عرض مشاركة واحدة
قديم 01-10-2015, 09:27 PM
المشاركة 16
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
قولك الإسلام متكامل كمبادئ عامة والثقافة الغربية متناغمة إلى حد بعيد كأسس للحياة الكريمة ألا يعد هذا انتقاص للإسلام إذ ان اللازم من كلامك أن الإسلام لم يأتي بأسس للحياة الكريمة .. مجرد أطر عامة لاتملك بمجردها التأسيس لحياة كريمة ..إلا بالعودة للغرب.. وأنا لا ألزمك بلازم قولك بل أبين لك مغبته فانتبه..

كتبت في الجملة الأولى كمبادئ عامة و فسرتها في الجملة الثانية كمنهاج نظري ، ولعلك تعرف الفرق بين النظري والتطبيقي ، فلا يكفي مثلا أن تقول أنا مؤمن إذا غاب الإيمان في السلوك . هكذا المسلمون اليوم ، واقعهم مهما دافعت عنه يبقى رمزا متميزا للتخلف . هناك قول للمفكر محمد عبده في هذا الموضوع : في الغرب إسلام بلا مسلمين ، و في بلادنا مسلمين بلا إسلام .

الحياة الكريمة ، يؤسس لها الأشخاص في تصرفاتهم و هي مرتبطة باجتهاداتهم في سبل الرقي بها ، و لا تقولني ما لم أقله ولا تخلط كثيرا بين الإسلام و بين تصرفات المسلمين .



أسأل الله لك التوبة من تلك المقالة قبل فوات الأوان..
فحينما تأتي هكذا على كل العلماء وتصمهم بالأنانية والكبر من أين ستأخذ دينك .. من المؤسسات الغربية!


أسأل الله العفو و التوبة والمغفرة ، من كل الذنوب والخطايا ، و هذا على الأقل ينفي عني الأنانية المفرطة ، عندما اخترت لفظ الأنانية فقد اخترت لفظا مخففا ، لأن الأنا يستعملها الجميع ، بل الأنانية في بعض المواقع هي تعبير عن قوة الشخصية و الإيمان بالذات ما لم تتحول إلى احتقار الناس أو منعهم حقا من حقوقهم الأساسية ، و لم أصف العلماء بصفة مطلقة الشر . و بينت العلّة عندما قلت أنهم لا يقولون لا أعلم وكان أغلب جواب الإمام مالك رضي الله عنه لا أعلم . ، وهنا كل من يقول فيهم لا أعلم استثنيته عند تقديم العلة ، رغم ذلك فأنا أتنازل عن لفظ التعميم . لأقول جلّ العلماء .

وما ذنبنا إذا كنت تنظر إلينا بمنظار غربي .. فيجعلك تنكر ما هو موجود بالفعل


يا سبحان الله ، أنا لا أنظر إلى الأمور بمنظور غربي ، ولا أنكر ماهو معلوم في الدين ، و لكن لا أرى مانعا في أخذ ما هو نافع في الثقافة الغربية و الإبداع الإنساني ، وما يضيرك لو منع الدعاة من الإفتاء ما لم تستند فتواتهم إلى دراسات علمية ، و ما المانع من تقنين الفتوى ، فهل أنا ألغيت الفتوى ، ما الذي يمنع أن يكون العالم تابعا لمؤسسة بدل التغريد خارج السرب أو التستر بجلباب العلم و تنفيد أجندة خفية .




الصدمة ليست في المعلومة الصدمة هي في تناقضك..
فأنت تزعم أنه لا يوجد شخص قادر على الفتيا اليوم .. وهذه منك
ـ لو تدري ـ فتيا.. فكيف تنكر القدرة على الفتيا .. بفتوة منك


أين اكتشفت التناقض ، أنا لا أدعي الإفتاء ، و لا أقول إلا رأيا يحتمل الصواب والخطأ و لا ألزم به أحدا ، و هذا حق من الحقوق الأساسية للإنسان .

الفتوى هي توقيع حكم شرعي نيابة عن الله ، ليست مجرد رأي بل هي قانون ملزم لا يقوم به خارج المؤسسة التشريعية و مؤسسات الإفتاء الرسمية غير العلماء . هناك نوازل يفتي فيها العلماء دون القيام بدراسات ، هناك من حرم مشروبات غازية عادية ، هناك من أفتى بتزويج القاصرات ، هناك من يفتي بالإخراج من الملة ، هناك من أفتى بمقاطعات إقتصادية ، هناك من أفتى بتحريم العمل في بلاد المهجر " دار الكفر" هناك و هناك ، وكلها فتاوى لا تستند إلى دراسات علمية تجيزها بل مجرد رأي يبنيه العالم وفق فهم خاص لأمور تكبر علمه . مما جعل الفتوى تصبح محط استهزاء و يصبح لقب العالم محط شبهة .





فانطلق بارك الله فيك في دنياك وأرنا إنجازاتك في الدنيا ولا تكتفي باتباع الغرب ..بل طور واخترع .. واتبع سلفك الصالحين في العقيدة والعمل فيسلم لك الدين وتطيب لك الدنيا ..
لن أقول لك أذهب لعملك على فرس لو كنت تخشى هذا !



جميل هذا الحض على العمل الصالح ، و اتباع السلف الصالح ، و هنا لا مشكلة أبدا ، و الأجمل هو لا أقول لك اذهب على فرس ، فأحيانا نسير على أقل من الفرس دون علم ، فعندما نسقط ظرف الماضي على الحاضر فهو أعمق ، فعندما يفتي فقيه عالم خارج السياق العلمي أي ما وصلت إليه العلوم فهو نفي للحاضر تماما و ركوب على الفرس ، فحنينه إلى الماضي لا يجعله يتبين أنه راكب على راحلته في ممر سكة الحديد .

عندما ندبر حاضرنا خارج أليات الحاضر ، خارج المدنية ، فهو أعظم من هذا المظهر .

عندما تخرج فتوى تمنع حق الإضراب عن العمل و تجعلها بدعة شيوعية و فكرا غربيا ، و ترى في النقابات المهنية المدافعة عن العمال مجرد منظمة شيطانية وعيد العمال مجرد طقس جاهلي ، فنحن أمام ردة عن الحاضر ، وانسلاخ عن الواقع ، فالنقابة منظمة من منظمات المجتمع المدني التي لها الحق في مناقشة القوانين التي تضعها الحكومة التي من خلالها سينجز العامل واجباته على أحسن وجه دون أن تضر بحقه في العيش الكريم .


و شكرا