عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
11

المشاهدات
4831
 
د محمد رأفت عثمان
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


د محمد رأفت عثمان is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,305

+التقييم
0.36

تاريخ التسجيل
Jun 2014

الاقامة
سوريا

رقم العضوية
13019
03-26-2015, 06:34 AM
المشاركة 1
03-26-2015, 06:34 AM
المشاركة 1
افتراضي أخـلاق سـادة البشـر – الصـدق
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على خير الخلق سيدنا محمد
اعلم أخي المسلم أن سادة البشر الحقيقيين ليسوا من بنى مملكة تفنى و إنما من كمل في الدنيا خلقه فنال في الفردوس الأعلى مملكة لا تأكلها النيران .
أخي المسلم : الصدق من أهم الأخلاق في حياتك فاحرص عليه كل الحرص ذلك لأنك به تعرف ربك الحقيقي و به تعرف نبيك صلى الله عليه و سلم و به تعرف ما ينفعك و ما يضرك و كيف لا و أنت عندما تحاكم الأمور بصدق بعيداً عن الأهواء و الشهوات الذاتية فإنه سيتبين لك جمال الفضائل و نفعها فتأتيها و قبح الرذائل و ضررها فتتجنبها , سيتبين لك الإله الحقيقي و أنعمه فتعبده و الشرك و أضراره فترفضه , ستتوضح لك الحكمة الربانية في أوامر خالقك جل و علا فتنصاع لها و نواهيه فتبتعد عنها و ستتكشف لك شرور المعاصي و الجرائم و الدناءات فتأنف منها .
و الصدق في التفكير يزيدك علماً لأن الحقائق مرتبطة ببعضها بعضاً كسلسلة لا نهاية لها و ما إن تكتشف حقيقة حتى تدنو من أخرى , و أما الكذب فلا يزيدك إلا جهلاً و سفهاً و ذلك لأنك و إن ربطت بعض الكذبات ببعض فإنك لن تعدو بها بعيداً بل ستضيع في متاهاتها و تتخبط في كثرتها .
و الصدق في الهمة و بذل الجهد في تحصيل ما ظهر نفعه من فضائل و تجنبِ ما ظهر قبحه من خبائث سيجعل الإنسان أفضل و المجتمع أكمل , فينتشر الإخلاص و التكافل و التعاضد و المحبة و البر و العدل و الصلة و الرأفة و المواساة و الأمن و الطمأنينة و الرخاء و السعادة و الهناء و ....الخ , حتى إذا ما نظر الله عزوجل لهذه الفئة من البشر أنعم عليها بخيرات من السماء و الأرض و رضي عنهم في الدنيا و الآخرة .
و بالصدق في وضع النتائج في العلوم الدنيوية و ربطها مع بعضها عند إجراء الأبحاث و التجارب و المتابعة يرتقي الإنسان في هذا المجال و من لا يصدق في ذلك فإنه لن يرى حضارة و لن يرفع صرحاً .
و من يرتضِ الكذب في حياته فهو يرتضِ غيره من الشرور و كيف لا و الكذب يلبس الرذائل ألبسة المنفعة و الفائدة و الجمال و النقاء حتى إذا ما غرق الكذوب في الشرور و هو يظن نفسه أنه يخوض في بحار المجد و العلو وجد نفسه ملوثاً بأطيان الخِسّة و التفاهة و القبح فلا ينفعه بعدها إلا توبة نصوح و عودة إلى جادة الصدق و الصادقين .


الكاتب : د.محمد رأفت أحمد عثمان/دمشق – آخر تعديل 26 آذار 2015




لاإِلَـهَ إِلا اللّـه - مُحَمّد رَسولُ اللّه