الليلة الثالثة عشر بعد الألف


قالت شهرزاد بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد ..
أن علي الخياط لما ذهب لجلب الخمارات الزاهية والملونة من كل الألوان
وجدها كلها..
سوداء..فصرخ صرخة مدوية ..وشهق شهقة شديدة..
كادت روحه فيها أن تفارقه..
وسقط مغشيا عليه من هول ما رأت عيناه
جري لوقا وشرمان ..عندما سمعا صرخة علي ..وأخذ لوقا يدلك
له قلبه ويرش الماء علي وجهه إلي أن قام من غشيته ..
وسأله عما حدث ..فأشار.. علي..إلى الخمارات ..وصرخ لوقا ..
ووقع مغشيا عليه وأخذ ..علي يدلك له قلبه ويرش الماء علي وجهه ..
في خبث
سأل شرمان ..لوقا ..وهو يبتسم إبتسامة صفراء هازئا ..
- أين الخمارات زاهية الألوان.. يا لوقا ..التي أخذت ثمنها
مني ..وأصبحت ملكي .. تلك الخمارات كلها سوداء ..
أتخدعني يا لوقا ..
أتخالف ذمتك كتاجر شريف..وتخالف شريعة التجار وتبيع لي بضاعة وتقبض ثمنها ..ثم تعطيني بضاعة ..راكدة لا تباع ..
أين ضميرك يا رجل ..
- والمسيح الحي أنا لم أخدعك..بل من خدعنا هو ..علي الخياط ..
- أتتهمه..بسرقة بضاعتك ..وتبديلها ..
- نعم..نعم ..أتهمه ..
- أذن فليعقد مجلس التجار..ولتعرض عليه قضيتكم ..
وما يحكم به المجلس سينفذ في الحال
وإنعقد المجلس في الحال ..وجلس شرمان في صدر المجلس يعرض
القضية علي التجار ..

كيف أن ..علي الخياط ..قد حنث بعهده مع لوقا
في حفظ ماله. .
.وكيف أن ..لوقا ..قد خالف شريعة التجار وباع بضاعة
وقبض ثمنها وهو لا يملكها ..ويعتبرهذا في شريعة التجار..
دلس وأحتيال..فما حكمكم عليهما ..
أختلف التجار ..
منهم من طلب سجنهم ..
ومنهم من طلب جلدهم وتجريسهم..
ومنهم من طلب طردهم ونفيهم خارج المدينة ..
رفع شرمان يده ليصمتوا ..
والدموع تغرق عينيه ..
وفي صوت ملأته الشفقة والرحمة ..قال
- لا ..لا ..يا أخواني هذه قسوة لا نقبلها لمن كانوا تجارا مثلنا ..
- نعم هم أذنبوا ذنبا كبيرا لا يُغتفر..ولكن أين قلوبكم الرحيمة ..
فأنا أطلب لهم الرحمة ..وسأكتفي أنا بأن يرد لي لوقا مالي..
ويعطيني كل ما يملك
دكانه وداره عوضا لي عما أقترفه في حقي من جرم ..
أوليس هذا هو العدل ..
رد عليه الجميع ..نعم..نعم.. هو العدل ..
فقال ..
- أما علي الخياط..ولخيانته لعهده مع لوقا ..بأن يحفظ ويصون ماله فليعط حانوته وداره إلي لوقا عوضا له ..عما أقترفه من جرم في حقه ..
أوليس هذا هو العدل ..
رد عليه الجميع ..نعم..نعم.. هو العدل ..فقال ..
- وما دام لوقا سيهب لي كل ما يملك..فيصبح حانوت ودار علي ملكا لي ..
أوليس هذا هو العدل ..
رد عليه الجميع ..نعم ..نعم ..هو العدل..فقال
وهو يبكي ..
- وشفقة منكم يا أهل الشفقة..وتنازل مني..سندعهم يتقاسمون ..
مناصفة الخمارات السوداء ..
ليتقوتوا بما يبيعونه منها ..
أوليس هذا هو العدل ..
رد عليه الجميع ..نعم ..نعم ..هو العدل ..
وقف شرمان وصرخ والدموع تنهال من عينيه تمزق القلوب
وقال ..

وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح