عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
6

المشاهدات
4545
 
سعاد الأمين
من آل منابر ثقافية

سعاد الأمين is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
176

+التقييم
0.04

تاريخ التسجيل
May 2012

الاقامة

رقم العضوية
11181
01-02-2015, 09:52 AM
المشاركة 1
01-02-2015, 09:52 AM
المشاركة 1
افتراضي الهر يموت واقفا(2)
(على الناس الذين يحبهم المرء أن يموتوا بكل اشيائهم....ماركيز*)
الهر يموت واقفا
(2)
كان الباب مغلقا بالقفل والرتاجات، هو يجلس عند حافة الفجر وحيدا خلف نافذة صغيرة لاتظهر للمارة من ذلك الشارع الضاج بالحركة،كان يراقبها عندما تسير فى الشارع بكبرياء طبيعي ملفت، نظرها ثابت أمامها لاتعبأ بنظرات المارة الحارقة،تضم هرها إلى صدرها وتلثمه على جبينه بحنو بالغ، والهر مستمتع برؤية الصبية له وابتساماتهم البلهاء..
كادت عيناه أن تخرج من محجريهما، عندما مرت فى مرمى بصره، شهق ونثر عرقا غزيرا رغم برودة الصباح الندية، كان ابن السابعة عشر يعاني عصفا بايولوجيا عنيفا، جعله منبوذا فى الحي لكثرة تحرشه بالفتيات، وهروبه من مقاعد الدراسة وتسكعه المريب بين الأزقة والحواري حيث النسوة ومآربهن المغلفة له بطلبات وهمية ، أناث حيونات المزرعة تهرب فزعة حين يواقعها من فحولته الجامحة، علقة شهيرة نالها من العم حماد حين فقد حمارته فوجدها فى خلوة ذميمة معه تحت شجر المسكيت وشهر به، فاصبح مثار سخرية وجلب لوالده العار فما كان منه إلا أن أودعه لشيخ الطريقة، ليتشرب العقيدة السمحاء ليؤوب إلى جادة الطريق، ويشفي من شبقه الفاضح،وتزول نزواته المنفلته..ولكنه أظهر شذوذا آخر يطفئ به شهواته، أعاده الشيخ لوالده ضجرا، اجتمع أهل الحي وأخبروا والده بأن ابنه خطر على عذرية الشارع لابد من حبسه، فتم لهم ما أرادوا، سجنه فى تللك الغرفة المطلة على الشارع وأحكم المزاليج،الفتاة الجميلة كان يلتهمها بنظراته الجائعة، وينتظرها كل صباح ويحلم بها فى المساء،كان يشاهد خطواتها مبتعدة دائما وفى حضنها هرها كان يتمني الالتصاق بهامثله، ولكنه اكتفي بممارسة ذلك فى خياله، وتدفقت مشاعره وهام بها..ماكان يفكر فى أي شئ سواها.
راها تدخل متجر ابيه أربع مرات خلال هذا اليوم وسمع ضحكات ابيه مجلجلة، وسمع صوتها الجميل تداعبه وهو يغازلها، وهي تستجيب بغنجها وينسى أن يأخذ ثمن ما ابتاعته من المتجر أو يتناسى، بعد انحلال أعضائه فتخرج لاتلوى على شئ وهرها المستكين شاهد على سطوة الغريزة، ويمسح شاربه ويخرج ويشيعها بنظرات جائعة ويتمتم جزلا:
ــ لقد صنعت يومي أيتها الجميلة!
الأب لايصدق إن هناك عين متلصصة تراقبهوالفتاة التي أشعلت ترمله، كان يشترى اللحظة معها، ويغريها بحديثه المعسول فى خلوتهما، ولكن غير ذلك فهو الأب الصارم كما يريده المجتمع.
هو لايصدق أن أباه الصارم هذا يمكن ان تنحل صواميله الأخلاقيه ويتداعى هكذا مع فتاته، ويحبسه فى حجرته مقيدا بسبب السيل الجارف من هرمونات الفحولة الموروثة بجينات عنيدة مشاكسة..تمتم غاضبا:
ــ لقد سجنتني وأنت الذى أورثتني هذا العصف..!!
كان يحدق من النافذة عندما شاهد مايجري، اغتيال الهر شمسون..على يد عبد الجليل،نظر الناس إلي أعلي من حيث انطلقت الرصاصة الثانية واستقرت فى قلب التاجر أمام متجره.. صاح من نافذته بأعلي صوته:
ــ لقد أغتال أحلامي..
نظرت إليه سمسومة فاغرة فاها،ثم جلست صامتة بقلب ممزق تراقب المشهد الدامي. ونسيت هرها!
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة