ( 3 سنوات ) لوجدنا أنهم يشتركون مع هؤلاء الثلاثة بمثل هذه السمات على الرغم بأن كثافة اليتم والعوامل البيئية الأخرى قد تكون عوامل مؤثرة في صناعة الشخصية.

يتبع ،، الفئة العمرية الثانية - المرحلة الرابعة ،،،