الموضوع
:
مقابلة!!
عرض مشاركة واحدة
احصائيات
الردود
16
المشاهدات
6304
عبير المعموري
من آل منابر ثقافية
المشاركات
266
+
التقييم
0.07
تاريخ التسجيل
Jun 2014
الاقامة
بابل_العراق
رقم العضوية
12965
01-20-2015, 06:14 PM
المشاركة
1
01-20-2015, 06:14 PM
المشاركة
1
Tweet
مقابلة!!
مر هشام مع صديقه أحمد..في شارع مزدحم بالسلع المتراكمة أمام المحال القديمة الضيقة التي لاتسع مساحتها لاحتواء ذلك الكم من البضائع..مع جموع المارة التي قصدت السوق الكبير المعروف دائما بتلك الزحمة..ابتسم هشام قليلا ثم أطرق الى الأرض..وكأنه غرق في تأملات عميقة..أو سافر عبر الزمن إلى بلدان بعيدة..هز أحمد كتفه بلطف بعد أن ناداه مرارا دون أن يشعر بذلك..عذرا صديقي(رد هشام بخجل شديد)..ثم أضاف:
_غرقت في ذكرى أعادها لمخيلتي مرور بعض النساء المترفات من هنا..ذات مساء قريب حدثت أبي عن خطبة إحدى زميلاتي في الجامعة..دون إبطاء وافق والدي على الذهاب معي..فقد استسلمت عواطف الأبوة أمام سيل توسلاتي العارم..لم تكن مقابلة خاصة كما ظننت وأبي..بل كان في مجلس أباها عدة رجال..أولئك المتخمون مالا وغطرسة..قلوبهم لم تعد تخفق لأي مشاعر إنسانية..ملامحهم ونظراتهم الجامدة تربك خطواتك عندما تسير بينهم..و كأنك تلقي التحية على تماثيل رخامية ترتدي أزياء مألوفة..جلسنا على إحدى الأرائك الوثيرة..بين تحف نفيسة..و زهور طبيعية يملىء عبيرها المكان..رمقتنا عيونهم بتفحص يقطرمقتا واحتقار..وإشارات أصابعهم اتحدت لتقول لنا عبارة واحدة(اذهبوا ليس مرغوبا بكم هنا!)..اتخذ أبي وضعا ملائما لجلسته أمام والد الفتاة يطلبها لي..بابتسامة باردة قاطع حديث أبي قبل أن يبدأه لإنهاء تلك المقابلة بأسرع وقت ممكن قائلا:
_عشرة ملايين مهر ابنتي الغالية على قلبي..ولكن! اعترض أبي على الفور..عاد صوت أباها المزعج يكرر:
_عشرة ملايين ومنزل كبير..و رفاهية لاتقل عن التي تعيشها في بيت أباها..! تبادلت مع أبي نظرات الدهشة بالتناوب..(أدركت أن حمى البيع والشراء مازلت تلازمه حتى في طلب يد ابنته)
رد أبي بصبر وهدوء شديد:
_ولكنك حتما لاتبيع سلعة..إنها ابنتك أليس كذلك؟؟
نهض والدها من مكانه وعينيه تتطايران شررا ..فلم يجد جوابا لسؤال والدي سوى طردنا بتهذيب جاف و مصطنع:
_انتهت المقابلة أيها السادة!!
دنا أبي و همس في أذنيه قبل انصرافنا و خروجنا برفقة الخادم(إذن دع ابنتك تتخلل في بيتك لعشر سنوات قادمة!!).
حتما..طريقي صعب..ولكنني يقينآ..سأكون!
عبير المعموري
رد مع الإقتباس