الموضوع
:
[ " وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ " ................. ]
عرض مشاركة واحدة
09-14-2010, 05:56 AM
المشاركة
34
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Dec 2009
رقم العضوية :
8249
المشاركات:
29,962
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد
(
التبرم من الخلق
)
-------------------------------------
إن الإنسان عندما يزداد قربا من الله عز وجل ، ورقة في علاقته مع رب العالمين ؛ تنتابه حالة من حالات الإدبار والتبرم من الخلق ..وكأن هناك حالة من الضدية أو الاثنينية بين الخالق والمخلوق :
إن التفت إلى الخالق انشغل عن المخلوق ، وإن التفت إلى المخلوق انشغل عن الخالق .
إن الإنسان الذي يدمن النظر إلى المتاع الزائل ، فإن قلبه من الطبيعي أن ينشغل عن النظر إلى الجمال
العلوي ، وخاصة إذا كان الالتفات مع محبة وميل ..
إذ أن هناك فرقا بين النظرة الساذجة العابرة للدنيا ، وبين النظرة المعمقة المشوبة بالحب والميل ..
يقول أمير المؤمنين علي ( عليهِ السلام ) في وصفه للدنيا :
(
من نظر إليها أعمته ، ومن نظر بها بصرته
) ؛ فنحن تارة ننظر إلى الدنيا ، وتارة ننظر بالدنيا .
وعليه ، فإن هذه الحالة من الاثنينية حالة طبيعية :
فالذي يشغل قلبه بما تراه عيناه ؛ من الطبيعي أن لا يتفرغ إلى جمال العالم العلوي ..
ولكن في نفس الوقت الذي يتلذذ باللذائذ المعنوية ؛ سوءا كانت لذائذ جوف الليل ، أو لذائذ الصلاة الواجبة ؛ فإنه يعيش حالة الجفاء مع المخلوقين ، ومع الوقت يعيش حالة التقوقع والانعزال عن الناس ..
ومع الأسف قد يظن أنه على خير !.. نعم ، هم ليسوا بمثابة {
الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا
} ، ولكن ليست هذه هي الحالة الفضلى أو المثلى للإنسان الكامل .
إن الأنبياء والأوصياء هم قمة الخلق ، وليس هناك علاقة متميزة بالله عز وجل ، كعلاقة النبي وآله ..
ولكن النبي كان أكثر الناس التصاقاً بالناس ، وأكثر الناس تعاملاً مع الناس !..
فقد ورد عن النبي محمد ( صلى اللهُ عليهِ و ألهِ و سلم ):
(
الخلق عيال الله ، فأحبّ الخلق إلى الله من نفع عيال الله ، وأدخل على أهل بيت سروراً
) ..
وسئل ( صلى اللهُ عليهِ و آلهِ و سلم ) :
(
من أحبّ الناس إلى الله ؟.. فقال : أنفع الناس للناس
)..
والنبي الأكرم ( صلى اللهُ عليهِ و آلهِ و سلم ) يقول :
(
أحسن الناس إيماناً ؛ أحسنهم خُلقاً ، وألطفهم بأهله .. وأنا ألطفكم بأهلي
) .
فإذن ، الجمع هو الكمال ، والذي يعيش مع الله - عز وجل - حالات روحية وشاعرية وشعورية على حساب الخلق ، هذا إنسان ناقص .. والذي يعيش مع الناس على حساب ذكر الله عز وجل ، أيضا هذا إنسان ناقص ..
(
اليمين والشمال مذلة والطريق الوسطى هي الجادة
)
.
منقول
14/ 9 / 2010
رد مع الإقتباس