عرض مشاركة واحدة
قديم 05-09-2015, 04:38 AM
المشاركة 3
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
عمق الحضارة الفرعونية ..
علم المصريات أو الفرعونيات الحديث هو علم تأسس من ثلاثة قرون على يد الغرب الأوربي ثم الأمريكى فيما بعد وصارت جامعات الغرب وباحثيه هم أساس هذا العلم مع الأسف الشديد , ولم ينبغ من العرب أو المصريين أنفسهم إلا عدد قليل للغاية من علماء الآثار كان أولهم أحمد كمال باشا والدكتور سامى جبرة والدكتور سليم حسن وأخيرا زاهى حواس بالرغم من أنها حضارتنا نحن إلا أن الغرب بلغ شغفه الغير اعتيادي بها حدا يفوق الجنون ذاته .. وتفرع هذا العلم وتعددت أقسامه فى فرنسا وبريطانيا وايطاليا وأمريكا وتنوعت بحيث صار كل أثر وأسرة تمثل فى التاريخ المصري قسما مستقلا
كما أن علم " بيرامدولجى " وهو علم الهرميات تأسس كعلم مستقل وله أقسامه المتفرعة والتى يعكف الباحثون عليها منذ عشرات السنين ليضيفوا العديد والعديد لتلك الحضارة التى سادت العالم عشرات القرون , فى نفس الوقت الذى كانت فيه مصر قبل منتصف القرن الماضي لا تعير لتلك الآثار اهتماما حتى أن بعض أحجار وقشرة الطبقة الجيرية التى كانت تكسو الهرم بأكمله , وعليها نقوش ذهبية وجداول فلكية رهيبة أخذها سكان مصر القديمة واستخدموها لبناء أركان منازلهم التى لا زال بعضها حتى اليوم يحمل فى قلبه أحجار منتزعة من الهرم منذ انهيار القشرة الجيرية بجداولها فى الزلزال الذى ضرب المنطقة فى القرن السابع عشر ..
وبصعيد مصر عندما فكر عبود باشا الاقتصادي المصري الشهير فى بناء مصنع سكر نجع حمادى يمم وجهه ناحية معابد الأقصر وانتزع منها العديد من الأحجار ووضعها فى أساس المصنع !
وقد بدأ البحث خلف سر الهرم الأكبر الذى يعد أعقد ألغاز الحضارات القديمة على مر التاريخ منذ أيام خلافة المأمون عندما دخل بعض علماء العرب للهرم وكتبوا عنه وأثارتهم دقة البناء وتساءلوا عن هدف بنائه وهو الهدف الذى لا زال حتى وقتنا هذا لغزا غامضا لم يتم حسمه ..
والحديث عن الهرم الأكبر يطول بأحجاره التى بلغت مليون وستمائة ألف حجر يتراوح وزنها بين 12 طن وسبعين طنا قيل أنها مجلوبة من أقاصي الصعيد بوسيلة مجهولة , ومرصوصة فى دقة هندسية خرافية بوسيلة غير معروفة أيضا
ويبلغ الإعجاز الهندسي فيه حدا لا زال العلم الحديث بكل منجزاته يقف عاجزا عن محاكاتها لأن الهندسة التقليدية التى نعرفها تقف عاجزة عن تقنين العلاقات الرياضية الرهيبة بين أطراف الهرم والتى تحاكى بدقة مذهلة أبعاد الكواكب والنجوم بحيث يعد الهرم معجزة فلكية أو مرصد كما قالت بعض النظريات ..
هذا الهرم الذى قال عنه علماء القرن الثامن عشر أنه مقبرة للملك خوفو .. وبالرغم من أن تلك المعلومة سقطت من ميزان علم الآثار منذ سنوات , إلا أننا حتى الآن كمصريين ندرس أن الهرم هو هرم خوفو مع أن علماء المصريات عندما صححوا تلك المعارف كانت الأدلة قاطعة على زيف معظم ما توصل إليه علماء ذلك الوقت من أن خوفو هو بانى الهرم الأكبر لأنهم اعتمدوا على عبارة منقوشة بداخل إحدى الخرطوشات الملكية ومكتوب عليها بالهيروغليفية " هيليم خوفو " وهى التى اعتمد عليها العلماء منفردة فى وقتها لينسبوا الهرم الأكبر إلى هذا الملك الذى نجهل كل شيئ عنه ولا وجود له فى التاريخ القديم بالرغم من وجود تمثال صغير وحيد له وبعض معلومات ضئيلة عثر عليها الدكتور زاهى حواس منذ سنوات
وعبارة " هيليوم خوفو " هذه لا تعنى الملك خوفو كما تمت ترجمتها بل تعنى حرفيا بالهيروغليفية " الله جل جلاله " "[1]"
الأكثر مدعاة للأسي أن عمر الهرم نفسه والذى ندرسه كمصريين بأنه يبلغ من العمر خمسة آلاف عام هو أمرٌ تراجع عنه العلماء الموثوق بهم فى التاريخ الفرعونى وأجمعوا على خطئه وعلى رأسهم " مانيتون " أكبر عالم أثريات فى هذا التخصص , ونقل لنا تاريخ العرب فى مصر أن أحد علماء العرب وضع تفسيرا لبناء الهرم وتحليلا له كان منه أن الهرم عمره خمسة وثلاثين ألف عام
ولو أننا وضعنا بأذهاننا أن التاريخ المكتوب للعالم أجمع بدأ منذ عشرة آلاف عام فقط فلنا أن نتخيل مدى الحيرة التى استبدت بعلماء الغرب عندما توصلوا لكشفيات أثرية إغريقية تؤيد القول بقدم الهرم بهذا الشكل وتؤيد القول العربي
فالتاريخ الفرعونى المكتوب الموجود لدينا يبدأ من عهد الأسرة الأولى التى أسسها الملك مينا موحدا بها قطرى مصر شمالا وجنوبا منذ سبعة آلاف عام أما قبل هذا التاريخ فلا نعرف معلومة واحدة , ولنا أن نتخيل كم الأسرار الذى تحتويه فترة الدولة الفرعونية المزدوجة شمالا وجنوبا قبل مينا وهى التى استمرت فى التطور بعد ذلك مكملة للحضارة الفرعونية
ولو أننا ألقينا نظرة على أحدث الكشوف والنظريات العلمية فى هذا المجال سنكتشف ما هو أعجب ..
فعمر الإنسان على الأرض يبلغ مائة ألف عام وتقريبا ,
وكما سبق القول لا يوجد تاريخ مكتوب يصل لأقصي من عشرة آلاف عام سابقة فقط وقد عثر العلماء على أدوات علمية ومعادن وآثار لأشعة وقنابل تراوحت أعمارها بين عشرين ألف عام وخمسة وثلاثين ألف عام وكلها تنبئ عن حضارات سادت ثم بادت وهى التى ينقل لنا القرآن الكريم ومعظم الكتب المقدسة لمحات عنها ..
والذى يعنينا فى هذا الشأن ما كشفه أحد الباحثين الفرنسيين من أن أفلاطون عندما جاء لمصر والتقي بكهنة الفراعنة أخبروه عن أطلانطس وسجل أفلاطون هذا اللقاء فى محاورة " كريتياس " كما أن هيرودوت التقي بهم وكان تعليقهم أن علوم الحضارة الفرعونية بلغت حدا مرعبا وهى علوم تقتصر فقط على الكهنة كما أن الفراعنة تركوا آثار حضارتهم فى حضارة الأزتيك بالمكسيك والحضارة الصينية أى أنهم قطعوا العالم شرقا وغربا وكل هذا قبل التاريخ المعروف والمكتوب
الأكثر إثارة هو ما كشفته صحف نبي الله إدريس عليه السلام والتى اكتشفت فى عدة نسخ بعدة مواضع وهو أول الأنبياء بعد آدم عليه السلام ومعروف أنه استقر بمصر وتبعه أهلها وعلمهم الكتابة والحياكة وصنع أدوات الحضارة , مما وهبه الله ونقل لهم أخبار طوفان سيأتى على العالم بعده وهو طوفان نوح عليه السلام والذى جاء مكتسحا لكل العهد القديم .. وهو السبب الرئيسي لغياب كل أوجه وعلامات الحضارة السابقة عليه مما دعا ببعض العلماء للخروج بنظرية أن الأهرامات بنيت لأجل الحفاظ على تراث الفراعنة من الطوفان ومن ثم أودعوا الأهرامات الثلاثة كل الأسرار العلمية والكونية التى توصلوا لها
ومنذ إحياء الحضارة الفرعونية بمصر عقب الطوفان ظهرت للوجود أسطورة أزوريس التى دخلها الكثير من التحريف وحملت الكثير من حقائق وجود نبي الله إدريس عليه السلام وبقايا علمه الذى علمه للمصريين
والواقع أن هذا يعنى ببساطة أن العالم أجمع يلهث ويكتشف كل يوم جديدا فى أثر تلك الحضارة ونحن فى غفلة مرهونة بعلوم ندرسها عفا عليها الزمن .. وأمام تاريخ يحتاج الكتابة من جديد بل والتحديث المستمر مع الكشف المذهل الذى يتتابع ويربط بين حضارات العالم القديم ويصوغ ويضبط أحداث ما قبل التاريخ المكتوب
وقد أطال الدكتور مصطفي محمود البحث خلف تقنية بناء الأهرامات بالتحديد , ورفض ــ كغيره ــ كل النظريات التى عالجت طريقة البناء لأنها نظريات غير قابلة للتحقق , وخلص من هذا إلى أن الفراعنة لا شك أنهم عرفوا تقنية ( مضادات الجاذبية ) والتى تتيح للعلماء التغلب على الوزن الهائل لتلك الصخور ..
ولكن منذ عدة سنوات طرح أحد الباحثين الجادين فى هذا المجال فكرة جديدة تستحق التأمل والدراسة , وهو المهندس عبد الدايم كحيل الذى لفت نظره بشدة آية فى القرآن الكريم يخاطب فيها فرعون وزيره هامان لكى يبنى له الصرح الذى سيطـّـلع به على إله موسي عليه السلام كما يظن , وتقول الآية الكريمة :
( وقال فرعون يا أيها الملا ما علمت لكم من اله غيري فأوقد لييا هامانعلى الطين فاجعل لي صرحا لعلي اطلع الى اله موسى)
وهنا ثار التساؤل عن مغزى قول فرعون بالإيقاد على الطين , لا سيما وأن القرآن الكريم بالغ الدقة والتحديد فى تعبيراته المعجزة , وخلص الباحث إلى أن الآية الكريمة تشير إلى تقنية البناء التى استخدمها الفراعنة فى تشييد مبانيهم , وركز الباحث على الخوض وراء الآية الكريمة حتى قال بأن الهرم تم بناؤه كبناء متحد من عجينة طينية وممزوجة بالحصي والكلس وبعد ذلك تم إيقاد النار فيها فاكتسبت صفتها الحجرية ..
ولو كان الباحث مصريا أو عاش فى مصر لعثر على أدلة كثيرة لنظريته تلك تدعمها بشدة ,
فهذا التفسير مقبول لأسباب جوهرية أن صعيد مصر ظل حتى فترة قريبة من القرن العشرين يتوارث عن الفراعنة بعض العادات فى الزراعة والبناء وأشهرها طريقة صناعة ( الطوب الأحمر ) الذى يتم استخدامه فى الأبنية الأسمنتية حيث تتم صناعة قوالب الطوب من الطمى الليّن المخمر ثم يتركها الصانع حتى تجف تماما وتتصلب نسبيا ثم يتم رص آلاف القوالب فى شكل هرمى تحديدا ــ وهذا هو ما يلفت النظر ــ وهذا الشكل الهرمى يتم بناءه فوق بعضه البعض دون استخدام أى مواد لاصقة وبطريقة هندسية معينة تترك فراغات محسوبة , ثم يتم كسوة هذا الهرم بطبقة طينية لينة من جميع جوانبه , ثم تأتى المرحلة الأخيرة وهى إشعال النار باستخدام المواد المساعدة للاشتعال ويتم تركه حتى تخمد النار فتخرج قوالب الطوب الأحمر الصلبة فى شكل صخرى يتم استخدامها بعد ذلك فى الأبنية الحديثة المبنية بالخرسانة المسلحة ..
ولا يمكن بأى حال من الأحوال أن نتجاهل التشابه الشديد بين الأمرين ,
فضلا على أن هذه النظرية تفسر كل ألغاز البناء بالفعل , فصخور الهرم نفسها متساوية وملساء كما لو أنها مصبوبة صبا ولا يمكن قبول القول السائد بأنها صخور جبلية تم اقتطاعها من الجبال بهذه الدقة ونحتها لتصبح ملساء لهذه الدرجة , هذا فضلا على أن بناء الهرم لم يستخدم فيه أى مواد بناء أو أسمنت بل تم رص الأحجار فوق بعضها البعض لتلتصق بإحكام اعتمادا على الفراغات الهوائية ..
وهذه الفراغات الهوائية أو الفقاعات الموجودة فى صخور الهرم لا تتكون فى الغالب إلا بسبب النيران التى تستنزف الأكسيجين من الحجر , ويضاف إلى ذلك أن الهرم تمت كسوته بطبقة جيرية تغطيه تماما وهذا كله يطابق نفس الطريقة التى تتم بها صناعة قمائن الطوب الأحمر ..
وهذا يعنى أن الهرم لم يتم بناؤه من الصخور الجبلية بل تم بناؤه من عجينة طينية ورملية بطريقة المصفوفات حيث يتم بناء الصخور الهرمية نفسها طبقة وراء طبقة ولا يتم بناء الطبقة العليا إلا عندما تجف الطبقة السفلي فينتج عن ذلك فراغ هوائي ضئيل بين الطبقتين وبعد البناء تم إيقاد النار فيه فتشكل الهرم وتمايزت صخوره عن بعضها البعض بعد اكتسابها الصلابة وبالطبع تظل مستقرة فوق بعضها البعض لوزنها الهائل
وكان من عجائب المصادفات أن أعثر على ما يدعم هذه النظرية من أحد أشهر مراجع تاريخ مصر الإسلامية وهو كتاب ( النجوم الزاهرة ) للعلامة ابن تغربردى حيث يروى أن أحمد ابن طولون استدعى أحد العلماء المصريين ممن ورثوا بعض المعارف الفرعونية وسأله عن وسيلة بناء الهرم وكيف تمكن الفراعنة من رفع هذه الأحجار وأين كانوا يضعون الآلات الضخمة التى تقوم بهذه المهمة بل كيف تأتّى لهم صناعة مثل هذه الآلات ..
فأجابه ذلك العالم قائلا : كانوا يبنون الهرم بناء واحدا دفعة واحدة ثم إذا فرغوا من البناء نحتوه من أعلى إلى أسفل "[2]"
والعبارة لا تحتاج تعليقا لوضوحها فهى تثبت أن الهرم لم يــُــبن برص الصخور بل بــُــنى كبناء متحد ثم نــُــحتت أحجاره وتمايزت بعد ذلك ..
وتلك النظرية ــ لو ثبتت صحتها ـــ سيعنى هذا أننا نلك الوسيلة التامة لمعرفة عمر الهرم بالتحديد , وذلك بطريقة الجيولوجيين المشهورة عن طريق تحليل وقياس كمية غاز الأرجون فى الصخور وبها نتمكن بمنتهى البساطة من قياس عمر أى صخرة على الأرض وبدقة تبلغ نسبة الخطأ فيها مائة عام لكل خمسة مليون عام !
وكانت تلك الوسيلة البحثية الفريدة هى التى مكنتنا من معرفة عمر الأرض من أقدم صخورها وهو عمر يمتد فى التاريخ إلى أربعة آلاف وخمسمائة مليون سنة
والذى كان يمنع العلماء من هذه الوسيلة لقياس عمر الهرم أنهم اعتقدوا بأن بناء الهرم يتألف من أحجار الجبال وبالتالى فإن القياس هنا سيقيس عمر تلك الصخور وليس عمر البناء الهرمى , ولكن ما دام البناء الهرمى ناتج أصلا عن صناعة يدوية فعمر صخور الهرم هو ذاته عمر الهرم نفسه ..
وفى الواقع أنا لا يلفت نظرى فقط أن كتاب ابن تغربردى ـــ وهو من كتب تراثنا العظيم ــ احتوى على هذه الإشارة البالغة الأهمية , بل الذى يلفت النظر أكثر هو سؤال مغتاظ أين الباحثون ومن ينادون بحرق كتب التراث من المعارف والعلوم التى يحتويها تراثنا وما هو سبب العمى الحيسي الذى أصابهم إلا عن كل كتاب غربي وفكرة غربية حتى لو كانت من بنات أفكار المهاويس !
وهؤلاء لم يكفهم فقط أن كتب التراث معزولة عن مصادر المعرفة بل طفقوا يهاجمونها رغم احتوائها ــ بخلاف علوم الشريعة ــ على نوابغ الأفكار فى مختلف العلوم وربما يكفي لإشارة ما ورد فى كتاب ابن حزم الفقيه الأندلسي عن دوران الأرض وكيف أنه استنبط هذه الحقيقة من تدبره لآيات القرآن فى قوله تعالى ( والأرض مددناها ) وقال بأن الشكل الهندسي الوحيد الذى يمتد إلى ما لا نهاية هو الكرة "[3]"
بخلاف ما نص عليه بعض المفسرين من وجود الثقوب السوداء والتى أطلقوا عليها الإسم الوارد فى القرآن ( الجوار الكنس ) ووصفوها بأنها نجوم كاسحة تبتلع كل ما يقف فى طريقها , بالإضافة للتراث الفكرى الذى خلفه المعتزلة فى غير أبواب العقائد التى أضلوا بها الناس , حيث أن للمعتزلة إضافات لا تصدق فى الفكر والعلوم الفلسفية
ويحضرنى هنا قول الدكتور يوسف زيدان أحد مشاهير تحقيق المخطوطات عندما كان برفقة إحدى الوفود الثقافية الأجنبية الزائرة لمصر , وجاء أفراد الوفد كافة يسألونه المطالعة فى كتب تراثنا الفكرى بكافة أنواعه , فعلق قائلا :
( ايه الخيبة التقيلة اللى احنا فيها دى , شباب الغرب أكثر دراية بكتبنا وتراثنا ويسألون بطريقة محددة تشي بمعرفتهم بما يطلبون , بينما نحن نتنطع ونتباهى بكتب وأفكار نيتشة ومونتسيكيو !! )
الهوامش :
[1] ــ هذه الفقرة من البحث هى نتائج فكر الدكتور مصطفي محمود رحمه الله فى حلقته الماتعة عن الهرم الأكبر
[2] ــ النجوم الزاهرة ــ ابن تغربردى ــ الجزء الأول ص 41
[3] ــ الفصل فى الملل والأهواء والنحل ـ ابن حزم الأندلسي