الموضوع: عُقَد نفسيّة ..
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
5

المشاهدات
2916
 
خالد البلوشي
من آل منابر ثقافية

خالد البلوشي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
62

+التقييم
0.02

تاريخ التسجيل
Feb 2014

الاقامة
Dubai

رقم العضوية
12745
07-18-2015, 06:28 PM
المشاركة 1
07-18-2015, 06:28 PM
المشاركة 1
افتراضي عُقَد نفسيّة ..

عُقَد نفسيّة ..

*

يجمع المؤرخون على أن النهاية المأساوية التي لحقت بالملك الفرنسي لويس السادس عشر و زوجته الملكة ماري انطوانيت كانت بسبب العُقد النفسية المتمحورة حول العجز و الطيش و التبذير ، و أضاف البعض ,, أن انطوانيت ظُلِمَت بعد أن نُسِبت إليها العبارة الشهيرة و التي جاءت في كتاب " اعترافات " للأديب الفرنسي جان جاك روسو : " إذا لم يكن هناك خبزٌ للفقراء .. فلماذا لا يأكلوا الكعك " ، في حين أن آخر كلامها كان : " عذرًا .. فأنا لم اقصد " ، و قد قالتها بعد أن داست على أقدام الجلاد الذي أطاح برأسها و هي في طريقها إلى مقصلة الإعدام ..

و العُقد النفسية قد تكون امتدادًا لما يعرف بالشعور بعقدة النقص ، و هو شعور يلازم كل إنسان منذ أن يكون طفلا ، و يبدأ تحديدًا مع بدء إدراك الطفل لما يدور من حوله ، و يتأثر هذا الشعور بالسلب و الإيجاب على حسب البيئة التي تتم النشأة فيها ، فإما أن تدعم هذه العقدة إرادة الإنسان مع نفسه ، أو أن تحوله لوحشٍ كاسرٍ يخوض معركة نفسية شرسة ينبغي لكل واحدٍ منا أن يتجنبها ..

و قد كان مالكوم إكس أحد الشجعان الذين دافعوا عن حقوق السود ، و ذات يوم .. تم استفزازه بهذا السؤال : هل تنظر للون الأسود على أنه عُقدة نفسيه ؟

فأجاب : الحقيقة أن ابناء جلدتي يقفزون من فوق العُقد بما في ذلك حاجز اللون و لذا نحن نتفوق على البيض في العديد من المجالات ..

فيما جاءت رواية " القارئ " للكاتب الألماني برنارد شلينك ، لتُجسّد في فصولها الانعكاس السلبي للعُقد النفسية ، فهي تحكي عن إحدى أبشع الفترات التي مرت في تاريخ الحروب ، و كانت عقدة النقص فيها حاضرة مع إحدى السيدات و التي ادّعت بأنها مثقفة و تميل للقراءة بشغف كبير ، بينما كانت في حقيقة الأمر.. امرأة أُميّة لا تجيد القراءة و لا الكتابة ، و قد عملت حارسة لإحدى المعتقلات السياسية في فترة الحرب العالمية ، و اتُـهمت فيما بعد بإصدار أوامر قتل وتعذيب في حق 300 امرأة يهودية ، و قد كان بإمكانها أن تتجنب الحكم المؤبد الذي أصدره القاضي في حقها لو اعترفت بأنها لا تقرأ و لا تكتب ، و لكنها خجلت و أقرت بأنها من امضت على اقرارات القتل في حق المعتقلات ، لتدفع في سبيل عُقدتها .. حريّتها كـثمنٍ باهظ على فعل لم ترتكبه ..



الأَفكارُ مُعْفَاةٌ مِنَ الضّرِيبَة.

" كامدن "

*
twitter : @k4rak