عرض مشاركة واحدة
قديم 12-05-2015, 06:47 PM
المشاركة 1932
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
نحن نخاطب أرواح، والأرواح أجزاء متكاملة.إذ لا يمكن للإنسان أن يقول: أخاطب الشخص من زاوية عقله، وليكن قلبه مبغضاً لي، فأنا أتكلم مع عقله، وعقله معي. وأنا كلامي كلام منطقي، فأتكلم مع جهة توافقني وهو العقل!..
هذا الكلام غير صحيح، في بعض الأوقات نلاحظ جفاء بين الأم وبين ابنتها، تتكلم معها بمنطق شرعي عقلي إلى آخره، ولكن البنت لا تزداد إلا عناداً!. فالمشكلة تكمن في أن هذه الجسرنة العاطفية منتفية: البنت لا تنظر إلى أمها نظرة محترمة، وكذلك الولد، وكذلك عالم المنطقة، وكذلك صاحب المشروع أو المؤسسة..
إذا لم ينفذ إلى قلب الطرف المقابل، الذي يراد التأثير عليه؛ فإن الخطاب العقلي المنطقي الفلسفي، سوف لن يجد آذاناً صاغية..
فالتودد إلى القلوب أيضاً من مقومات العمل التبليغي، وهو من أصعب المهام. فالمنطق له قواعد مدونة في كتب المنطق، والفلسفة لها قواعدها في كتب الفلسفة..
ولكن هل رأيتم كتاباً يشرح كيفية الاستيلاء على القلوب؟.
هذه مهارة من المهارات الدقيقة جداً، والمدد الإلهي يأتي في هذه النقطة، بأن الله -عز وجل- يتصرف في قلوب المخاطبين، كما نعلم في الآية المعروفة: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا}.. هنا يأتي دور المدد الغيبي، والارتباط بعالم الغيب في تليين القلوب، وهو ما رأيناه جليا في حياة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله و سلم ) الذي امتلك قلوب الجاهليين فأوصلهم.

************************************************** ************************************************** ****
حميد
عاشق العراق

5 - 12 - 2015

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي