أأجراس القدر !! ------- حسام الدين بهي الدين ريشو ==============كحطام منثور على أطلال باهتة بدا وجهه في هذا الصباح الذي جاء بدونها . ومع إيمانه بالأقدار إلا أن فجيعته كانت أكبر منه . كانت الإنسانة الوحيدة التي استطاعت الصمود أمام حبه الجارف وما يصحبه من جنون العشاق أحيانا والغيرة حتى من شعاع الشمس الذي يتوقف على ملامحها الشاحبة التي أحبها !! .. التمرد العنيد كطفل يكسر لعبته ثم يجلس باكيا على ماتناثر منها . أحبها بعنف لأنها كانت قادرة على تهدئة واحتضان ذلك الأفق المضطرم الذي يترنح به عند هفواتها . ونزع فتيلة ليعود طفلها الكبير الذي تذيبها ضحكته وهى تقول له : كأني أول مرة أعرف معنى الحب !! في لقائهما الأخير كان الغسق رماديا كئيبا ينذر بلحظة فارقة ؛ يستحيل على أي أبجدية توصيفها . أنكر كل منهما الآخر وكأن الأيام لم تشهد بينهما قصة حب فوق العادة . فيما سبق من أفق مضطرم كانت النوايا الطيبة تذيب الجليد الذي يحيط بهما . إلا أنه طال هذه المرة ... لم ينكسر أو يذوب . كانت الهوة أكبر من أي مرة سابقة . ونظرات كل منهما للآخر مثقلة باتهامات صامتة ... توارت معها أيام الماضي الوردية ... لحظات الإنتشاء والسعادة ... الحب الممتزج بفرح اللقاء ولهفته . حتى تمرده فقد عنفوانه ... وكأن أجراس القدر تدق : فراق ... فراق ... فراق رغم أن أي منهما لم يتصور في قرارة نفسه أن ينتهي الحب أو يخمد أواره ... ويصير كذكرى باهتة أو بعيدة يمكن للنسيان أن يطويها !!