عرض مشاركة واحدة
قديم 01-14-2015, 01:57 PM
المشاركة 21
عمرو مصطفى
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
يقول الأستاذ ياسر علي :

تمنيت أن توضح أكثر ما تقصده بالمسلم اليقظ الوطني
وماهي هذه المدرسة الإسلامية الوطنية فالوطنية هنا غير مفهومة .

أقول :
لعل سبب عدم الوضوح لديك هو فهمك للوطنية وشعورك أنها تعارض المباديء الإسلامية .. وهذا بسبب الدعايات التي رفعت شعار الإسلام وحطت من قدر الأوطان وزعمت أن الوطن حفنة من التراب النجس! .. أما أهل السنة والجماعة فلا تعارض عندهم بين حب الوطن والانتماء للإسلام.. فحب الوطن شيء فطري لايأثم المرء عليه ولا يؤجر .. أما حب الوطن لكونه وطن إسلامي فهذا الحب إيمان يثاب المرء عليه ويأثم لتركه .. بل قد يكفر لو كان بغضه له لأنه وطن إسلامي..
والمدرسة الإسلامية الوطنية هي تلك التي لاتكفر بالأوطان الإسلامية
ولا تسعى في تسليط عدوها عليها من أجل فكرة .. فلا تعلي الفكرة وتقدسها وتجعلها هى الإسلام حتى وإن تخلت عن الأرض الإسلامية لعدوها..
فتحل الفكرة محل الوطن .. بل الوطن مادام وطن إسلام فإنه يحب ولا يدفع به إلى الفوضى ولا يغامر بمقدراته .. بل يدافع عنه ويفدى
بالأرواح والأنفس..
وهى ضد المدرسة الوطنية العالمانية .. التي تقدس الوطن وترفعه فوق الدين والملة .. وتلك المدرسة العالمانية تخدم أيضاً نفس العدو وتمهد له كما مهد له الفريق الأول.. بقصد أو بدون قصد ..

يقول :

فالعلوم كلها هكذا ، تبحث عن طريقة لتجويد السلوك الإنساني ، إن لم نقل كل جوانب حياته .

أقول :
مازال الخلط هو ديدنك .. بين العلوم الطبيعية والفلسفية والثقافية ..
لم يعترض أحد على كلام رجل قبل الميلاد في مسألة رياضية أو فزيائية خضعت للتجريب .. إنما الاعتراض على الكلام الذي يمس الدين وقضية الخلق وهذا هو ديدن الفلسفة والمتفلسفة ..
دعني أوضح لك..
الفرق بين الفلاسفة وبين أهل الاتباع للوحي المعصوم .. مصدر التلقي .. كليهما يبحث في مسائل غيبية مثل الخلق ونشأة الكون وماهية الخالق عز وجل ودور الإنسان وغايته وما سيؤول إليه .. لكن من أين يستقى هؤلاء وهؤلاء معارفهم .. تلك هى المسألة ..
الفلاسفة يعتقدون أن الإله القدير هو عقل ويسمونه العقل الأول وأنه فاض في الموجودات فكان الخلق .. وعد لمسألة العقول العشرة عند أفلاطونك لتدرك هل الكلام في الطب والهندسة والرياضيات أم في صميم العقيدة والدين .. في ماهية الخالق عز وجل .. والسبب في تخبط الفلاسفة هو مصدر التلقي أنهم لا يتلقون من وحي معصوم مثل الأنبياء ولم يدعو حتى النبوة .. فمن أين لهم هذا .. من عقولهم الفاسدة التي تربت وترعرت على طقوس الوثنية والإلحاد ..وباض فيها الشيطان وفرخ ..
وهل الإسلام لم يأتي بما يجود السلوك الإنساني .. بل الإسلام جاء ليتمم مكارم الاخلاق .. هل قصر الإسلام في ناحية من نواحي الاخلاق والسلوك والتربية حتى تذهب لتبحث عن متمم له من نخالة عقول عششت فيها الوثنية والخرافة ؟.. لا أحسبك هكذا يا أخي الفاضل.


يقول :

جميل ، أشرت إلى المذاهب الأربعة أنها كلها صحيحة رغم ما يوجد فيها من اختلاف ، فالاختلاف ما لم يتحول إلى انغلاق فكله رحمة ، ما لم يتحول إلى احتقار الآخر و فرض الوصاية عليه ، و هل يعجز علماء اليوم و أقصد المجامع الفقهية و الجامعات في تذويب هذه الاختلافات و ربما وضع مذهب خامس قادر على احتواء كل المسلمين و الانطلاق من جديد .

الرد :

من قال أن المذاهب الأربعة كلها صحيحة .. يعني كيف يقول لك مالك في مسألة بالجواز ويقول الشافعي مثلاً بالحرمة ويكون الكل صحيح .. فرق بين صحة المعتقد وبين الخلاف السائغ في مسائل الفقه .. فالمذاهب الأربعة على عقيدة واحدة والخلاف بينهم في الأحكام الفقهية .. وهذا هو محل اجتهاد المجتهدين داخل المذاهب وخارجها .. هناك أقوال وافقت الأدلة وأقوال اعتمدت على نقول غير صحيحة وأقوال نتجت عن اجتهاد في غير محله لأن المجتهد بشر
وأقوال تحتمل لا تستطيع أن تجزم بصحة أحدها وحسم الخلاف فيها وكل ذلك في الفروع وليس في الأصول خلاف عند أهل السنة
ومسألة مذهب خامس يجمع عليه الأمة كلها .. تناقض منك لأنك رفضت بعدها الوصاية.. ثم طالبت بالعمل على إيجاد مذهب خامس
وجمع المسلمين عليه .. وهذا لن يتم دون فرض وصاية وإلزام
وكلامك عن كل المسلمين يعني أنك لم تستوعب الفرق بين الخلاف الفقهي والخلاف العقدي ..المذاهب الأربعة مذاهب فقهية سنية .. والمسلمون فيهم السني والشيعي بالتقسيم العام ..
المذهب الحق الذي على الأمة اتباعه هو مذهب السلف في المعتقد وفي الفقه والعمل .. يعني الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح وما خالف ذلك يطرح .. هذا هو المذهب الحق ..أما جمع المسلمين عليه
فهذا لن يكون إلا بالدعوة والبيان وتصفية العقائد من الشوائب وتربيتها على العقيدة المصفاة .. ولن يكون هذا باتباع الفكر الغربي
ولا الفلسفات وما علاقة هؤلاء بديننا أصلاً ..
ولا يهم أن نصل لتلك الغاية التي لن تتحقق فعلياً إلا مع عودة الخلافة على منهاج النبوة في أخر الزمان ..كما اخبر النبي عليه السلام .. المهم أن نموت ونحن في الطريق الصحيح..


يقول :
أما أن تتحجج بأن من فسدت عقيدته فسد كل عمله الإنساني الدنيوي أي منتوجه من الإبداع


أقول :
هات من كلامي ما يفيد ما ذكرت أعلاه.. بل في كلامي العكس ..
المشكلة في مصطلحاتك العامة التي تحتمل عدة أوجه .. فأنا لا أرفض العلوم الطبيعية الثابتة بالتجربة والمفيدة للبشر بل أشكر من أثبتها حتى وإن كان كافراً .. من لا يشكر الناس لا يشكر الله ..
إنما أرفض الغزو الفكري الثقافي الذي يمسخ المسلمين إلى قرود تقلد الغرب تقليداً أعمى .. وتجعلهم يتخلون عن دينهم واخلاقهم شيئاً فشيئا
والتجربة العملية واضحة للعيان .. حملة التغريب في الأمة قاربت على القرنين من الزمان ..و الأن .. صرنا نلبس كما يلبسون ونرطن بمصطلاحتهم و نأكل كما يأكلون .. بل ونفكر كما يفكرون .. وما ازددنا إلا تخلفاً إلا من رحم.. وهذا هو رأيك أيضاً.. بينما كنا في يوم من الأيام
في نفس موقفهم هم .. كانوا هم القرود المقلدة لنا.. وكنا نحن السادة المتحضرون .. حينما كنا نحتفظ بشخصيتنا ولم نفرط في ثقافتنا وهويتنا .. وهم أدركوا ذلك .. أخذو منا العلوم ولم يأخذوا ثقافتنا..
ثم بدأو في التقدم .. في الوقت الذي كانت حضارتنا تنحدر نحو المغيب بسبب تفريطنا في ديننا وميلنا إلى مشابهة الأقوام الذين نهينا عن التشبه بهم .. وصدق المعصوم صلى الله عليه وسلم حيث قال:
" لتتبعن سَنن من قبلكم شبراً بشبرٍ وذراعاً بذراعٍ ، حتى لو سلكوا جحر ضبٍّ لسلكتموه ، قلنا : يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال : فمن !؟ " ، رواه البخاري ( 3269 ) ومسلم ( 2669 ) .

يقول :

والابتكار لتحرم النقابة أو البرلمان أو حقوق الإنسان ، فهذا تفكير غير منطقي ، لأن هؤلاء هم أنفسهم من أنتجوا التقدم في الطب والهندسة والصناعة و كافة العلوم ، فبهذا المنطق فهي أيضا فاسدة .

أقول :

حينما ترى العلماء يحرمون شيئاً .. عليك أولاً أن تبحث عن دليل التحريم لا تنزعج لمجرد أنه متعلق بمن تحب.. إذا كان هناك دليل فخذ به وإلا فاترك ..
سبق واستنكرت إباحة المقاطعة ومنع الإضراب .. سبحان الله
وما هذا في رأيي إلا لأن المقاطعة تكون غالباً للغرب .. الذي تهواه
والإضراب يكون على الحكومات التي في الدول المراد تفكيكها من قبل الغرب .. فهل هذه مصادفة .. لا اتهمك لكني فقط انبهك ..
ودعني أخبرك أنني لا أحاورك كي انتصر عليك .. بل أحاورك لأني أظن فيك الخير .. فأنا أرد على شخصين صاحب شبهات يلقي الشبه ليضل الناس وأخر مخلص (أحسبه كذلك والله حسيبه) لكن لديه شيء من الخلط والشبه تخفي عنه بعض الحقائق ..
وأذكر نفسي بنفسي .. ((كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم ..))

يقول :

لي سؤال آخر ، هل محمد عبده و الأفغاني و الكواكبي لم يقدموا شيئا للأمة ؟

الرد :
جاوب أنت على هذا السؤال .. أذكر ماذا قدم هؤلاء للغرب..أأ..
أقصد للأمة!!
وقل لي .. هل ذهبت للكتب التي نصحتك بها ؟..