الموضوع: اقدام ثابتة
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
15

المشاهدات
5346
 
ابو ساعده الهيومي
من آل منابر ثقافية

ابو ساعده الهيومي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
204

+التقييم
0.06

تاريخ التسجيل
Jul 2014

الاقامة

رقم العضوية
13084
01-23-2015, 09:58 PM
المشاركة 1
01-23-2015, 09:58 PM
المشاركة 1
افتراضي اقدام ثابتة
[tabletext="width:70%;"]

اقدام ثابتة
على دكة صغيرة بُنيت كامتداد لدكان صغير ما لبث أن أُلغي وأصبح غرفة أضيفت لذلك البيت الشعبي، وما أكثرها في المجمعات الشعبية، فهي عبارة عن فكرة ومشروع لأحد سكان الحي، حيث تفكير سكانها بسيط ببساطة أحيائهم، فالمشاريع التجارية الخاصة بهم لا تتعدى أن تكون مطعما شعبيا: كبدة.. مقلية.. بليلة.. بطاطا...
وعادة ما تنطلق هذه الأفكار أو يأتيهم الإلهام قبل شهر رمضان بأسابيع، وما أن ينتهي شهر رمضان حتى تنتهي صلاحية هذه الدكاكين.
المهم أن هذه المحاولات أوجدت غرفة إضافية للعائلة..
ودكة صغيرة أصبحت مركزًا لأهل الحي، تجمع فيها الشباب، وعلى أحدها جلست مجموعة من الأطفال، وقد تميزوا بلباس رياضي.. كل واحد منهم يمثل النادي الذي يشجعه..
وقد يكون لون ذلك اللباس أو ما كُتب عليه هو السبب الرئيسي، بينما كل واحد منهم يحمل في إحدى يديه رقائق البطاطا، وفي اليد الأخرى أحد المشروبات، والغريب أن أغلبية تلك المشروبات هي مشروبات طاقة (بايسن.. رد بول... إلخ)
المدهش في الأمر أن اللبس رياضي والمشروبات خاصة بالرياضيين، بينما الأجسام وما في الأيادي لا يعبر عن ذلك !
فالأغلبية امتدت كروشهم وصدورهم دافعة تلك القمصان إلى الأمام، حتى إنك لم تعد تعرف اسم النادي أو ما هي العبارة المكتوبة على القميص !!
بينما اشتد الترنج (السروال الرياضي) في الاتجاه المعاكس، فتلك الشحوم خرجت من تلك الأجسام وكأنها تلال !!
حتى بدا ساكنو هذه الأجسام كهولا، ولم يميزهم إلا أصواتهم التي تخبرك أنهم أطفال !!
وعلى بعد عدة أمتار وقف عدد من الشباب، والذين تميزوا بأجسام هزيلة وأعين كبيرة لا تعكس الجمال؛ بل نتاج للإرهاق والهزل اللذين أصابا الأبدان، والناتجين عن التدخين وما يرافقه من عادات وسلوكيات دمرت العقول واعتلَّت بسببها الأبدان..
وقفوا يلتفتون يمنة ويسرة، بينما أيديهم ترتفع إلى أفواههم حاملة السجائر، وما أن تصل السيجارة إلى فم أحدهم حتى تنتزع منها مرة أخرى، ترافقها التفاتات تدل على أنهم متوترون !
وهذا لا يعني أنهم خائفون، ولكن هذا القلق سببه تخطيطهم المتواصل أنهم واقعيون لا يحلمون.
إن تلك العيون جُهزت ودُربت على التحليل والتمييز..
وكذلك دُربت على الكلام...
لقد علمها الهوى واتباع الشهوات وما تعرضوا له من عقوبات ونكبات، مهارات الهجوم والاختباء، وجميع هذه الأدوار تقوم بها العيون.
بينما مُنعت الأفواه من الكلام، فقد تعلموا أنها مصدر النكبات والبلاء !
وفجأة، ومن أحد الأزقة ظهر شخص ما
فإذا بتلك الأيادي ترمي ما احتوت، وبسرعة تقوم الأقدام بدهسها، بينما اتجهت العيون مسرعة إلى الى ذلك الشخص ، وما لبثت أن عادت إلى وضعها الطبيعي ممثلة البراءة !
عندها بدأت الأفواه بتمتمة بعض العبارات وبصوت يكاد لا يسمع، بينما جميع الرؤوس تطأطأت، وبدأت الأقدام بالحركة يمنة ويسرة، ولكن ليست جميع الأقدام
[/tabletext]