الليلة الحادية عشربعد الألف
قالت شهرزاد بلغني أيها الملك السعيد



أن شرمان لما وصل الغابة المرصودة ملأت أنفاسه رائحة نتنة ..
وظهرت أمامه...


إمرأة عجوز شمطاء تشمشم في وجهه وتطير من حوله ..
إنخلع قلبه بين ضلوعه وأطلق ساقيه للريح هربا وفزعا
والعجوز تطير من حوله وهي تضحك وتشمه..
إلي أن إنقطعت أنفاسه وسقط علي ركبتيه ..
والعجوز الشمطاء ما زالت تلف من حوله وتشمه وهي تقول ..
- إنسان.. نجس.. قلب متحجر ..ضمير ميت ..روح فسدت
ملأها الحقد والكراهية ..
هذه مواصفات رجلي الذي أبحث عنه من سنين ..
في خوف وفزع شديدين ..وصوت مرتعش ..سألها شرمان
- من أنتي أيتها العجوز ..وماذا تريدين مني ..
- أنا.شواهي الجنية ..وأخت أم الدواهي الأنسية ..
فمن أنت وما آتي بك إلي غابتنا المرصودة..
ألا تعرف يا منجوس ..يا منحوس..
أن من دخلها مفقود ومن خرج منها مولود ..
قل ماذا تريد..
- أريد ستنا وتاج راسنا.أم الدواهي
- في خير.أم.. شر ..
فأم الدواهي لا تعرف للخير سبيل ..
- لا.لا..في شر طبعا ..
رفعته شواهي من كتفيه وطارت به بين أشجار الغابة المرصودة
إلي أن رمته أمام أختها الأنسية ..أم الدواهي ..
والتي تشبة شواهى فى قبحها ورائحتها العفنة


قَبل يديها ورجليها ..فنظرت إليه في غيظ ..وقالت ..
- من شرمان شهبندر التجار
أجرؤت يا أنجس خلق الله
أن تأتي عندي بعد أن طردوني شر طردة هؤلاء المنشدين
وتخليتم عني بعد أن ساعدتكم في فسادكم ونجاستكم سنين طوال .
لقد جئت لقضائك .
- إرحميني يا ستنا وتاج راسنا
- لا رحمة لمن تخلوا عن أم الدواهي
إنطق ما الذي آتي بك إلي
- لأدلك ..كيف تأخذين بثأرك ..وتستردي مكانتك في المدينة ..
- تكلم يا منجوس..كيف ..
- لقد جدد..علي الخياط ولوقا ..عهدهما القديم ..
وما عليكي ألا أن تجعلي أحداهما ..يحنث بعهده ..
ويدب الخلاف بينهما ..
ويضعفوا..فتذهب ريحهم ..
- بل سأجعل كليهما يُحنث بعهده
بسحري ونجومي وتعازيمي
وتعاويذي وسأجعل شياطين الأنس والجن في خدمتي ..
لتعود المدينة بين قبضتي مرة أخري ..
وتعود لخَرسها..

هذا ما كان يا مولاي من أمر شرمان وشواهي وأم الدواهي ..
أما علي الخياط ولوقا التاجر ..فقد عادا إلي دارهما ..سعيدين فرحين
وأخذ.. علي.. يقص علي زوجتة الجميلة..
بدر البدور..


ماكان من أمر العهد ..https://encrypted-tbn3.gstatic.com/i...vPp2NZATvFGFDA
وكذلك فعل لوقا مع زوجتة ..مريم ..
وصبح الصباح علي أهل مدينة الآمنين ..ولم يكن هناك حديث بينهم
ألا حديث عهد.. علي الخياط.. ولوقا التاجر ..
فتح علي حانوته
وبدأ من فوره ..فى حياكة أول وشاح مذهب ..
أخذ الصبية من حوله يطرزون ما يخيطه ..
بالترتر والخرز ..
وآتي لوقا لإستلام ما خاطه علي في يومه ..
فوجده قد أنهي حياكة القماش بأكملة ..
فرح فرحا شديدا ..
ولم يكن يدري الصديقان ما يدبر لهما في ليل..
من شر مستطير ..
تقشعر له الأبدان ..ويشيب له الولدان ..
فجأة
شم جميع من بالحانوت رائحة عفنة نتنة..
تخنق الأنفاس
وتطبق علي الصدور ..
فصرخ لوقا ..
- ما هذة الرائحة العفنة النتنة
أهي رائحة كلب ميت ..
- بل هي أسوأ
ولم يكن الصديقان يدريان..
أن الملعونة شواهي كانت..

وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح