الموضوع
:
الأنفاس الآخيرة ( ويحكى آن )
عرض مشاركة واحدة
02-13-2015, 06:31 PM
المشاركة
13
فاطمة جلال
مراقبة سابقة
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Nov 2009
رقم العضوية :
8124
المشاركات:
8,285
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر علي
مضت أيام ومازال القصف مستمرا وأشباح الموت تعيث في الأرض فسادا ، يوقظنا صوت البيوت المهدمة ، وبكاء الأطفال ، وسماعات تنادي على الرجال لتصلب أجسادهم العارية .
يدخل الراوي في بداية العرض ليفصل في الأحداث .
في هذه الجملة المشبعة بمفردات الحرب : قصف ، موت ، هدم ، صلب . وبمفردات لها وقع على النفس وتعكر المزاج : أشباح ، الفساد ، البكاء ، العري .
جات هذه الجملة لتفيد الإستمرارية لظروف المقدمة من جهة ، و لتصف واقع الحرب من جهة أخرى .
هناك تركيز كبير على السمع في الجملة ، قصف ، يوقظنا صوت البيوت ، سماعات تنادي ، بكاء الأطفال ، وهو تعبير عن حالة الحصار التي يعاني منها الراوي و انغلاق الآفاق في وجه عينيه ، فهو في سجن بين جدران يترقب أشباح الموت متى تمتد إليه مخالبها .
مسلسل يومي من الوجع المميت ، كنا نتقاسم كسرة الخبز و شربة الماء ، حتى رائحة الموت والدمار ....
هذه الجملة التي تفيد الاستمرارية في المعاناة و الوجع المميت ،جاءت لتبين تلك اللحمة بين سكان المخيم ذلك التعاضد بين أفراده ، تقاسم الخبز على ندرته و الماء الذي يتم تخريب شبكته فلا يبقى غير القليل منه ، سكان المخيم يتقاسمون كل شيء حسب استرسال النقط حتى أنهم يتقاسمون الموت والدمار فكل بيت ينال نصيبه من تلك الأهوال و المصائب "
في الفقرة الثانية من العرض " من: كنت أخاف ......إلى : أو نكون في عداد الموتي ." ينتقل الراوي من المشهد العام الذي يسود المخيم إلى وسطه القريب أسرته ، ذلك لينقل بشكل جلي وعن قرب ما يجتاح الأسرة خلال هذه الأيام العصيبة ، الفقرة تتشكل من ثلاث جمل . أولها تتحدث عن العلاقة بين البطل ابراهيم و التي كانت تنظر إليه تلك النظرة الطويلة ، إنها عين الأم التي يسترسل دمعها منذ خروج البطل إلى القتال ، و تأخر عودته ، فقلب الأم تكاد تتكشف أمامه الأحداث المستقبلية ، ورابطة الأمومة هي أقوى الروابط الاجتماعية ، وهي خير معبر عن الوجدان البشري وما يعنيه الفراق والانتظار ، وصورة معبرة أكثر عن الأحاسيس الجميلة ، فاختيار الأم هنا لم يكن اعتباطيا ، فهي رمز للقدسية ، رمز للحب ، رمز للحنان ، رمز للوطن الذي يبكي أبناءه و في ذات الوقت يفتخر بهم .
في هذه الجملة يتحدث الراوي لأول مرة عن نفسه ، فالكاتبة هنا تبني شخصية الراوي وفي نفس الوقت تعمق معرفة القارئ بمختلف العلاقات الرابطة بين أشخاص النص . ولعل قوة هذا النص تكمن أساسا في طريقة البناء والأسلوب الجميل والاستعمال الأمثل للمفردة باقتصاد وبدون تكرار و إقحام المعلومة في الوقت المناسب في قالب أدبي شهي .
الجملة الأولى : كنت أخاف أن أنظر إلى عيون أمي والحيرة تسكنها ، والدمع رفيقها على غياب أخي ابراهيم ، وأبي قد أصابه الوجوم ، كنت أتمنى أن ينبس و لو بكلة واحدة .
خوف ، حيرة ، دمع ، غياب ، وجوم ، تمني " أب ، أم ، أخ " جملة مثقلة بالمشاعر و الأحاسيس ، جملة تكاد تختزل النص كاملا .
الراوي يخاف النظر إلى عيني أمه ، هو خوف من الحقيقة ، فالعين هي قرينة الصدق ، الأم مسترسلة في دمعها و الأب تمكن منه الوجوم ، و الراوي يتمنى لو تتغير هذه المعادلة دون القدرة على التأثير على المشهد ، فهو يستنجد بالأب لعله يقاوم ذهوله وحيرته وينطق و لو بكلة واحدة تعيد الثقة إلى النفوس المنهارة .
يتبع
[tabletext="width:70%;"]
أديبنا القدير ياسر علي
عدت مجددا أقف على ناصية الحرف من جديد وهذه القصة التي كتبتها ذات مساء بعيد
وما زال المساء يحمل في ذاكرتي كل الصور
مشاهد يومية قصف دمار
بكاء وصراخ
جوع وموت
حصار وليل
كلما مرت بخاطري هذه الصور أشعر بانني كطفلة صغيرة تموء من البرد
ولكنها كانت قاردة على البقاء على العيش رغم كل الظروف القهر ية
كل هذا الموت والدمار لم يحرك الساكن في نفوس العالم
وللمخيم حكايا لم أرويها بعد
سيكون لها من حرفي نصيب
كل الشكر والتقدير لهذه القراءة العميقة المتعمقة لهذا الحرف
باقات من الود والشكر والتقدير أزرعها على جبين حرفك المكلل بالندى
[/tabletext]
.....
تَعَـالَ ...
نَعْـجِن مِـن الحِـرَفِ رَغِيفًـا عَـلَى مَوَائِـدِ الـكَلَامِ ...
وَنَـكْتُب رَسَائِـلَ الحَـنِينِ إِلَى اليَـاسمِينِ ....
تعـالَ...
فمن تشتاق الـروحُ اليـهم ؛ قـــد أوغلـوا فـي الغيـاب !
فاطمة جلال
.....
رد مع الإقتباس