الموضوع
:
[ " وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ " ................. ]
عرض مشاركة واحدة
04-10-2015, 04:21 PM
المشاركة
196
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Dec 2009
رقم العضوية :
8249
المشاركات:
29,962
المنامات
إن من الأمور التي تواجهنا، مسألة المنامات ..
وبعض هذه المنامات تغير طبيعة الإنسان ، فتورث له حزنا بلا سبب ، أو سرورا بلا سبب.. فما هو الموقف الشرعي تجاه ذلك ؟..
إن المنامات موزعة بين العناصر التالية :
- إما منام حق ..
وهذا المنام لا يتوقف على كون الرائي مؤمنا ، ففي سورة يوسف هناك منامات صحيحة مفسرة ؛ منها منام يوسف
(
عليه السلام
)
ومنها منام فرعون الذي رأى البقرات.. إذن هناك منامات تفسر ..
والمنام من آيات الله عزوجل ، فالإنسان عندما ينام ، تصعد روحه ..
وفي هذه الحالة من الصعود ، يرى بعض الصور الخاصة .
- وإما أضغاث أحلام ..
هناك منامات لا يمكن أن تفسر بشيء، ليس لها قيمة ..
عن ابن عباس قال : إن الرؤيا منها حق، ومنها أضغاث أحلام ؛ يعني بها الكاذبة.. والأضغاث ما لا تأويل له من الرؤيا
.
- وإما
منامات شيطانية ..
إن الشيطان يوسوس للإنسان
في اليقظة وفي المنام .. فالشيطان يصور للإنسان في منامه ما يفزعه؛ لأن الشيطان يحب إحزان المؤمنين كما قال الله تعالى:
{
إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ
}.
وعليه ، ماذا نعمل تجاه ظاهرة المنامات ؟..
ما دام الأمر لا يورث القطع واليقين ، لا بد من عدم الاعتناء بهذه الظاهرة .. إن وجدنا مفسرا ومعبرا صادقا ، يمكن الرجوع إليه من باب الرجوع إلى أهل الفكر في كل حقل ..
والذين يفسرون الأحلام، هم طبقة نادرة، رب العالمين منّ على يوسف
(
عليه السلام
)
بتأويل الأحاديث
{
رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ
}..
فهذا علم إلهي لدني ، والذي ليس له طريق إلى هذا العلم اللدني ، ليس له الحق أن يتخرص في هذا المجال .
ما الذي يجب القيام به عند رؤية المنام ؟..
إذا رأى الإنسان مناما مزعجا أو مفرحا ، ولم يجد من يعبر له هذا المنام ..
-
وبالمناسبة : إن الرجوع إلى بعض الكتب في هذا المجال خاطئ ؛ لأنه لا يورث اليقين
-
فإن ذكر هذا المنام إلى قريب ، قد يورثه الحزن .. وهذا تصرف غير صحيح ، أن نورث مؤمنا حزنا دون سبب وجيه ..
لذلك علينا القيام بما يلي :
الخطوة الأولى :
الكتمان
..
من كتم منامه وأسره ، كفاه الله شره .
الخطوة الثانية :
دفع
صدقة
..
إن على الإنسان أن يدفع هذه الصدقة بنية دفع البلاء ، إن كان المنام منذرا بشر .. وبنية جلب النعمة ، إن كان مبشرا ..
حيث أن بعض الهبات الإلهية معلقة على الصدقات .. فرب العالمين أمضى هذه الهبة ، بشرط أن تدفع صدقة .. فتكون هذه الصدقة إما دفعا للبلاء ، أو جلبا للنعماء .
إن
مضمون المنام ، إن كان فيه قول من إمام أو مرجع لفت انتباهك إلى تقصير أو إلى خطأ ترتكبه في حياتك .. فإن القاعدة العلمية تقول : انظر إلى نفسك ، إن كنت مقصرا وكان هذا التحذير في محله ؛ عليك أن تتفادى هذا الخطأ .. أما إذا كان لا واقع له ، فلا ينبغي التأثر بهذا المنام .
الخلاصة :
إن
مختصر الكلام في موضوع المنام ، هو : ما دام هناك احتمال أن يكون أضغاث أحلام ، وهذا الاحتمال وارد ؛ فإن على الإنسان أن لا يبني حزنه وسروره على هذه المسألة .
منقول بتصرف
**************************************
حميد
عاشق العراق
10 - 4 - 2015
معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
رد مع الإقتباس